تراجع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال الى ما دون عتبة الخمسين دولارا للمرة الاولى منذ نيسان/ابريل 2009، متأثرا بفائض الانتاج وتراجع الطلب، ما يزيد المخاوف على الانتعاش الاقتصادي.
وانخفض سعر برميل نفط برنت تسليم شباط/فبراير الى 49,66 دولارا في سوق المبادلات "انتركونتيننتال اكستشينج" في لندن. وقد تحسن سعره ليصل الى 50,93 دولارا عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش متراجعا بذلك 17 سنتا عن سعر الاغلاق الثلاثاء.
وكانت اسعار النفط الخفيف (لايت سويت كرود) انخفضت الى اقل من خمسين دولارا منذ الاثنين وبلغت 46,85 دولارا اي ادنى مستوى منذ 21 نيسان/ابريل 2009.
وتراجعت اسعار النفط اكثر من 56 بالمئة منذ حزيران/يونيو الماضي بسبب فائض في العرض ومخاوف على الطلب، على خلفية انتعاش اقتصادي غير مؤكد.
ورفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) حتى الان البحث في اي تخفيض لانتاجها.
واوضح ميشال هيوسن المحلل في شركة سي ام سي ماركتس لوكالة فرانس برس ان "الحركة دون الخمسين دولارا تظهر بشكل واضح ما هو التوجه وبدون اي مؤشر من اوبك في مواجهة الفائض في الانتاج، فمن المرجح ان نشهد تدهورا نحو الاربعين دولارا خلال الاسابيع المقبلة لا سيما وان الطلب لا يرتفع".
وتابع ان "ضعف النمو والطلب في الصين واوروبا يفترض ان يبقى العامل الرئيسي مع احتدام المعركة على حصص الاسواق. ولا شك ان هذه الفترة الانتقالية ستشهد المزيد من التقلبات القوية لكن التوجه العام يبدو واضحا ما لم تتدخل اوبك".
وعمدت السعودية مؤخرا الى تخفيض اسعار البيع الرسمية للنفط تسليم شباط/فبراير الى اوروبا والولايات المتحدة التزاما منها باستراتيجيتها القاضية بحماية حصصها في السوق، بحسب ما راى عدد من المحللين.
وكانت خفضت بشكل كبير في مطلع كانون الثاني/يناير اسعارها الرسمية للنفط المصدر الى اسيا والولايات المتحدة لكن ليس الى اوروبا، في قرار اعتبر حينها مرحلة جديدة في "حرب الاسعار" الرامية بشكل اساسي الى التصدي لانتاج النفط الصخري الاميركي الذي يعتبر استخراجه عالي الكلفة.
ومن جهة المنتجين فان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مصرة على موقفها عدم التدخل في اسواق النفط بعد ان ابقت على سقف انتاجها بدون تغيير خلال اجتماعها الاخير في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في فيينا وهو 30 مليون برميل في اليوم.
وجاء تراجع الاسعار نتيجة عدد من العوامل المتزامنة منها ثورة النفط الصخري او الشيست في الولايات المتحدة حيث تسجل فورة في الانتاج، وعودة عدد من الدول المنتجة الى الاسواق مثل ليبيا، وضعف الاستهلاك على خلفية نمو اقتصادي متباطئ في الصين ومنعدم في اوروبا، وغيرها.
من جهة اخرى، ارتفعت مؤشرات الاسواق الخليجية الاربعاء بعد عدة ايام من الانخفاض، وذلك بالرغم من استمرار انزلاق اسعار الخام والتوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي.
وارتفعت اسواق السعودية والامارات والكويت وقطر، فيما تراجعت سوقا مسقط والبحرين الصغيرتان. وذكر محللون ان الخسائر الفادحة في اسعار الاسهم خلال الاسابيع الماضية جعلتها جاذبة جدا للمستثمرين.
وقال المحلل المالي محمد زيدان "ان ذلك هو السبب الرئيسي للارتفاع اليوم". واضاف ان عمليات الشراء يقوم بها "مستثمرون كبار" يرون بان قيمة الاسهم باتت منخفضة دون قيمتها الحقيقية.
وارتفع مؤشر دبي بنسبة 4,4% الى 3600,00 نقطة بدفع من الشركتين القياديتين في السوق اعمار وارابتك.
وارتفع مؤشر ابوظبي ايضا بنسبة 2,4% الى 4414,27 نقطة.
وهي اول ارتفاعات في سوقي الامارات منذ مطلع السنة.
اما مؤشر التداول في السوق السعودية الاكبر في العالم العربي فقد ارتفع بنسبة 0,94% الى 8133,39 نقطة. وانخفض قطاع واحد من القطاعات ال15 في السوق.
وارتفع مؤشر الدوحة ايضا بنسبة 0,73% واغلق عند 11898,18 نقطة.
وبدوره، ارتفع مؤشر الكويت 0,4% لينهي التداول عند مستوي 6423,21 نقطة.
وتراجعت سوقا سلطنة عمان والبحرين بنسبة 0,41% و0,09% تباعا.