واصل سعر صرف اليورو تراجعه وهبط الى ما دون 1,20 دولار الاثنين، بسبب تكهنات حول تطبيق مقبل لاجراءات جديدة بهدف دعم منطقة اليورو وحول احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو.
وحوالى الساعة 14,30 (15,30 بتوقيت باريس)، بلغ سعر صرف العملة الاوروبية الموحدة 1,1915 دولار مقابل 1,2002 دولار حوالى الساعة 22,00 ت غ الجمعة. وتدهور سعر اليورو الذي انهى للتو اسوأ سنواته منذ 2005 امام الدولار الاميركي، في بداية التعاملات الاسيوية الاثنين الى 1,1964 دولار، وهو ادنى مستوى له منذ اذار/مارس 2006. ومساء الاربعاء كان لا يزال سعر صرف العملة الاوروبية يوازي 1,2097 دولار.
والعملة الاوروبية انخفضت ايضا مقابل العملة اليابانية الى 142,76 ينا -- حتى انها تدنت حوالى الساعة 14,00 ت غ الى 142,56 ينا، ادنى مستوياتها منذ العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر -- مقابل 144,58 ينا الجمعة.
وخسر الدولار ايضا بعض النقاط امام العملة اليابانية ليصل الى 119,80 ينا مقابل 120,46 ينا الجمعة.
وعلق انغوس كامبل المحلل لدى "اف اكس برو" قائلا ان سنة "2015 تبدأ مع صعوبات بالنسبة الى اليورو".
واضاف كامبل ان "بداية جلسة التداول في اسيا شهدت استمرار اتجاه اليورو الى الانخفاض منتقلا الى ما دون عتبة 1,20 دولار، بينما كان الوسطاء يعودون الى مكاتبهم (بعد نهاية الاسبوع والاعياد ايضا) وهم يتوقعون المزيد من الليونة الكمية من قبل البنك المركزي الاوروبي".
وهذه التوقعات تسارعت الاثنين مع مقابلة منحها ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الاوروبي لصحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الالمانية واشار فيها الى ان المؤسسة النقدية الاوروبية تستعد "تقنيا لتعديل حجم ووتيرة وطابع الوسائل التي يتعين تطبيقها في بداية 2015 اذا اصبحت ضرورية للرد على فترة طويلة جدا من التضخم الضعيف".
وراى ان الخطر بالنسبة الى البنك المركزي الاوروبي لكي لا ينجح في مواجهة انكماش محتمل، كان اكبر قبل ستة اشهر.
وتعززت مخاوف الصيارفة الاثنين بفعل الاعلان عن تباطؤ كبير للتضخم في المانيا الشهر الماضي، وهو رقم موقت سيء الطالع قبل التقديرات الاولى للمعطيات بالنسبة الى مجمل منطقة اليورو الاربعاء.
وسيهدف برنامج دعم نقدي الى ضخ السيولة في النظام المالي في منطقة اليورو لتحفيز النشاط الاقتصادي، لكن ذلك سيميل ايضا الى اضعاف قيمة العملة الاوروبية الموحدة ويجعلها اقل جذبا للمستثمرين.
وقد يشتري البنك المركزي الاوروبي ايضا سندات من دول في منطقة اليورو تواجه صعوبات مالية كبيرة. وهذه السندات تعتبر بمثابة اصول متعثرة.
ولفت انغوس كامبل الى ان "خفض سعر صرف اليورو نبأ جيد لدراغي الذي يسعى الى العمل على خفضه منذ اشهر".
وان سعر عملة اكثر ضعفا ينزع نحو جعل منتجات المصدرين خارج منطقة اليورو الذين يشكل نشاطهم احد ابرز محركات الانتعاش الاقتصادي، اكثر تنافسية.
واعتبر المحلل ان "الاجتماع المقبل للبنك المركزي الاوروبي سيحصل في 22 كانون الثاني/يناير، بينما يتوقع ان يبقى اليورو النقطة المركزية في توقعات السوق، والتقلب سينمو مع اقتراب هذا الموعد الذي سيكون ايضا قبل بضعة ايام من الانتخابات في اليونان".
وتشغل اليونان بذلك ايضا العقول الاثنين. فقد راى كونور كامبل المحلل لدى مؤسسة سبريدكس ان معلومة صحافية مفادها ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مستعدة لترك اليونان تخرج من منطقة اليورو في حال وصول اليسار المتشدد في هذا البلد الى السلطة، سرعت من تدهور سعر صرف اليورو.
وراى كونور كامبل ان "منطقة اليورو تبدو مهددة من امكانية فوز اليسار المتشدد في اليونان لانه يعتبر، مع تردده في اعادة التفاوض حول الديون اليونانية، بمثابة الذئب الذي يتوغل الى قطيع الخراف في منطقة اليورو".
ومن الان حتى الانتخابات التشريعية في 25 كانون الثاني/يناير، ستحظى تصريحات حزب اليسار المتشدد المناهض لسياسة التقشف "سيريزا" المرجح فوزه في هذه الانتخابات، بمتابعة دقيقة، بينما تخشى السوق ان يؤدي وصوله المحتمل الى السلطة الى طرح مسالة المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والجهات الدائنة الاخرى للبلاد.
والاثنين انهت بورصة اثينا جلسة التداول مع خسائر كبيرة بنسبة 5,63 في المئة وذلك قبل عشرين يوما من الانتخابات التشريعية المبكرة في اليونان والتي تثير المخاوف حيال مستقبل اقتصاد البلاد.
وفي الولايات المتحدة، سيترقب الصيارفة هذا الاسبوع ارقام العمل في القطاع الخاص لشهر كانون الاول/ديسمبر الاربعاء قبل التقرير الرسمي الشهري المهم جدا حول العمل والبطالة، وهو مؤشر رئيسي لقياس قوة نهوض اول اقتصاد في العالم.
وحوالى الساعة 14,30 ت غ، انخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني مقابل العملة الاوروبية الموحدة الى 78,34 بنسا لليورو وكذلك مقابل الدولار الى 1,5209 دولار للجنيه، متراجعا حتى في بداية جلسة التعاملات الاسيوية الى 1,5176 دولار، ادنى مستوى له منذ بداية اب/اغسطس 2013.
وتبقى العملة السيوسرية مستقرة تقريبا امام اليورو مع 1,2014 فرنك سويسري لليورو الواحد، وتراجعت امام الدولار الى 1,0083 فرنك سويسري للدولار الواحد بعدما بلغت 1,0108 فرنك حوالى الساعة 12,35 ت غ، وهو ادنى مستوى لها منذ نهاية ايلول/سبتمبر 2010.
اما العملة الصينية، اليوان، فقد انهت جلسة التداول عند 6,2201 يوان للدولار مقابل 6,2077 يوان الجمعة.
وانهت اونصة الذهب جلسة التداول مع 1192 دولارا لدى تثبيت السعر صباحا مقابل 1172 دولارا مساء الجمعة.