محمد الدرويش

كانَ نادي نابولي أحد الأرقام الصعبة في منافسات الدوري الإيطالي خلال المواسم الأخيرة، ولن نُبالغ إن قلنا إنه النادي الوحيد الذي حافظَ على هيبة وسمعة السكوديتو بنديته الحقيقية ليوفنتوس في المواسم الثلاثة الأخيرة وتأخير حسمهم للقب حتى مراحل متقدمة من البطولة في ما هو أمرٌّ عجز عنه كبار الدوري مثل ميلان والإنتر العريقين، لكن النادي الذي يمكن أن نقول عنه "بطلاً غير متوج" بالسنوات السابقة قد تراجعَ إلى الخلف كثيراً هذا الموسم، ولمركزٍ لا يليقُ بما صنعه هذا الفريق من سمعة لنفسه كسب من خلالها احترام الجميع، فهل أنشيلوتي هو السبب؟ وهل بات المدرب الخبير عاجزاً عن إلهام نابولي؟ وبعد عام ونصف العام من توليه للمهام الفنية معهم ماذا يمكن أن يفعل نابولي وإلى أين من الممكن أن يصلوا؟

من الصعب بكل تأكيد نكران التطور الملحوظ في أداء الفريق والذي أكمله أنشيلوتي من بعد ماوريسيو ساري بل ساهم في تطويره وصقل مواهب اللاعبين أكثر وأكثر، ومع ذلك يفتقر الفريق للحدّة المحلية عكس ما يقدمه في أوروبا ومسابقة دوري الأبطال تحديداً.



يعتمد أنشيلوتي على الرسم التكتيكي 4-4-2 ورغم إشادة لاعبو نابولي بالمدرب الإيطالي وطريقة عمله معهم في التدريبات وداخل غرفة تغيير الملابس إلا أنه فشلَ حتى الآن في منح نابولي هوية تكتيكية واضحة المعالم وهو الأمر الذي يبدو غير مفهوم لمدرب لديه ما لديه من الخبرة الكافية في قيادة فرق القارة العجوز، خصوصاً إن علمنا أنه خلال فترة عام ونصف العام سجل الفريق عدداً أقل من الأهداف مما كان عليه في عهد ساري وليس لدى نابولي أسلوب لعب واضحاً حتى الآن!!

لقد افتقرَ أنشيلوتي للإلهام والإبداع منذ أن رحلَ عن الميلان بعد أن ساهم معهم بنجاحات تاريخية، وبدا منذ سنوات عدة مدرباً فقيراً تكتيكياً ولم يواكب تطور الكرة الأوروبية وأساليب اللعب الحديثة التي يتبعها مدربون كبار من أمثال بيب غوارديولا ويورغن كلوب، حتى إنه لم يقم بأي شيء استثنائي حتى هذه اللحظة مع نابولي رغم ما له من سمعةٍ كبيرة كمدرب خبير في إيطاليا خصوصاً والكرة الأوروبية عموماً.

في مأزق نابولي الحالي، من الصعب أن يبقى أنشيلوتي مدرباً لهم خلال الموسم القادم، ومع تلاشي فرص المنافسة على لقب الدوري الإيطالي سيكون الحصول على أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا إنجازاً عظيماً، أو أن عليه الذهاب بعيداً في مسابقة دوري أبطال أوروبا وهو المدرب الفائز بهذا اللقب ثلاث مرات مع ناديين مختلفين -ميلان وريال مدري- وقيادة نابولي لإنجازٍ تاريخي سيُخلده رسمياً كأفضل مدرب في تاريخ النادي، ومع ما نشاهده من نتائج جيدة على الصعيد الأوروبي إلا أن المهمة نحو هذا المجد لن تكون إلا محفوفةً بالعديد من المخاطر.