ليس من أحد إلا ولاحظ أن كل الخليجيين والعرب وكثيرين من المقيمين في دول مجلس التعاون وفي البلاد العربية وغيرها وغيرهم فرحوا لفوز منتخب البحرين وحصول المملكة على كأس الخليج لكرة القدم، ما أثار سؤالاً عن الأسباب التي جعلت الجميع يفرح للبحرين والتي بالتأكيد ليس منها حصول البحرين على الكأس للمرة الأولى وبعد نحو نصف قرن من انطلاق دورة كأس الخليج الأولى في 1970.

السبب الحقيقي لهذه الفرحة العامة، الخليجية والعربية والدولية بفوز البحرين هو ما ذكره بعض من أعتد برأيهم ممن سألتهم من الأصدقاء في العديد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية حيث رأوا أنه يكمن في أن البحرين «دولة جميلة، شعبها مسالم ورائع ويمتاز بأخلاقه العالية، وأنها دولة لا تسيء لأحد ومواقفها معتدلة ومحمودة وتدعو دائماً إلى التسامح والتعايش.. وتحظى بقائد تتمناه شعوب كثيرة» ولهذا «فإن من الطبيعي أن يفرح لكم الجميع» كما قالت لي أستاذة جامعية سعودية وآخرون.

مباشرة بعد أن أعلن حكم المبارة عن نهايتها رن هاتفي المحمول وإذا بأول تهنئة بالفوز تأتيني من صديق من السودان الشقيق. قال لي بصوت يفيض بالفرح.. «مبروكين وتستاهلون».. وأتوقع أنه قالها وعيونه مليئة بدموع الفرح. بعدها تتالت الاتصالات من العديد من الدول وخصوصاً دول مجلس التعاون وامتلأ جهاز الهاتف بالمسجات و«الواتسبات» المهنئة بالفوز والمعبرة عن فرحة أصحابها بحصول البحرين على المركز الأول في المسابقة. ولأن ما حصل معي لا بد أنه حصل مع الكثيرين بل أجزم أنه حصل مع كل البحرينيين، كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، رياضيين ومن ليس له علاقة وثيقة بالرياضة مثلي، لذا يمكن القول بأن الأسباب التي تم ذكرها لتفسير فرحة الجميع بفوز البحرين صحيحة وفي الصميم.

الجميع يحب البحرين وأهلها، والجميع تمنى لو أن الظروف ساعدته ليحضر بنفسه ويشارك في الاحتفالات بالفوز ويعبر عن فرحته، والجميع بالطبع شاهد كيف خرج شعب البحرين عن بكرة أبيه إلى الشوارع ليستقبل فريق المنتخب، والأكيد أن المقيمين من مختلف الجنسيات فعلوا الشيء نفسه.

من الأمور التي لفتت أن بعض الإخوة السعوديين احتفلوا بفوز البحرين في بيوتهم في السعودية، أكد ذلك بعض الفيديوهات التي تم تبادلها وتظهر عائلة سعودية وهي تفتح كارتونة بها كعكة عليها صورة علم البحرين وصورة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي يعتبره الجميع أيقونة دورات كأس الخليج، والأمر نفسه أظهرته فيديوهات لخليجيين من مختلف دول مجلس التعاون وهم يحتفلون بالمناسبة ويعبرون عن فرحتهم بفوز البحرين وعن حبهم لأهل البحرين.

في موقف كهذا لا يملك البحريني إلا أن يشكر كل من شارك وكل من عبر عن فرحته بفوز البحرين بكأس دورة الخليج الـ 24 ولا يملك إلا أن يقول «الله لا يغير علينا».

أما أهل البحرين فجميعهم تمنوا لو أن بإمكانهم أن يصلوا في تلك اللحظة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، ليصافحوه ويشكروه وليوفروا البرهان على حبهم لجلالته، وكيف أنهم يفدون جلالته بأرواحهم. أما الذين تمكنوا من مصافحة وتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر بن حمد، وسمو الشيخ خالد بن حمد، نجلي حضرة صاحب الجلالة اللذين خصصا كل وقتهما للتواجد مع المنتخب في حلبة البحرين الدولية حيث أقيم الاحتفال يوم عودة المنتخب، أما هؤلاء فسيفاخرون بما حظوا به وتميزوا عن الآخرين.

الله لا يغير علينا وما للزعامة إلا شعب الزعامة وقادته.