يتجدد كل عام الاحتفال بيوم المرأة البحرينية ليوثق يوماً تاريخياً بمسيرة مضيئة للمرأة البحرينية وليسطر معها وبها قصص نجاح هذه المرأة المعطاءة المحبة الشغوفة لتكون علماً يرفرف عالياً في سماء مملكتنا الغالية، تكتب كل يوم نجاحات لا تعد ولا تحصى لكنها تضيء لمستقبل وتقدم وازدهار هذا الوطن العزيز.

لأن البحرين مملكة وسباقة ومميزة، فقد أعطت للمرأة البحرينية أولوية كبرى للاحتفاء بها وبجهودها وإنجازاتها والتفاخر بها في المحافل المحلية والعالمية بأن المرأة البحرينية شريك أساسي للنهضة والحضارة الحديثة تبني أمجاد المملكة بصلابة وبقوة واعتزاز.

ولما يمثله التعليم من نقلة نوعية في حياة الفرد والمجتمع والدولة ارتأت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله بتكريم المرأة البحرينية في مجال التعليم «المرأة والتعليم»، كأول مبادرة كريمة من لدنها لتكريم المرأة البحرينية في 2008، حيث يعد التعليم هو الانطلاقة الأولى للتقدم والتنمية ومواكبة التطورات، فكان الشعار واضحاً «قرأت» منذ بدايتها في دور تعليم القرآن وحفظه عند «المطوعة» قبل التعليم النظامي، ثم «تعلمت» في المدارس الرسمية منذ 1928 حيث تعد مدرسة خديجة الكبرى في محافظة المحرق أول مدرسة رسمية للبنات، ثم «شاركت» المرأة البحرينية من خلال عملها الدؤوب في مجالات كثيرة لإعمار وتقدم المملكة حيث بدأت المرأة البحرينية في العمل في مجالات بسيطة حتى أصبحت الفتاة البحرينية اليوم تختار مجال تخصصها لتضع بصمتها بكل كفاءة وعزيمة لتحلق في سماء الطموح والإصرار وتكون أهلاً لهذه الثقة.

واليوم تحتفل مملكة البحرين بالمرأة البحرينية في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل لتقطع شوطاً كبيراً وملهماً في النقلة الرائدة للمرأة البحرينية التعليمية، فهي لم تكتفِ بالقراءة بل اختارت أن تتعلم في مجال قد يبدو شبه مستحيل ولكنه في الواقع هو طموح بعض النساء بأن يلغين كلمة مستحيل ليحل الإصرار بموقفه الواضح أمام أمنية كل امرأة ثابرت بأن تتميز بتخصصها وتكون القوة الناعمة التي فتحت آفاقاً جديدة وعالماً جميلاً يفوق الخيال لمستقبل واعد لبحرين الغد.

* كلمة من القلب:

اختيار المجال للاحتفاء بالمرأة البحرينية هو بحد ذاته تطلع وأمل وتجديد، ما يجعل المرأة البحرينية في تحدٍّ في مجال الدراسة والعمل معاً، والمرأة البحرينية قادرة أيضاً على وضع بصمتها حتى وإن كانت ربة منزل أسوة بالمربيات الفاضلات اللاتي ثابرن على تربية أبنائهن من الرجال والنساء لخدمة هذا الوطن المعطاء ليشهد التاريخ جذور أمهاتنا الممتدة لعقود، بدأنا بالأمس وأصبحنا اليوم وسنكون شعلة هذا الوطن المستمر لغد أجمل.