فوز منتخبنا التاريخي بلقب بطولة كأس الخليج الــ24 للمرة الأولى في تاريخه والتي اختتمت مؤخراً في قطر، لم يأتِ من فراغ إطلاقاً بل كان هناك استراتيجية واضحة المعالم وفكر كبير من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وعمل جبار من الطاقم الفني والإداري للأحمر البحريني.

سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حمل على عاتقه الاهتمام بكرة القدم والعمل على إصلاحها وتطويرها وتحقيق الإنجازات، حيث تمكن بفضل سياسته المحنكة من تحقيق بطولتين للأحمر وهما غرب آسيا وكأس الخليج خلال أربعة أشهر فقط، كما صرح سموه بعد الفوز باللقب الخليجي بأنه أطلق عام الذهب قبل فتره والآن سيتم استبداله بالعصر الذهبي، وهذا دليل على ارتفاع سقف الطموحات والرغبة الكبيرة من القائد ناصر لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل القريب.

أما الطاقم الفني والإداري للمنتخب فيستحقون أن نطلق عليهم مصطلح «الطاقم الذهبي»، بعد تحقيق إنجازين للكرة البحرينية والأهم الظفر بكأس الخليج التي أستضافتها قطر مؤخراً، بعد الفوز في النهائي على الشقيق السعودي بهدف دون مقابل بعد تمريرة رائعة من مهدي حميدان وترجمة مميزة من محمد الرميحي صاحب الهدف التاريخي، لنحقق البطولة التي كانت حلم كل بحريني صغيراً وكبيراً رجالاً ونساء، حيث أنتظرنا هذه اللحظة التاريخية نصف قرن من الزمن.

مدرب منتخبنا البرتغالي هيليو سوزا أصبح رجلاً قومياً في البحرين وتردد اسمه على كل لسان وأثبت للجميع مدى كفاءته وعبقريته بعد أن قادنا لتحقيق البطولتين وخصوصاً كأس الخليج، سوزا يملك فكراً تكتيكياً نادراً حيث فاجأ الجميع من جماهير ونقاد ومحللين وحتى اللاعبين أنفسهم بفلسفته وسياسته في تغيير التشكيلة في كل مبارة وتمكن بهذه الإستراتيجية في تجهيز جميع اللاعبين وتطوير أدائهم وأعطائهم الثقة، كما أن هذه السياسة يلخبط أوراق المنافس، حيث تمكن سوزا بهذه الطريقة من تحقيق أهم بطولة للكرة البحرينية وهي كأس الخليج.

ويجب أن لاننسى دور مساعديه خوزيه كارنيرو والكابتن القدير أحمد عيسى صاحب الخبرة الكروية الكبيرة ومدرب اللياقة خوزيه هيركيلانو ومدرب الحراس بيدرو روما والمحلل الفني المجتهد أحمد كمال الكفاءة الوطنية التي نفتخر بها، أما الجهاز الإداري فكل الشكر والتقدير لمدير المنتخب عبدالله البوعينين الذي يملك سيرة إدارية مميزة ورائعة والجنود المجهولين يحيى بوعلاي وعبدالله المطوع والمسنق الإعلامي المتمكن محمد عبدالغفار، حيث ساهموا هؤلاء كل في دوره وعمله من تحقيق الإنجازات للكرة البحرينية.

الآن كل التفكير يجب أن تصب في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وبطولة أمم أسيا 2023، ولاشك أن الطاقم الذهبي واللاعبين على قدر المسؤولية وقادرون بإذن الله من مواصلة النتائج الإيجابية وخطف بطاقة التأهل للدور الحاسم من التصفيات المونديالية وبعد ذلك لكل حادث حديث.