مي علي الهاشمي - طالبة إعلام في جامعة البحرين

أنتشرت في الآونة الأخيرة حُمى التنافس للوصول نحو جسم متناسق,شفاه أكثر صحة,أنف مميز ,ووجه يشع جمالاً.

هل هي حالة من الإدمان للعمليات التجميلية أم ظاهرة عصر يصعب تخطيها ؟



لا يمكن إنكار الدور المميز الذي قدمته معظم الجراحات التجميلية نحو إنهاء عُقد الحروق والجروح,وبعض الإصابات الشائعة التي سبق وأن تسببت بتغيير واضح في الشكل العام للإنسان سواء أكان ذكر أم أنثى,لكن في الوقت نفسه تجاوز المنظور الحالي تلك الأمور فأصبحت الجراحات التجميلية تتعدى كونها مدعاة طبية بل أصبحت هوس يعرف بــ "النيولوك".

‏قالت الطالبة يارا خليفة ٢٠ سنة بشأن عمليات التجميل : رأيي محايد في حالة واحدة فيما يخص عمليات التجميل، وربما أميل لأن أكون ضدها.

‏ أعتقد بأن من يحتاج لعمليات التجميل هم من لديهم تشوهات خلقية وتستدعي التجميل.

‏لا أن يلهث الناس خلف عمليات التجميل باعتبارها الوسيلة للارتقاء لمقاييس الجمال المتزعزعة والوقتية، والتِّي تعتمد في غالب الأحيان على المبالغة، واللاواقعية، فالكثير ممن أجروا عمليات التجميل أصبحوا كالنُسخ ولا يشبهون أنفسهم أبدًا.

‏ اعتراضي الصريح هو أن على الجميع تقبل نفسه كما هو، وإيجاد ما يميز ملامحه الجميلة_بالتأكيد_فالله خلقنا في أحسن صورة، ولا داعي للعبث بخلقتنا، ومن السيئ أن تصبح عمليات التجميل هوسًا يُمحي بصمة ملامحنا.

و من أسباب الوصول إلى هوس التجميل لدى بعض الناس هي عدم الثقة بالنفس، مراقبة المشاهير، التنمر فالبتالي يزيد الإقبال على عمليات التجميل، لأن المتنمر عليه يظن أن بعد عمليات التجميل سيحوز على رضا المتنمرين وسيتوقفون عن التنمر!، والمقارنات.

وأرى بأن المرأة ليست مضطرة نهائيًا لإرضاء زوجها إذا أمرها بالإخضاع إلى عمليات التجميل للوصول إلى الكمال، التِّي ربما أساسًا لا تتوافق مع أفكار ومبادئ الزوجة، لكن هاجسها بأن تكون جميلة دائمًا في نظره يدفعها لعمليات التجميل.

‏من وجهة نظري على المرأة أن تكون واثقة من نفسها وأن ترفض رفضًا شديد اللهجة؛ كل مقارنة بالممثلات والعارضات والمشاهير عامة، فكل امرأة لها رونقها الخاص، وجمالها الخاص، ومميزاتها التِّي تميزها جماليًا عن غيرها، من الظلم أصلًا أن تكون نسخة منهم لتكون جميلة في نظر زوجها.

‏وعلى المرأة أن ترفض أيضًا أن توضع ضمن هذهِ المعايير والمقاييس الجمالية الزائفة والوقتية.

من جانبها قالت إيمان حاجي (٢٠ سنة ) : كنتيجة لظهور وانتشار عمليات التجميل أصبحت أغلب النساء بل و حتى الرجال مهتمون بتحقيق الكمال في المظهر العام

‏ولعل أهم الأسباب في انتشار عمليات التجميل حاليًا التشبه بمظهر أحد الفنانين أو السعي لمواكبة معايير الجمال في هذا العصر التي قد ظهرت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويصر البعض على التغاضي عن خطورة أعراض بعض العمليات بل وحتى الصبر على الأعراض الذي قد تكون مزعجه فقط للحصول على المظهر المثالي و لكن هذا لا يعني عدم ضرورة الجراحات التجميلية الترميمية وهي الجراحات المخصصة لعلاج عيوب الوجه والجسم الناتجة عن التشوهات الخلقية، والصدمات، والحروق، والمرض، وتهدف لتصحيح أجزاء الجسم غير الطبيعية، لاستعادة وظيفتها ومظهرها الجمالي.

