اختتمت أمس فعاليات منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية 2012، ومعرض البحرين لتقنية المعلومات والاتصالات الذي رعاه سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، بنجاح أجمع عليه جميع المشاركين والمتحدثين والخبراء الزائرين. وشارك في جلسات المنتدى التي عقدت يومي 10-11 أبريل الحالي قرابة الـ500 شخص، في حين شارك قرابة 1500 شخص خلال الأيام الأربعة من 8-11 في معرض البحرين لتقنية المعلومات من عارضين وزوار وطلبة. وتناولت جلسات اليوم الثاني للمنتدى محوري (المشاركة الإلكترونية) و(الابتكارات الإلكترونية والبيانات المفتوحة) عرض خلالها 11 متحدثاً دولياً في مجال الحكومة الإلكترونية وتقنية المعلومات والاتصالات خلاصة تجاربهم وأحدث الدراسات بهذا الشأن. واستهل المحور الأول السيد كريس رورك العضو المنتدب والمؤسس بشركة يوزر فيجن بالمملكة المتحدة، متحدثاً عن تجربة تأسيس حكومة إلكترونية ناجحة من خلال تصميم خدمات مفيدة تركز على المواطن عبر مختلف القنوات، مؤكداً أن الاستراتيجيات الجديدة التي يتم صياغتها في الدول المتقدمة تضع مشاركة المواطنين محوراً أساساً لها لكونه مستهدفاً بهذه الخدمات بصفة رئيسة، وكذلك القطاع الخاص كشريك استراتيجي ومستهدف في الوقت نفسه بهذه الخدمات. وشارك، للمرة الأولى، جيونجون يوون المدير التنفيذي بهيئة جمعية المعلومات الوطنية في كوريا عن التوجه الاستراتيجي نحو المجتمعات الذكية، وبين خلال عرضه أن كوريا تربعت على المركز الأول للحكومة الإلكترونية بفضل الدعم والتوجه الكليين للقيادة الكورية لدعم صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، سانده أيضاً تضافر جهود الأطراف كافة بالاستجابة والتحول نحو الخدمات الإلكترونية. أما مدير الاستشارات بشركة بايبل الألمانية السيد ألكسندر فيلسنبيرج فتناول موضوع المشاركة في العملية السياسية عبر الإنصات من خلال جمع المعلومات وفتح القنوات والاستجابة، مؤكداً ضرورة فتح قنوات التواصل للمشاركة في إدارة وصنع السياسات. وشهدت الجلسة استعراض تجربة المشاركة الإلكترونية بتركيا التي قدمها مؤسس ومحرر موقع الحكومة الرقمية التركية آر. إرديم إيركل، واستعرض في المحور نفسه مستشار أول في شركة بوز أند كومباني عضو فريق تنفيذ المشاريع التقنية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط فادي قساطلي، عن المشاركة الإلكترونية وأهمية الاحتواء الرقمي. الابتكارات الإلكترونية وفي محور (الابتكارات الإلكترونية والبيانات المفتوحة) عرض المدير العام والشريك المؤسس لمجموعة الموارد المدنية الدكتور جريجوري جي كورتين دور البيانات المفتوحة من أجل تسريع الأداء الحكومي، مؤكداً أن الانفتاح يعد سمة ملازمة للتطور في الأداء المرتبط بقياس المؤشرات الأمر الذي يتطلب الوصول إلى المتعاملين من خلال وسائل التواصل الأقرب إليهم، مشيراً إلى أنه لا يمكن إغفال دور شبكات التواصل الاجتماعي. من جانبه، استعرض ستيفان قيرك مؤسس ورئيس شبكة البيانات المفتوحة بألمانيا التجربة الألمانية في شبكات البيانات المفتوحة، لافتاً إلى أن شبكات البيانات المفتوحة تعزز من المشاركة وتفتح آفاقاً جديدة. وتناولت نائب مدير مكتب استراتيجية تعميم المعلوماتية بوزارة الإدارة العامة والأمن مينسن جيونغ تجربة الابتكارات الإلكترونية في كوريا، وشاركت الجمهور تجربة كوريا ومراحل تطورها بفضل الفضاء المفتوح للابتكارات وفاعلية مبادراتها في مجال الشراكة مع الأطراف كافة وهو الأمر الذي عزز من مكانة كوريا كموقع ريادي. ومن مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة (آيكان)، تحدث باهر عصمت عن ملحقات الإنترنت الجديد، وقال إن التطور التقني لا حدود له وإن وسائل التواصل شهدت طفرة كبيرة من خلال تطويع التكنولوجيا بما يتوافق مع رغبات واحتياجات المستخدمين، ومثال على ذلك اعتماد اللغة العربية مؤخراً لتسمية المواقع وتعريب بعض المواقع العالمية والمهمة ومقدمي خدمات البريد الإلكتروني وحتى شبكات التواصل الاجتماعي. ومن جانبها، تناولت الرئيس التنفيذي لـKindredHQ.com أليكس بتلر الابتكار في القطاع الحكومي، وأهمية التفكير الريادي، لافتةً إلى أنه يتوجب على القطاع الحكومي أن ينتهج الإبداع على وفق متطلبات المتعاملين مع هذا القطاع واحتياجاتهم، تماماً كالقطاع الخاص الذي غالباً ما يتفوق في هذا الجانب لجذب العملاء. وأضافت: لا بد من إشراك العملاء من خلال التواصل معهم لضمان تقديم الخدمات وفق متطلباتهم، وهذا الأمر ينطبق تماماً على عمل