قال وزير الاشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني المهندس عصام بن عبدالله خلف بأنه تم ترسية مشروع انشاء مجمع الاعاقة الشامل في منطقة عالي التابع لوزارة التنمية الاجتماعية بموافقة مجلس المناقصات والمزايدات وبتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بتكلفة تبلغ7,413,127 دينار بحريني (سبعة ملايين و أربعمائة و ثلاثة عشر ألفاً ومائة وسبعة وعشرون دينارا بحرينيا) على ان يتم تنفيذه مطلع العام الجديد 2015 .
وأشار الوزير خلف بأن سلسلة المشاريع التابعة لبرنامج التنمية الخليجي والتي تعمل الوزارة على تصميمها وتنفيذها والاشراف عليها لصالح الوزارات والجهات الحكومية الاخرى هي تأكيد على المضي في تحقيق متطلبات التنمية والتطوير في مملكة البحرين وتلبي تطلعات المواطنين وتلتمس احتياجاتهم.
وقال سعادة الوزير بأن إدارة مشاريع البناء بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني قد قامت بأعمال التصاميم الهندسية للمشروع وستقوم بالإشراف على تنفيذه لصالح وزارة التنمية الاجتماعية والتي قامت بدورها بتخصيص مساحة أرض لإنشاء المجمع تبلغ حوالي 29,106 أمتار مربعة و يتم البناء فيها بمساحة إجمالية تبلغ 18,765 متراً مربعاً ، و تقدر الطاقة الاستيعابية للمجمع بحوالي 1450 شخصاً و 160 إدارياً بمبنى الإدارة الرئيسي.

من جانبها قالت وزيرة التنمية الاجتماعية الاستاذة فائقة بنت سعيد الصالح بأن هذا المشروع جاء بمبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه بتخصيص الأرض لبناء عشرة مراكز تأهيلية وتعليمية لذوي الإعاقة حيث تم بناء وتشغيل مركز عبدالله بن على كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة بدعم من لدن جلالته، وذلك بناء على الاهتمام بهذه الفئة التي تحظي بدعم خاص من جلالته ومن صاحب السمو الملكي الأمير خليفه بن سلمان ال خليفه رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه ومايبدونه من اهتمام بارز بالمشاريع الخدمية والتنموية التي تلبي احتياجات المواطنين من خلال المتابعة الحثيثة من معالي الشيخ خالد بن عبدالله نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة الوزارية للخدمات والبنية التحتية، مؤكدة أن هذا الاهتمام لهو دليل على حرصهم الشديد على مصلحة المواطن وضمان توفير كافه احتياجاته وعلى وجه الخصوص فئه ذوي الإعاقة، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم لإدماجهم في المجتمع وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع.
واضافت الوزيرة بأن مجمع الاعاقة الشامل يتكون من تسعة مبانٍ منفصلة يتخصص كل منها في علاج ورعاية وتعليم وإعادة تأهيل فئة منفردة من فئات ذوي الاعاقة الشاملة كمتلازمة داون والصم والبكم والتوحد والتلف الدماغي بجانب الأقسام الأخرى كالعلاج الطبيعي والعلاج النفسي والعلاج بالعمل ومكتبة متخصصة ومركز الدعم النفسي ومركز القياس والتقييم والتشخيص، ويتضمن كل مبنى من مباني المجمع قاعات للعلاج وإعادة التأهيل والتعليم وما يتصل بها من مكاتب للهيئة العلاجية والتعليمية والإدارية ومرافق خدمية تتضمن دورات للمياه ومخازن، بالإضافة الى تخصيص مبانٍ منها للتعليم والتدريب والنادي الصحي وقاعة العرض الرئيسية متعددة الأغراض بالإضافة إلى مبنى الإدارة الرئيسي للمجمع وذلك بخلاف المرافق الخدمية المتمثلة في محطة الكهرباء الفرعية وغرفة التحكم وخزان المياه وغرفة الحارس والسور الخارجي.