و في السياق ذاته قالت الطالبة لطيفة عيش أنا مع عمليات التجميل لغرض العلاج لانها حاجة وضرورة ، لكني ضد عمليات التجميل لغرض زيادة الجمال الخارجي لأنها ليست حاجة ، جمال الشكل ممكن أن يلفت الأنظار لكنه لا يلفت القلوب ، وجمال الروح وجاذبيتها تكمن في تصالح الشخص مع ملامحه وحبه وتقبله لنفسه كما هي ، الأرواح تميل للروح الجميلة لا للمظهر الخارجي ، وتغيير الشكل دليل على ضعف الثقة بالنفس ، والمُقبل على عملية تجميل سيُقبل على العشرات غيرها وذلك سيعود بالضرر المادي والمعنوي له ، وفي النهاية لايوجد قانون ينص على أن مستوى الجمال يتحدد بشكل معين للملامح ، المجتمع حدد معايير للجمال ليس بالضرورة أن نتبعها أو نسعى للتوافق معها ، وكل شخص جميل باختلافه .

عندما لا يتصالح الشخص مع ملامحه ونفسه لن يقبل بتغيير واحد وسيظل يسعى للتغيير مُعتقداً أنه سيصل لأعلى مستويات الجمال والمثالية ، ومن الأسباب أيضاً قلة الثقة بالنفس والرغبة بلفت الإنتباه باستمرار.

المرأة ليست مضطرة لتغيير شكلها لتُرضي رغبات زوجها ، وقد لا يكون الرجل المناسب لها إذا اضطرت لإجراء عملية تجميل لترضيه ، الرجل المناسب سيقع بحب روحها ثم شكلها دون الحاجة لأي تغيير .

كما قالت الطالبة زهراء الدخيل ٢٢ سنة: أنا ضد عمليات التجميل طبعاً ولكن للضرورة أحكام..

لا شك أن تغيير خلق الله تعالى محرّم، إلا في بعض الأحيان إذا كان تشوه أو بسبب حادث أو حريق أو ماشابه..

وكل شخص لهُ جماله الخاص الذي يميّزه عن غيره..ولا ننسى قول الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فلماذا نذهب ونغيّر خلقه ونلعب بها؟

وأعتقد أن عمليات التجميل أخفت الملامح الطبيعية للكثير من الناس.. وأدت إلى تشابه ملحوظ في ملامح الوجه خصوصاً، ومع هذا الاستنساخ التجميلي يفقد كل شخص خصوصية شكله، ولا يوجد مثل الجمال الطبيعي .

وأكد الطالب سيد لؤي ٢٢ سنة بأنه معارض وبقوة قائلاً: أرى بأن الجمال جمال الروح و الجمال الحقيقي في الداخل هو أكثر أهمية من المظهر الخارجي و ينصح بتوجيه أنفسنا للنظر في أهمية الجمال الداخلي، و نبدأ في القبول كما نحن مع تحسين الصفات الداخلية لدينا التي هي أفضل بكثير من جاذبية الوجه. بدلاً من إعطاء الأفضلية لكيفية ظهورنا مع لون بشرتنا أو شكل حواجبنا أو عيوننا أو أنفنا، فعلينا أو نركز اهتمامنا على تحسين شخصيتنا من حيث الجمال الداخلي و أصبح المجتمع حالياً لا يهتم إلا بالأشخاص الذين يتمتعون بالجمال الخارجي و يكونون محط الأنظار غير مباليين بالذي لا يتمتع بالمعايير العالية من الجمال فيلجأون الناس إلي القيام بالعمليات التجميل حتى لا يكونون منبوذين في المجتمع .

وفي حوار مع الطالبة فاطمة علوي التي أجرت عملية تجميل الأنف في إيران قبل سنتين حدثتنا عن تجربتها فتقول: «تحسنت حالتي بعد إجراء عملية الأنف و أصبحت أثق بنفسي أكثر واتجهت لإجراء العملية في الخارج لثقتي أنها تضم العديد من الأطباء الماهرين وافضل من البحرين ، ولسبب آخر هو إن تكلفة إجراء العملية أقل من تكلفتها في دول الخليج لكن حتى في إيران تعتبر عالية لأنني اخترت الدكتور الأشطر .

ونوهت أن يكون المريض واثقاً من نفسه ومن الطبيب ثانياً عند إجراء عملية التجميل.

وعن رأيها في العمليات قالت: « أنا مع إجراء عمليات التجميل. ببساطة، هنالك الكثير من الأشخاص الذين يملكون عيوباً خلقية. فالفتاة التي لديها عقدة من أنفها مثلاً ، وهي غير راضية عنه، لا مانع من خضوعها للتجميل. فهذه الحالة تستهدف تحسين ملامح الوجه، عبر تصحيح ما هو خاطئ فيها .