شهدتُ مؤخراً احتفال مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسهِ، حيث أسدل الستار على عقدٍ من المنجزات الباهرة التي حققها المركز ومن خلال كوادر وطنيةٍ مبدعة في مجال البحوث والدراسات، وضعت خلالها الكثير من الأطروحات التي لبت متطلبات أصحاب القرار وعززت فهم مستجدات القضايا المختلفة، وساهمت في بناء الحلول المبتكرة لتعزيز مكانة مملكة البحرين.

وأنا أطالعُ قائمة الأعمال التي أنجزها المركز بـ»حراك هادئ وفاعل»، والتأثيرات أدركتها السنوات العشر من خلال جهودهِ الرفيعة، كنت أقول في نفسي إنه إذا كان يجدر أن نسمي المرحلة الحالية بمسمى ما فلا شك أنها «مرحلة الحصاد التنموي» التي بشَّر بها المشروع الإصلاحي المتفرد الذي جاء به القائد الحكيم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

لقد جاء المشروع الإصلاحي ليبث في البحرين روح الدولة الحديثة القائمة على ركيزتي المؤسسات والقانون، والسير بعجلة الديمقراطية التي بعثها الحكم الرشيد لشعبٍ متطلع للتقدم والنهوض نحو الأفضل دائماً، وعبر التخطيط الدقيق والرصين، والدراسة الفاحصة للواقع، ولم يكن ذلك كله عبر الطرق المعبدة أو السلسلة والمنسابة، فلم يخلُ الأمر من الصعوبات والعراقيل، والتحديات والعقبات، غير أن المسؤولية الوطنية دائماً ما كانت وقوداً لأبناء البحرين في الإصرار على الوصول إلى الغايات والتطلعات.

ولا غرو لو قلت إن مركز «دراسات» يمثلُ نموذجاً حياً لمؤسسة بحثية رائدة ومتقدمة على المستوى المحلي والخارجي، لما طالعتنا به من رؤى وتصورات مبتكرة وخلاقة، يؤكد متانتها السعي المتواصل من قبل أعرق الجهات المحلية والدولية لعقد علاقات تعاون وتفاهم مع المركز، كاتفاقية التعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة، والشراكة المستمرة مع المعهد الدولي للسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعديد العديد من الجهات الأخرى التي تجعلنا نفخر بوجود هذا المركز الذي أنجبته حكمة جلالة الملك المفدى، ليكون منارة فكرية، ومصدراً للتنوير في المجالات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

وحق لنا أن نرفع القبعة احتراماً وتقديراً للجهود الوطنية الحثيثة التي يوليها الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز، وأعضاء مجلس أمناء المركز، وفريق العمل المبدع من البحرينيين المؤهلين، ونشد على أيديهم في مواصلة العمل الدؤوب الذي يقومون به، خصوصاً في ظل مرحلة استثنائية تعيشها البحرين ضمن مسيرتها التنموية الشاملة، وفي ظل البرامج والمبادرات الاقتصادية الكبيرة، وفي وقت يمر العالم بظروف مختلفة، يجعل من الدور البحثي للمركز، وما يقدمه من خطط استراتيجية، بمثابة بوصلة الطريق، ومنارة لاستشراف الغايات المستقبلية.

* الرؤية من دون عمل ما هي إلا حلم، والعمل من دون رؤية ما هو إلا مضيعة للوقت، أما الرؤية مع العمل هي ما يمكنها أن تغير العالم. «جويل باركر»

* عضو مجلس النواب السابق