هذا مثل مصري يعبر عن خيبة الأمل ومناسبته الخبر الذي نشرته قناة الجزيرة عن البحرين عن «رسالة من 52 نائباً في البرلمان الأوروبي ضد البحرين».

وحقيقة الأمر أن معارك شبه يومية تخوضها بعثاتنا الدبلوماسية البحرينية في أوروبا وخاصة في بروكسل مقر الاتحاد الأوروبي للرد والتوضيح وتحريك المياه لصالح أوطاننا ودولنا الخليجية، مقابل نشاط محموم ومضاد من قبل حلف الشيطان (قطر والجماعات المدعومة إيرانياً والمتفرغة تماماً لهذه المهمة واليسار الغربي) داخل أروقة البرلمان الأوروبي.

تملك المجموعة الإيرانية من خلال وكلائها شبكة علاقات أوروبية أمريكية كندية عملت على نسجها لسنوات عدة، تعمل وبشكل يومي على تحريك أصدقائها بين حين وآخر من أجل استخلاص «قرار» إدانة ضد البحرين أو ضد المملكة العربية السعودية أو الإمارات من السلطات في تلك الدول أو من برلماناتها، لتلتقطه الشبكة الإعلامية القطرية وتنفخ فيه مضخمة لاستكمال مشروعها الذي تعرض لانتكاسات وفشل ذريع، لكنها مازالت مستمرة في محاولاتها.

وفي العام الماضي اشتكت هذه الجماعة من تحركات بعثاتنا الدبلوماسية (المضللة) على حد تعبيرها، واشتكت من تعاون سفاراتنا الخليجية بعضها مع بعض، وهذه الشكوى دليل وشهادة نجاح يشكر القائمون على بعثاتنا عليها.

إذ يشتكي حسين عبدالله المدعوم من جهات أمريكية ومن اللوبي الإيراني الأمريكي المدير التنفيذي لمنظمة «أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين «أن السفارة البحرينية في بلجيكا، التي تقودها بهية الجشي، عملت بشكل حثيث على إقناع نواب البرلمان الأوروبي بعدم المضي في الدفع بمشروع قرار إدانة النظام البحريني، وعمدت السفارة إلى توزيع بيانات على أعضاء البرلمان – الذين يبلغ عددهم 751 عضواً – تتضمن معلومات مغلوطة عن الأوضاع الحقوقية والسياسية في البحرين، بما في ذلك تشويه سمعة الناشط الحقوقي نبيل رجب والادعاء بأنه يحاكم بناء على اتهامات «جنائية»، كما حاولت السفارة مراراً التغطية على الانتهاكات التي يتعرض لها قادة المعارضة المعتقلون، بما في ذلك الوضع الصحي للأستاذ حسن مشيمع والدكتور عبدالجليل السنيكس، وأظهرت بيانات السفارة جهداً للتضليل على قضية الشيخ علي سلمان والتغطية على خلفية الاستهداف السياسي الممنهج الذي تعرض له الشيخ سلمان في سياق تعطيل استقلالية المجتمع المدني في البحرين وإغلاق الجمعيات السياسية المعارضة» انتهى.

هذه شهادة بحجم تأثير بعثاتنا الدبلوماسية ونجاحهم في عملهم أتت من أفواه الحلف الشيطاني وعلى لسان أحد أعضاء المجموعة المدعومة إيرانياً.

هذه المجموعة عادت هذه السنة للتحرك من جديد لكنها فشلت مرة أخرى في استصدار «قرار» ولم تنجح سوى بكتابة رسالة ولا مجال للمقارنة بين الإجرائين لأن الذين وقعوا عليها 50 نائبا من أصل 750 لذلك اكتفى حلف الشيطان بإرسالها لمندوب البرلمان الأوروبي في منطقتنا للطلب بالتحقق من الوضع الصحي لمن أطلقت عليهم الرسالة (معتقلين سياسيين)!!

وكالعادة وبالاتفاق مع قناة الجزيرة القناة الوحيدة التي اهتمت بالخبر وصاغته بطريقة توهم بأن الاتحاد الأوروبي يتحرك بقرار ضد البحرين وهذا غير صحيح بتاتاً، لكنها «الجزيرة» في النهاية التي تعودت أن تقيم الأفراح والليالي الملاح فرحاً بأي خبر مسيء للبحرين حتى لو كان الخبر مضخماً أو مفبركاً، لا يهم.

خلاصة القول إن غربان الجزيرة المصابة بالهزال وفقر الدم نتيجة لانعدام ما تتغذى عليه، أتت بخبر تعيس أصاب والدتها بالهم والغم فأصل المثل المصري «ياما جاب الغراب لأمه»

بأنه كشفت إحدى الدراسات المختصة بسلوك الغربان وحياتها، أن الغربان تحب كل الأشياء التي تبرق في الشمس

وأن لكل غراب مخزنه السري الخاص به، الذي قد يكون ثغرة في شجرة، أو تحت سقف برج قديم، أو خلف حجر في كوبري، وتمكن فريق دراسة ما من الوصول لأحد مخازن الغربان، فوجد به قطعة من مرآة مكسورة ويد فنجان، وقطعة من صفيح وأخرى من معدن، وأشياء أخرى تافهة لا قيمة لها سوى أنها تلمع في الشمس، ومن هنا أصبح المثل «ياما جاب الغراب لأمه» لكل من يشتري أو يأتي بشيء لا قيمة له ولا فائدة...!!