* فقرة أخرى جميلة اخترتها من كتاب تأملات في السعادة والإيجابية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي يقول فيها: «كثيرون ينتظرون تغير الظروف، وتبدل الأحوال، وتحسن الأجواء، حتى يحققوا النجاح في حياتهم، ينتظرون الحظ ليزورهم. ينتظرون الفرصة المناسبة، والوقت المناسب، والشخص المناسب الذي سيحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم ويغير لهم حياتهم! الإنسان الإيجابي نظرته مختلفة للحظ، هو لا ينتظر الحظ بل يصنعه. لا ينتظر ابتسامة الحظ له، بل يبتسم هو للحياة ويسعى منطلقاً خلف أحلامه وطموحاته. يعرف الإنسان الإيجابي أنه سيلاقي الحظ والفرص والنجاح عندما ينطلق بأقصى طاقته خلف أحلامه وطموحاته، عندما يبدأ يومه مبكراً، عندما يضع خطة لنفسه ويبدأ العمل عليها دون تسويف أو تأجيل. يعرف الإنسان الإيجابي أن الحظ لا يصنع الرجال، بل الرجال هم الذين يصنعون الحظ».

* قرأت هذه العبارة في أحد الكتب وذكر فيها الكاتب أنها كانت قاعد مكتوبة في إحدى المؤسسات تنص على: «انطلق وكن مبدعاً، يجب ألا يمنعك الإخفاق، الجهود المستمرة قد تثمر نتائج إيجابية». فهناك العديد من التحديات تواجه الموظفين والقادة في محيط العمل تتغير من حيث تغير طبيعة الوظيفة وطبيعة المؤسسة واتجاهاتها ورؤيتها وميدان عملها. فمن أبرز هذه التحديات غياب أنماط الإبداع والتغيير والتطوير لدى بعض القادة والذين يؤثرون بدورهم على العاملين في ميدانهم، بل يلقي ذلك بظلاله على جميع مساحات العمل التي قد تتسم بالروتينية القاتلة وغياب الإبداع وغياب المهام الواضحة في استراتيجية العمل، ومن ثم ما هو الحل الأمثل لمثل هذه البيئات الضعيفة؟ بلا شك أن العاملين في مثل هذه الميادين بيديهم الكثير للتغيير والذي قد يؤثر بشكل كبير على المسؤولين ومتخذي القرار، فالتغيير يجب أن يبدأ من داخل الموظف نفسه إن هو أحسن فهم وظيفته على الشكل الأمثل وعرف الاتجاه الصحيح لطريقه ورسم مهام عمله بالصورة المثلى التي تمكنه من الإنجاز والإبداع، ومن ثم تجد هذا الأثر ينتقل بشكل تلقائي إلى القادة والمسؤولين الذين سيتمكنون بلا شك من تغيير الكثير من القناعات والأفكار التقليدية التي منعت تشكيل عقليات قادرة على التفكير الإبداعي ونشر مشاعر الود والوئام. قرأنا وعاشرنا العديد من المؤسسات التي يتصف قادتها بروح التجديد والتغيير وتقبل الأفكار الجديدة من الموظفين، وخلق روح تنافسية في العمل، وتشجيع الموظفين على الإبداع وحب بيئة العمل من خلال الأفكار الإدارية المتنوعة، ومراعات الجوانب النفسية وتنظيم البرامج الاجتماعية التي من شأنها أن تساهم في تذويب جليد الحواجز النفسية وتشجع الموظفين على المزيد من الإنتاجية والعطاء. لذا يأتي إصرار القائد «فكل موظف قائد في مجال عمله»، على بذل الجهود المستمرة للتميز والإتقان في العمل وحسن تنظيم المهام وإنجاز المشروعات في مواعيدها المحددة، هو المسلك الصحيح الذي يتغلب على أي عقبات في الطريق.. فالانطلاقة المثلى التي يجب أن تشهدها ميادين العمل تبدأ من قادة الصفين الثاني والثالث والذين يبادرون بدورهم للإبداع والإنجاح وطرح الأفكار الجديدة، ومن ثم تجد القيادة تفتح ذراعيها واسعاً لاحتضان مثل هذه الإنجازات التي سيكون لها الأثر الكبير في المجتمع بأسره.. فالإنجاز يجب أن لا يكون آنياً بقدر ما يكون على المدى البعيد.. لذا نحلم دائماً بفريق البحرين المنجز في كل ميدان من أجل أن تكون البحرين ولادة للقيادات المبدعة وللمشروعات الناجحة التي تسهم في رقي الوطن وازدهاره ورفعته.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.

