* الزياني: 147 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين دول المجلس

* القمة الخليجية تعقد على وقع احتجاجات حاشدة في إيران والعراق ولبنان

* دعوات شعبية بتغيير أنظمة وحكومات طهران وبغداد وبيروت



* تهديدات إيران لأمن الملاحة في الخليج من أبرز تحديات الشرق الأوسط

وليد صبري

تنطلق في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، قمة مجلس التعاون الخليجي الـ 40 على مستوى القادة، فيما "من المرتقب أن يناقش اجتماع الدورة الـ 40 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملفات سياسية واقتصادية وأمنية لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في المجلس"، وفقا لما أعلنه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف بن راشد الزياني.

وعبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن "ثقته بأن القمة الأربعين لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس سوف تخرج بقرارات بناءة تعزز من اللحمة الخليجية وتعمق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسخ أركان هذا المجلس المبارك"، مشيراً إلى أن "القمة الخليجية دليل ناصع على حرص القادة على انتظام عقد القمم الخليجية، حفاظاً على منظومة مجلس التعاون التي أكدت الأيام والأحداث بأنها منظومة متماسكة قادرة على تجاوز الصعوبات والتحديات، ومواصلة تحقيق الإنجازات التكاملية وفق الأهداف السامية لمجلس التعاون".

وأوضح الزياني أن "أصحاب الجلالة والسمو القادة سيبحثون عددا من الموضوعات المهمة لتعزيز مسيرة التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة الى تدارس التطورات السياسية الاقليمية والدولية، والأوضاع الأمنية في المنطقة، وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس".

واستقبل خادم الحرمين الشريفين، الزياني، الأحد، حيث جرى خلال الاستقبال استعراض الموضوعات المدرجة على جدول أعمال اجتماع الدورة الـ 40 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسبل الكفيلة بتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وتنعقد القمة الخليجية في وقت تواجه فيه منطقة الشرق الأوسط تحديات أمنية أبرزها تهديدات إيران لأمن الملاحة في منطقة الخليج العربي، والصراعات في المنطقة، واندلاع احتجاجات حاشدة في كل من إيران والعراق ولبنان، ودعوات بتغيير الحكومات والأنظمة في البلدان الثلاث، اضافة الى الازمة اليمنية التي سببها انقلاب المتمردين الحوثيين على الشرعية، والعمليات الإرهابية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وفي وقت سابق، وصل وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي إلى الرياض الإثنين، للمشاركة في الاجتماع الوزاري للمجلس الأعلى في دورته الـ 40.

وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون في مقر الأمانة العامة بالرياض الثلاثاء، أعمال الدورة الـ 145 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون "التحضيرية" للدورة الأربعين للمجلس الأعلى، برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة د. أنور محمد قرقاش، ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون د. عبداللطيف بن راشد الزياني.

وفي بداية الاجتماع عقد وزراء الخارجية الخليجيين اجتماعهم الدوري المشترك مع رئيس وأعضاء من الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى، برئاسة رئيس الهيئة بدورتها الحالية الشيخ أحمد بن يوسف الحارثي.

وقد استعرض رئيس الهيئة الاستشارية الشيخ أحمد بن يوسف الحارثي تقرير الهيئة عن أعمال دورتها الثالثة والعشرين، ومرئياتها تجاه الدراسات التي كلفت بدراستها من قبل المجلس الأعلى الموقر.

وبدأ المجلس الوزاري اجتماعه الـ 145 التحضيري لقمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورتها الـ 40، بكلمة ألقاها د. أنور قرقاش، أعرب فيها عن "خالص الشكر لاستضافة المملكة اجتماعات المجلس الوزاري التحضيرية لقمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون في دورتها الأربعين"، معرباً عن "خالص الشكر للأمين العام لمجلس التعاون والعاملين بالأمانة العامة، لأدائهم المميز وجهودهم الحثيثة لتطوير العمل في الأمانة العامة وفقاً لأعلى معايير الجودة والتميز".

وأضاف أن "مجلس التعاون لهو تعبير عن تلاقي إرادة وطموحات القادة مع آمال شعوب دول المجلس في إنشاء منظومة أساسها التعاون والتوافق على سياسات ومواقف تعزز أمن واستقرار المنطقة، وتساهم في دفع عجلة التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والنماء والرخاء لبلداننا والسعادة لشعوبنا، وإقامة علاقات صادقة تستمد مبادئها من ديننا الحنيف والمواثيق الدولية، والنظام الأساسي لمجلس التعاون، والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بما يدعم المصلحة المشتركة والتعاون والشراكة".

وألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة "رحب فيها بوزراء خارجية دول المجلس"، مهنئاً دولة الامارات العربية المتحدة "لتولي رئاسة الدورة الأربعين لمجلس التعاون، كما شكر سلطنة عمان على ما بذلته من جهود سخية ومخلصة خلال رئاستها للدورة التاسعة والثلاثين"، معرباً عن "شكره لرئيس وأعضاء لجنة الصياغة على جهودهم في الإعداد والتحضير لاجتماع المجلس الوزاري".

وصرح أن "وزراء الخارجية بحثوا الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة التحضيرية، بما في ذلك تقرير الأمانة العامة حول ما تم تنفيذه بشأن قرارات مقام المجلس الأعلى، والمجلس الوزاري الموقر، وما جرى إنجازه في اطار تحقيق التكامل والتعاون في مسيرة العمل الخليجي المشترك، بالإضافة الى التقارير والتوصيات المرفوعة من قبل المجالس المختصة واللجان الوزارية والأمانة العامة تحضيرا لرفعها الى الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون للتوجيه بشأنها".

