دبي - (العربية نت): عثر ليل الثلاثاء - الأربعاء على جثة ناشط مناهض للحكومة في بغداد مصاباً بثلاث رصاصات في رأسه، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية الأربعاء، ليصبح ثالث ناشط يستشهد خلال أقل من 10 أيام في العراق، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

يبدو أن حملة التخويف والخطف وقتل المتظاهرين تتصاعد في البلاد التي تشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات لـ"إسقاط النظام"، أسفرت عن استشهاد أكثر من 450 شخصاً وإصابة أكثر من 20 ألفاً بجروح حتى الأربعاء.

وعثر على جثة علي اللامي، وهو أب لخمسة أطفال ويبلغ من العمر 49 عاماً، في حي الشعب في بغداد، حيث كان يسكن في منزل شقيقته لبضعة أيام للمشاركة في تظاهرات ساحة التحرير المركزية بوسط العاصمة، بحسب ما قال صديقه تيسير العتابي لوكالة الصحافة الفرنسية.



وقال العتابي إن "اللامي "وهو من مدينة الكوت جنوب بغداد"، غادر ساحة التحرير عند الواحدة بعد الظهر متوجهاً إلى منزل شقيقته.. لكنه اختفى ثم عثرنا على جثته عند العاشرة مساء مقتولاً برصاص في الرأس أطلق من الخلف، ملقاة في شارع في منطقة الشعب".

ورجح أن يكون "اغتيال الناشطين تم من قبل ميليشيا مسلحة موالية للحكومة الفاسدة".

وقال مصدر في الشرطة إن المهاجمين استخدموا مسدسات بكواتم للصوت، فيما أشار الطب الشرعي إلى أن اللامي أصيب بثلاث رصاصات.

وقبيل استشهاده، دعا اللامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين إلى "السلمية".

وأصبح ثالث ناشط يستشهد في العراق من الثاني من ديسمبر.

والاثنين، اغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي "53 عاماً"، برصاص مجهولين في مدينة كربلاء، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة.

وتعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل لتهديدات وعمليات خطف وقتل، ويقولون إنها محاولات لمنعهم من التظاهر.

وعثر الأسبوع الماضي على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاماً قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وترك جثتها خارج منزل عائلتها.

وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء، "كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا".

وأضاف، "أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت لصعقات كهربائية".

من جهة ثانية، اختطف المصور الشاب زيد الخفاجي من أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً الأسبوع الماضي، بحسب ما قال أقرباؤه.

وأشاروا إلى أن أربعة أشخاص وضعوه في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

ولم تعرف بعد الجهة التي تقف وراء عمليات الخطف أو القتل تلك.

في الوقت ذاته، بدأت السلطات في العراق، الأربعاء، في مختلف المحافظات في اتخاذ إجراءات أمنية احترازية مشددة، حيث عملت قيادة شرطة الديوانية على تشديد الإجراءات الأمينة لمنع تكرار أحداث ميسان وكربلاء.

فيما أعلنت قيادة شرطة كربلاء عن تعزيز إجراءاتها الأمنية بشكل مكثف في المحافظة لتوفير الأمن والأمان وحماية المتظاهرين السلميين، وكثفت انتشارها في عموم أرجاء المحافظة، بهدف تعزيز نقاط التفتيش ونصب كمائن مفاجئة والتفتيش الدقيق للعجلات والأشخاص والدراجات.

وفي البصرة جنوب العراق، أفادت مصادر أمنية بدخول كافة القوات الأمنية في حالة الإنذار القصوى اعتباراً من الأربعاء.

وكشف مصدر أمني أن هذه التوجيهات أوعز بها قائد العمليات الفريق الركن، قاسم نزال، فيما لم يعرف موعد رفعِ حالة التأهب حتى إشعار آخر، تحسباً لأي طارئ.

رئاسة أركان الجيش العراقي، من جهتها، وجهت رسالة للمتظاهرين تعهدت خلالها بتوفير الحماية لهم.

الرسالة تتزامن مع ذكرى قضاء الجيش العراقي على تنظيم "داعش" في العراق، حيث وصفت رئاسة الأركان مطالب المتظاهرين بالمشروعة.