* في كل مرحلة من حياة المرء تمحيص للعديد من القيم والقناعات والصداقات وغيرها.. لذا فإن الإنسان في مرحلة ما وفي ظرف ما قد يفضل أن ينأى بنفسه عن الكثير من المشكلات والترهلات الحياتية الزائفة والمشروعات ذات الأثر القليل، ويقرر تقنين بعض العلاقات والتركيز على مشروعات النجاح ذات الأثر وصحبة الأيادي الفاعلة التي لا تتغير بتغير الظروف ومرور الأيام، بل تراها منجزة في كل لحظات حياتها. التمحيص هو سنة من سنن الحياة، فحياة الإنسان كلها تمحيص، وقد ولدنا على هذه الأرض حتى نختبر في طاعتنا للرحمن وفي إنجازاتنا الحياتية ذات الأثر الجميل والتي ستكتب في صحائف الأعمال يوم القيامة. خلقنا لخلافة الله في الأرض ولإعمارها بالخيرات، لذا فليعمل المرء بهذا الشعار «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل». فمسير الحياة يحتاج إلى نفس طويل وصبر ومصابرة وتحمل كل طرف للآخر والمحافظة على العلاقات بالتواصل الفاعل. فمن قرر أن يكون صديقا لزميله في الطريق فعليه أن يتحمل كل شيء، ويكون في مقدمة ركب النجاح والتطوير والتغيير بابتسامته المعهودة وبإنجازه وإتقانه وسعادته ورحابة صدره. يبقى التمحيص أسلوب فاعل في حياتنا لمواصلة مسيرة الأثر قبل أن ينتهي العمل في حياة سريعة الانقضاء.

* استثمر العطاء في فرص الخير واحرص على أن تكون كل لحظة في حياتك هي فرصة خير حاسمة تستطيع من خلالها أن ترضي ربك وتنجز الكثير وتترك الأثر وتحظى براحة نفسية عميقة وتحس برضا الله تعالى عنك وبأجر كتب لك. بالفعل هذه هي مشاعرنا عندما نقدم على عمل أي خير في لحظات الحياة العديدة.. دائماً أنصح وأردد هذا المضمون على أصدقائي في العمل.. استثمروا أوقاتكم فأنتم في ميدان خير كبير.. في خدمة الأرامل والأيتام والمحتاجين.. فأنتم في نعمة كبيرة يغبطكم عليها الناس.. «فالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر أو كالقائم الذي لا يفتر» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. جميل أن يقرن الموظف نيته بعمل الخير سواء في تعامله مع زملائه أو مع المحتاجين الذين قصدوا بابه لكي يحصلوا على ما يعينهم على قادم الأيام.. أجمل استثمار للحظات الخير عندما تقدم الخدمة بنفس مرتاحة وابتسامة وبكلمات راقية.. بعدها ستحصل على دعوات ممدودة للسماء «ربي يحفظك ويبارك في عمرك وييسر أمورك ويفرج عنك كما فرجت عني». دعوة سمعتها من إحدى الأمهات وهي تقدم طلبها للخدمة. الدنيا تتسارع.. تتناقص أيام العمر.. فطوبى لمن عرف استثمار كل لحظة وأنجز عمله ولم يسوف.. فهو سيفرح بلا شك بإنجازه.. وإن لم يشكره الناس. هنيئاً لكن منجز..

* ومضة أمل:

أملي أن يرضى الله عني.