وقال إن "وزراء الخارجية أعربوا عن اعتزازهم بانعقاد القمة الخليجية الأربعين لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، في الرياض"، معربين عن "ثقتهم بأنها ستكون قمة بناءة حافلة بالقرارات الفاعلة التي من شأنها تعزيز مسيرة التعاون، وتحقق تطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتضامن والتكامل".

في السياق ذاته، أشاد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "بالمسيرة المباركة لمجلس التعاون، والجهود الحثيثة والمخلصة التي يبذلها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله -، لتعزيز العمل الخليجي المشترك وتوسيع مجالات التعاون والتكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات، تحقيقا لتطلعات مواطني دول المجلس وآمالهم في مزيد من التواصل والترابط"، وفقا لما بثته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقال الزياني بمناسبة انعقاد الدورة الـ 40 للمجلس الأعلى في الرياض الثلاثاء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، إن "القمة الخليجية دليل ناصع على حرص القادة على انتظام عقد القمم الخليجية، حفاظاً على منظومة مجلس التعاون التي أكدت الأيام والأحداث بأنها منظومة متماسكة قادرة على تجاوز الصعوبات والتحديات، ومواصلة تحقيق الإنجازات التكاملية وفق الأهداف السامية لمجلس التعاون".

ونوه "بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وما يبذله من جهود مخلصة لتعزيز التعاون الخليجي، إيمانا منه بأواصر الأخوة والمحبة التي تربط مواطني دول مجلس التعاون"، معرباً عن "اعتزازه بتكليف خادم الحرمين الشريفين له بنقل الدعوة الكريمة الى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، للمشاركة في أعمال الدورة الأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون".

وأعرب الزياني عن "بالغ التهاني والتبريكات للمملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة توليها رئاسة مجموعة G20"، مؤكدا أن "هذا الحدث الدولي يعكس المكانة الاقتصادية الرفيعة التي تتبوأها المملكة بين دول العالم، والدور البناء الذي تقوم به في دعم ومساندة قضايا الدول النامية، وقضايا دول المنطقة، والعمل على الإسهام في إعادة الاقتصاد العالمي إلى النمو وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وعبر الأمين العام عن أمله في أن "تسفر قرارات قمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس بدفع مسيرة العمل الخليجي المشترك قدما إلى الأمام وتحقيق تطلعات وآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل".

وقال إن "جدول أعمال القمة الخليجية الأربعين حافل بالعديد من الموضوعات التي من شأنها تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والدفاعية والأمنية والقانونية، بالإضافة الى تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا السياسية الراهنة والمواقف الدولية تجاهها".

وثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، "الإنجازات العديدة التي حققها مجلس التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والاجتماعية، مما أسهم في زيادة مكتسبات مواطني دول المجلس وعزز من المكانة المتميزة لمجلس التعاون إقليميا ودوليا".

وقال إن "مسيرة العمل الخليجي المشترك، بفضل من المولى العزيز القدير، ثم بحكمة قادة دول المجلس ورؤيتهم الثاقبة، حققت خلال السنين الماضية العديد من الإنجازات والمشروعات التكاملية، بما في ذلك إنشاء السوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، والاتحاد النقدي، والربط الكهربائي، وهيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، والهيئة القضائية الاقتصادية، وغيرها من الهيئات المتخصصة في مختلف المجالات الدفاعية والأمنية والتنموية"، مشيرا إلى أن "استكمال تنفيذ وتشغيل مشروع السكك الحديدية الخليجية سوف يحقق مزيدا من الترابط والتواصل والتبادل التجاري المشترك".

وأضاف أن "دول المجلس وضعت ضمن أولوياتها أن تكون إنجازاتها المشتركة ذات مردود اقتصادي على مواطني دول المجلس، فالمواطنة الاقتصادية الخليجية تهدف إلى تحقيق المساواة التامة بين المواطنين في حرية التنقل والتملك والعمل وممارسة التجارة والأنشطة الاقتصادية والتمتع بالخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية، مما أسهم في ارتفاع حجم التجارة البينية بين دول المجلس، حيث بلغ في عام 2018، 147 مليار دولار أمريكي، بينما كان في عام 2003 نحو 6 مليارات دولار".

ونوه الزياني "بالمكانة المتميزة التي حققها مجلس التعاون إقليمياً ودولياً"، مؤكداً أن "مجلس التعاون يسعى إلى ترسيخ علاقاته مع شركائه الدوليين عبر الحوارات الاستراتيجية وخطط العمل البناءة، وهو يقوم بدور حيوي وفاعل لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها، بالتعاون والشراكة مع الدول الصديقة والحليفة".

وقال إن "المرحلة المقبلة سوف تشهد تطوراً كبيراً في تنمية علاقات مجلس التعاون مع العديد من الدول والتكتلات العالمية، بما في ذلك استئناف مفاوضات التجارة الحرة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة".

وأكد الزياني أن "مجلس التعاون أثبت، رغم الظروف الصعبة والتحديات والصعوبات، أنه كيان راسخ قادر على تحقيق أهدافه وحماية إنجازاته ومصالحه، وسوف يظل دائما، بعون الله، مظلة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وواحة للنمو والازدهار لخير وصالح مواطنيه والأشقاء العرب والإنسانية جمعاء".