حالة من الإعجاب الممزوج بالفخر اعترتني وأنا أحضر حفل جائزة ناصر بن حمد للابتكار العسكري، الإعجاب بوجود مثل هذه الجائزة التي تسعى إلى تحفيز الإبداع الفكري وتطور المهارات وإبراز الطاقات لدى منسوبي قوة دفاع البحرين البواسل بما يمكنهم ببحوثهم ومشاركتهم العلمية والعملية من خدمة قوة دفاع البحرين وتنمية قدرة المنافسة العالمية لديهم بما يتماشى مع استراتيجية ورؤية مملكة البحرين المستقبلية.

وفخراً بما رأيته من ابتكارات تضاهي الابتكارات العالمية في مختلف القطاعات العسكرية حيث فازت الدكتورة فاطمة فخرو في ابتكار علاج لمرض الاستقاء الدماغي ذات التجاويف المتعددة باستخدام مادة «إل-6».

وفاز فريق عمل في المجال الميداني لابتكارهم آلية فيصل المدرعة والجميل في موضوع هذا الفريق الذي يضم رتب عسكرية متفاوتة أن من بينهم أحد المتقاعدين من السلك العسكري وهذا ما يعطي فرصة لاندماج الخبرات في مثل هذا النوع من المسابقات التي لها عائد مباشر على تطوير العمل العسكري.

وفاز بجائزة الابتكار في المجال الفني الوكيل أول عيسى الجناحي لتصميمه مثبت لموجهات الصواريخ لتمكين عمله وفحصه على الأرض.

مبتكرات تستحق أن نقف عندها بالإشادة والاعتزاز، فالابتكارات تم تطبيقها على أرض الواقع كما أطلعنا الفيلم الذي عرض أثناء حفل إعلان نتائج المسابقة.

الجميل في موضوع المسابقة بأنها تشمل مجالات كثيرة منها الهندسية والتقنية والإدارية والطبية والعملياتية والعلمية والمجال مفتوح أمام أي ابتكار من شأنه أن يساهم في تطوير الأداء والارتقاء بالمؤسسة العسكرية البحرينية وتشجع أصحاب الطاقات والفكر والمبدعين.

* رأيي المتواضع:

من الأمور التي تستهويني مؤخراً عملية المراقبة والتحليل وكأني أسعى أن أدون كل ما تقع عليه عيناي من مشاهدات لأكون بذلك شاهدة على العصر الذي أعيشه من خلال «التدوين»، وأعتقد بأنني سأسعى خلال الفترة المقبلة على أن أمارس التدوين فعلياً كما كان يفعل الكثيرون من المؤرخين أو المستشرفين الذي كانوا يدونون ما يرونه وما يشاهدونه.

خلال حفل التكريم كنت أراقب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مع حفظ الألقاب، لا لسبب، إلا أنه لاقى شهرة كبيرة باستخدام اسمه المجرد فقط، كتبت وأشرت في كثير من المقالات إلى أن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، يمتلك «كاريزما» من نوع خاص بالإضافة إلى أنه قائد ملهم، وهذا ليس مجرد كلام، فالشواهد على ما أقوله كثيرة سواء في المجال الرياضي أو الشبابي أو العسكري.. فما أن يضع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يده في شيء إلا ويخضر ويزدهر.

فما أن دخل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة القاعة التي كانت تضج بعدد كبير من المسؤولين العسكريين إلا وبدأ بإشاعة السلام، ولم يجلس مباشرة بل صافح الجالسين بالقرب منه، ثم بدأت مراسم الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وما إن انتهى القارئ وهو من ذوي العزيمة إلا وقام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بمصافحته والثناء على تلاوته وتشجيعه. بعدها بدأ تكريم الفائزين ولم يكن تسليم الجوائز يمر مرور الكرام، بل أبدى سمو الشيخ ناصر، حرصاً كبيراً، على الثناء على الفائزين وتشجيعهم لتقديم المزيد ومواصلة هذا الجهد الطيب..

كنت أحاول أن انصت إلى كلمات الثناء والدعم التي كان يقولها سمو الشيخ ناصر للفائزين وألمح علاقاته الشخصية والمباشرة وانفتاحه مع الجميع.. فتتعاظم فكرتي حول «القائد الملهم».

سمعت سمو الشيخ ناصر بن حمد في نهاية الاحتفال يوصي اللجنة المنظمة بضرورة التوسع في جائزة الابتكار العسكري لتضم الدول الخليجية والعربية وحتى الدول العالمية، ومتشوقة لكي أشهد النسخة الجديدة من الجائزة التي ستأخذ بعداً إقليمياً وعالمياً وتجعل من مملكة البحرين واحة الابتكار على مختلف الأصعدة.