الحكومات الإلكترونية، لا سيما وأن الخدمات الإلكترونية آخذة في النمو وتحتاج إلى التطوير بوتيرة متسارعة. أما الدكتور توماش جانوسكى رئيس مركز الإدارة الإلكترونية بالمعهد الدولي لتكنولوجيا البرمجيات بجامعة الأمم المتحدة زميل أبحاث أول، فاختتم جلسات المنتدى بورقة الحوكمة الإلكترونية لتحقيق التنمية المستدامة، والتي طرح من خلالها علاقة الحكومات بالقطاعات المختلفة وواجبات الحكومة تجاه كل فئة، وكيف يمكن أن تقدم الحكومة الإلكترونية تحديداً الخدمات بفاعلية على وفق أفضل الممارسات آخذة بعين الاعتبار إشراك الأطراف المعنية في الخدمات المقدمة مع متابعة استخدام هذه الخدمات من خلال قياس مدى أريحية الاستخدام، وتلا أوراق العمل جلسة نقاشية تفاعلية تحاور من خلالها الحضور مع مقدمي أوراق العمل. المملكة تتصدر المنطقة عربية وأشاد الدكتور طلال أبوغزالة بالتفوق الذي حققته مملكة البحرين بتصدرها لقائمة الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية في المنطقة العربية وكذلك تصنيفها ضمن أعلى الدول أداءً في العالم، وقدم التهنئة إلى هيئة الحكومة الإلكترونية في على هذا الإنجاز. وقال د. أبوغزاله أمام المنتدى: إن الحكومة الإلكترونية ليست غاية بحد ذاتها، بل هي عملية وأداة لتحويل الحكومة والحوكمة على جميع الصعد والمستويات وينبغي أن يكون هدفها الاستخدام والتطبيق الواسعين لتقنية المعلومات والاتصالات بمختلف أشكالها ومظاهرها لمساعدة الحكومات على أداء مهامها بكفاءة وفعالية أكبر، مشيراً إلى الحاجة لوضع رؤية لعصر الحكمة، موضحاً أننا انتقلنا من عصر المعلوماتية إلى عصر المعرفة لكننا لم نفكر بالدخول إلى عصر المعرفة حيث تستعمل المعرفة لخدمة البشرية والإنسان. وأضاف: “إن التعلم من استراتيجية البحرين وتجربتها ومعاملة مواطنيها، هي الخطوة الأولى، وهذا يعني أن تقنية المعلومات والاتصالات ينبغي أن تيسّر الوصول السهل للخدمات العامة، مؤكّداً الحاجة إلى ثورة في التعليم تحوّله من التعليم إلى التعلم. وأشار إلى أن التحدي الرئيس يظل في قدرات الحكومة على مواكبة التغيير المستمر في التقنية والخدمات والمحتوى، الأمر الذي يتطلب إدخال أنواع جديدة من الأدوات والعلاقات، مضيفاً أنه مع دخول المفهوم الإقليمي للبنية التحتية الإلكترونية التي توفر شبكات عالية السرعة، أصبحت إمكانية الوصول إلى الموارد والبيانات أكثر فعالية في المساقات التعليمية للحكومة الإلكترونية، وأصبح التعليم أكثر اعتماداً على الأماكن الافتراضية التي تحول دورها لتتلاءم مع التعليم المستمر والتعلم والتعليم عبر الإنترنت. وأعلن: إننا نعمل حالياً لإطلاق موسوعة “تاجيبيديا TAGIPEDIA” وهي البوابة المبتكرة للمحتوى العربي كمساهمة في هذا التوجه، منتقداً “الويكيبديا” العالمية لضعف المحتوى العربي وتشويهه فيها مقارنة مع اللغات الحية ذات الحضارة. وأوضح أبوغزالة أن البحرين تتمتع بمكانة تتيح لها تجاوز الدول الأخرى الأكثر تقدماً في تبني المناهج التي تركز على المتعلم من أجل التعليم مع المزيد من الأدوات والمصادر الرقمية، وقال: “من أجل تلك البيئة فإننا سننشئ جامعة طلال أبوغزالة لتكون جامعة المستقبل الافتراضية العالمية. مشاركة ديوان الخدمة من جانبه، أكد مدير إدارة نظم المعلومات بديوان الخدمة المدنية أحمد عبدالرحمن المطاوعة أن ديوان الخدمة المدنية وفي ظل التوجه نحو التحول الإلكتروني و«أتمتة” المعاملات، فعّل بالتعاون مع هيئة الحكومة الإلكترونية “خدمات موظفي الخدمة المدنية” لتتيح للموظفين الاطلاع على معلوماتهم الشخصية والوظيفية، بالإضافة إلى كشف الراتب الشهري إلكترونياً، على موقع بوابة الحكومة الإلكترونية www.bahrain.bh. وأضاف أن أكثر من 31 ألف موظف من أصل 45 ألفاً في الخدمة المدنية سجل في خدمة كشف الراتب الإلكتروني خلال الـ6 شهور الماضية منذ تدشين الخدمة على بوابة الحكومة الإلكترونية، مؤكداً ضمان سرية المستفيدين من هذه الخدمات الإلكترونية التي يقدمها الديوان وخصوصيتهم. وقال المطاوعة إن ديوان الخدمة المدنية يعكف على تدشين خدمات إلكترونية جديدة تتمثل في الحصول على شهادة الراتب بأنواعها، والإعلان عن الوظائف إلكترونياً وتسلم الطلبات، بالإضافة إلى تعديل بعض بيانات الموظفين، وأشار إلى الديوان وفي إطار اهتمامه بالتطوير يسعى إلى تطوير موقعه الإلكتروني من خلال تصميم بوابته الإلكترونية بشكل جديد ومغاير بما يتواكب والثورة المعلوماتية والإلكترونية واستخدام أدوات التواصل الاجتماعي إذ تم تدشين حساب (تويتر) للديوان مؤخراً.