منذ أن أعلن منتخبنا الوطني رسمياً مشاركته في كأس الخليج العربي في نسختها الــ24 والتي ستنظمها قطر يوم غد الثلاثاء، أصبح الشارع البحريني يتحدث عن إمكانية الفوز باللقب الخليجي للمرة الأولى في تاريخه وفك النحس الذي لازمه في هذه البطولة التي بدأت قبل مايقارب نصف قرن من الزمن.

منتخبنا البحريني يملك عاملين مختلفين أحدهما إيجابي وهو القوة والتنطيم الدفاعي المميز خلال الفترة الأخيرة وبالتحديد منذ استلام المدرب البرتغالي هيليو سوزا القيادة الفنية للمنتخب، حيث يعتمد المدرب في استراتيجيته وتكتيكه بشكل كبير على الانضباط الدفاعي المحكم وهذا ماشاهدناه وبشكل واضح في الآونة الأخيرة فالأرقام والإحصائيات دليل قاطع على صحة كلامي، فخلال تسع مباريات رسمية قادها سوزا أربعة منها في غرب آسيا وخمسة في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وأمم آسيا 2023 لم يستقبل منتخبنا سوى هدف واحد فقط أمام منتخب العراق في افتتاح التصفيات، وهذا يؤكد لنا العمل الفني الكبير من الناحية الدفاعية.

وهناك عامل سلبي في الأحمر البحريني والذي لابد أن ينال اهتماماً أكبر من هيليو سوزا والطاقم الفني من أجل إيجاد الحلول وهو العقم الهجومي الملحوظ، فمن غير المعقول أن منتخبنا خلال سبع عشرة مباراة رسمية سواء في كأس الخليج 2017 التي أقيمت في الكويت مروراً بأمم آسيا 2019 بضيافة الإمارات وبطولة غرب آسيا الأخيرة في العراق والتصفيات المشتركة الحالية لم يسجل منتخبنا أكثر من هدف في مباراة واحدة على الرغم من أننا واجهنا منتخبات متواضعة مع كامل الاحترام لها، مثل اليمن والهند وهونغ كونغ وكمبوديا وغيرها من المنتخبات، أي أن هناك خللاً وضعفاً هجومياً لايختلف عليه اثنان ويجب على سوزا من وجهة نظري تصعيد لاعبين من منتخب الشباب أو الأولمبي والبحث عن مهاجمين في الدوري البحريني وتأهيلهم بالشكل الصحيح لزيادة الفاعلية الهجومية وحل تلك الأزمة.

ولاشك أننا كجماهير ومحبين لمملكتنا الغالية ورغم العقم الهجومي الذي يسبب لنا قلقاً نوعاً ما، نأمل من سوزا أن يتجاوز ذلك بأي شكل من الأشكال وأن نحقق كأس الخليج القادمة، فمثلما ظفرنا بأول لقب رسمي وهو الفوز ببطولة غرب آسيا رفقة هيليو سوزا قادرين بإذن الله من خطف اللقب الخليجي الذي طال انتظاره.