وأوضحت الصالح بان الوزارة ستقوم بعد استلامها هذه المباني بتجهيزها وتشغيلها بالتعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني مؤكدة سعادتها بان إنشاء هذه المباني جاء بناء على دراسة وحصر لاحتياجات ذوي الإعاقة.

وأشار المهندس خلف إلى أنه روعي في التصميمات المعمارية والإنشائية الخاصة بالمجمع أن تتناسب مع المتطلبات الحديثة لوزارة التنمية الاجتماعية في ما يتعلق بتصميم نموذج متطور من المباني يتميز بالحداثة و يواكب التطور المستمر في المملكة و يوفر بيئة مريحة وممتعة في التعليم و العلاج و إعادة التأهيل.
كما أكد سعادته على أنه قد تم الأخذ بعين الاعتبار في التصميم متطلبات ومواصفات الاستدامة والمباني الخضراء وتطبيق سياسة ترشيد استهلاك الطاقة للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية كاستخدام كافة أساليب العزل الحراري للأسطح والجدران والزجاج العازل للحرارة مما يخفض من تكاليف استهلاك الكهرباء والذي يمثل نظام التكييف الجزء الأكبر فيها، علاوة على ذلك فإن من مميزات الزجاج المزدوج التقليل من مستوى الضوضاء داخل المجمع، كما سيتم تركيب مصابيح الانارة الموفرة للطاقة وايضاً سيتم استخدام نظام للتحكم في الإنارة في جميع الطرقات حيث تُطفأ الأضواء تلقائياً في حال خلو المكان و ينخفض مستوى الإضاءة بحسب مستوى ضوء النهار، كم تُشعل جميع الأضواء الخارجية بمجرد دخول المساء وتطفأ بحلول ضوء النهار. ولعلّ من أهم مزايا تصميم مباني المجمع بالكامل كونه يسمح للإضاءة الطبيعية بدخول المباني بأكبر نسبة طوال اليوم وذلك بغرض التوفير في استهلاك الكهرباء والمساهمة في إعادة التأهيل للحالات التي تحتاج للتعرض لأشعة الشمس المباشرة، الى جانب ذلك سيتم تركيب صنابير المياه ذات خاصية الاستشعار واستخدام السخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية والمواد الصديقة للبيئة في جميع أنظمة الخدمات الميكانيكية وأهمها نظام التكييف المركزي مما يتيح توفير بيئة مريحة وخفض كبير في استهلاك الطاقة والمحافظة عليها وسهولة صيانتها.
أما فيما يتعلق بتوفير بيئة داخلية صحية داخل مباني المجمع بالكامل فأكد المهندس خلف على أنه سوف يتم عزل جميع الغرف والممرات والقاعات صوتياً عبر استخدام أرضيات الفينيل والأسقف المعزولة صوتياً للتخفيف من الضوضاء وتوفير بيئة داخلية هادئة ومريحة تساعد على التركيز و العلاج و اعادة التأهيل، بالإضافة إلى أنه سيتم استخدام الدهانات ذات المركبات العضوية منخفضة التطاير والمضادة للكربون لصباغة الجدران الداخلية والخارجية، كما سيتم أيضاً اعتماد نظام تسخين المياه بالطاقة الشمسية وهي واحدة من مصادر الطاقة المتجددة.
وقال وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني بأنه سيتم توفير كافة التسهيلات اللازمة لتنقل وحركة المعاقين أو الموظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأيضاً توفير المنحدرات عند مداخل مباني المجمع، وتوفير دورات مياه ذات حجم يتناسب مع احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة حسب المعايير القياسية المعتمدة.
ويتميز موقع مجمع الإعاقة الشامل بمنطقة عالي بوجود عدة منافذ له من خلال الشوارع الرئيسية المتصلة به وتوفير مواقف للسيارات إضافةً إلى تخصيص أربعة وحدات انتظار للحافلات كما تم تخصيص مواقف للسيارات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة و الزائرين و أعضاء الهيئة الادارية و العلاجية و التعليمية بطاقة استيعابية تبلغ 309 مركبات.