مع اقتراب انقضاء السويعات الأخيرة من عام 2019، نستذكر بكل فخر واعتزاز ما تم تحقيقه من إنجازات مشرفة، على مدار العام، ليس سرداً إحصائياً؛ وإنما نقوش تاريخية تزين جبهة مملكتنا الغالية، لتواصل مسيرتها المباركة في التقدم والبناء، دليلها في ذلك ربان سفينتها وقائد مسيرتها، جلالة الملك المفدى.

فعلى مدار الاثني عشر شهراً الماضية، تسابق أبناء الوطن لتحقيق مزيد من الإنجازات الريادية، محلياً وعربياً وعالمياً، في كافة الميدان، ليكون عام 2019 فعلاً لا قولاً عام الذهب.. عام الإنجاز والريادة، وليواصل مسيرة نهضة مباركة أطلقها سيدي صاحب الجلالة الملك المفدى، عمادها الإنسان البحريني، محرك التنمية وهدفها الأول. إنجازات وطنية ريادية، تنوعت بين مراكز متقدمة على مستوى العالم في مؤشرات التنمية البشرية والاقتصاد، توجت بإقامة العديد من المؤتمرات الدولية وبمشاركة عالمية، أظهرت ما تتمتع به المملكة من إمكانيات وقدرات بشرية، ومنها المؤتمر العالمي لريادة الأعمال، والذي جمع المستثمرين والصناع المعنيين بالمؤسسات الناشئة من أكثر من 170 دولة حول العالم، والذي جاء تأكيداً لمكانة البحرين عالمياً في مجال دعم وتشجيع ريادة الأعمال والمؤسسات الناشئة، إلى جانب العشرات من الفعاليات والمؤتمرات الاقتصادية بمشاركة إقليمية ودولية. وفي الجانب الإنساني، كان الاحتفال الكبير بالدورة الرابعة من جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، والتي فازت بها مؤسسة «إدهي» الخيرية بجمهورية باكستان الإسلامية، تأكيداً على العناية الكبيرة التي توليها المملكة للأعمال الخيرية والإنسانية على مستوى العالم، يضاف لما قامت به المملكة من مشاريع إنسانية في العديد من مناطق النزاع، حيث كانت البحرين حاضرة في اليمن وفلسطين ومخيمات اللجوء السوري.

رياضياً، كان العام 2019 من أكثر الأعوام تحقيقاً للبطولات على مستوى المنطقة والعالم، حيث توجت انتصارات الفرق الرياضية البحرينية، بكأس الخليج العربي لكرة القدم في دورته الـ24، وهو ما حول البحرين إلى ساحة فرح وطني لم يسبق له مثيل، بعد أن استطاع أبطالنا ورجال البحرين أن يحققوا «الحلم المؤجل» لأبناء الوطن، ويعيدوا الثقة التامة بالقدرة على تحقيق الإنجازات إذا ما توافرت الإرادة الصلبة والتخطيط السليم والإدارة الناجحة، والتي تمثلت في سمو الشيخ ناصر بن حمد، النموذج الأبرز للشباب البحريني. ولريادة البحرين وتاريخها قصة أخرى مع عام 2019، حيث تصادف أن احتفلت المملكة بمناسبات كبيرة؛ الأولى الاحتفال بمئوية التعليم النظامي، والتي تؤكد على عراقة البحرين، وما توليه من عناية واهتمام بالعنصر البشري، وهو ما وضع البحرين في المراتب الأولى إقليمياً وعالمياً، كمنارة ثقافة وعلم، أما الثانية فكانت الاحتفال بمئوية شرطة البحرين، هذا الجهاز العريق الذي أثبت على مدار السنين حرصه على أمن واستقرار مملكتنا الغالية، وتقديم الغالي والنفيس في الذود عن الحياض وحماية المنجزات، ولاءً لله وللوطن وللقائد. ومن المناسبات التاريخية التي شهدها عام 2019، الاحتفال بمرور 50 عاماً على الدبلوماسية البحرينية، والتي استطاعت على مدار نصف قرن أن تكون ذات تأثير دولي، شهد لها العالم، ملتزمة بالثوابت الوطنية في دعم الاستقرار والأمن والسلام ومحاربة الإرهاب حول العالم.

ولم يكد العام أن يطوي أيامه الأخيرة، حتى تم الإعلان عن اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية، وللمرة الثانية، تأكيداً على ما تتمتع به المنامة خصوصاً، والبحرين بشكل عام من إمكانيات جذب سياحي فريدة، جعلها محط أنظار السائح الخليجي، وبما تملكه من مواقع أثرية فريدة وبنية تحتية متميزة، حيث جمعت عراقة التاريخ الفريد والبناء الحضاري الحديث، إلى جانب ما تشهده من فعاليات فنية وثقافية متميزة على مدار العام.

عام الإنجازات الكبرى.. هذا هو 2019، لن يكون إلا بداية لمزيد من الإنجاز والبناء والعطاء، بأيادٍ بحرينية آمنت بهذا الوطن وتسلحت بالعمل والإيمان، وحافظت على إرثها وقيمها الإنسانية التي تميزت بها، فكان على الدوام داعياً للمحبة والسلام وقبول الآخر..

* إضاءة..

ونحن نعيش عام الإنجازات ومقبلون على عام جديد.. نتضرع إلى الله العلي القدير أن يتمم شفاء والد البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، حفظه الله، وندعو الله عز وجل أن يديم عليه الصحة والعافية وأن يعيده إلى وطنه وأهله وأحبائه سالماً معافى..