تتابع مملكة البحرين عملها المكثّف في معرض إكسبو ميلانو 2015، حيث انتهت من تصميم وبناء المجسّم الخارجي لجناحها الخاص بالمعرض. الجناح الذي يحمل في رمزيّته اسم آثار خضراء بني على مساحة 2000 متر مربع، ويهدف إلى رفع الوعّي بالثقافة الزراعيّة النابعة من تراث البحرين، إضافة إلى التأكيد على أهميّة ممارسات التنميّة المستدامة.
جناح البحرين الذي يشرف على الجهوزيّة، يقف إلى جانب خمسين جناحاً وطنيًاً يتم بناؤها للمشاركة في المعرض، وقد صممه المهندس المعماريّ الهولندي آن هولتروب بالتعاون مع مهندس المناظر الطبيعيّة أنوك فوغل.
وHعربت hلشيّخة ميّ بنت محمد آل خليفة، المفوّض العام للجناح، عن سعادتها بمشاركة مملكة البحرين في معرض إكسبو ميلانو 2015، وأبدت اعتزازها للجهود المضاعفة التي تم بذلها من قبل القائمين على الجناح، والتي أدت إلى اكتماله متقدماً على 147 دولة أخرى مشاركة في المعرض.
هذا وقد بدأ التخطيط لبناء جناح مملكة البحرين بعد الحصول على الإذن من قبل السلطات الإيطاليّة أواخر يوليو 2014، وانطلق البناء الفعليّ في سبتمبر 2014 من قبل شركة المقاولات الإيطاليّة "ريستورا" التي شارفت على إنجاز العمل المقرر الانتهاء منه سابقاً خلال مارس القادم، وقد أثارت وتيرة البناء والتطور السريع لجناح مملكة البحرين من بين المواقع الأخرى في معرض ميلانو انتباه واهتمام وسائل الإعلام الإيطاليّة، ومن بينها "كورييري ديلا سيرا" اليوميّة.
وينطلق المعرض تحت عنوان "تغذية الكوكب .. طاقة من أجل الحياة"، ويفتتح إكسبو ميلانو 2015 في الأوّل من مايو 2015، حيث من المتوقع أن يحضره أكثر من 20 مليون زائر للأجنحة الرسميّة المشاركة، وتدور محاور المعرض حول التغذيّة والاستدامة، وتسليط الضوء على أهميّة حماية الموارد الطبيعيّة لكوكب الأرض.
وبتكليف من وزارة الثقافة في مملكة البحرين، فإنه من المزمع أن يتضمن الجناح على عدّة أشجار فاكهة بحرينيّة مشهورة، فجناح مملكة البحرين يفسّر علاقة الإنسان بالتراث الزراعيّ، والتي تنبع من الحضارة القديمة في دلمون، وذلك بصحبة عشر حدائق مميزّة للفواكه، والتي تتضمن أشجار ستكون مثمرة في أوقات مختلفة طوال مدة الستة أشهر وهي عمر المعرض، كما يتضمن جناح البحرين ملامحاً متنوعة للآثار التي تمتد لآلاف السنين هي عمر الزراعة في البحرين.
وسيرافق هذه الحدائق معرض للتحف الأثرية التي تعود إلى عصري دلمون وتايلوس، وتتعلق هذه القطع الأثرية بالممارسات الزراعية التي كانت سائدة في تلك الحقبة والأساطير التي كانت تتداول آنذاك حول جزر البحرين من بينها الاعتقاد الشائع بكونها موقع جنة عدن ووصفها بأرض المليون نخلة. هذا بالإضافة إلى عرض فيلم قصير من إنتاج المخرج والمصور أرمين لينكه يتناول المشهد الزراعي المعاصر في الدولة.
وبتكليف من الثقافة، جاء تصوّر "الآثار الخضراء" ليكون مشهداً مستمراً لحدائق فاكهة يتركّز في كل واحدة منها شجرة فاكهة معينة أصلية في البحرين، وتشكل هذه الحدائق المكون المعرض الرئيسي للجناح وتبرز التراث الزراعي الغني لجزر البحرين. كما توجد سلسلة من المساحات المغلقة التي تطل على الحدائق وتسورها، وهي تحتوي على منطقة الاستقبال، ومساحات المعرض، ومقهى يقدم المأكولات البحرينية المحلية.
أما تكوين الجناح الذي جاء من كتل خرسانيّة بيضاء جاهزة، فسيتم نقلها إلى البحرين مع نهاية المعرض، وسيتم إعادة بناءها لتكون حديقة نباتية دائمة.
وبالإضافة إلى الوجود المادي للجناح في مساحة إكسبو ميلانو 2015 ، تخطط الثقافة والسياحة لوضع برنامج أنشطة حافل يتضمن الحفلات الموسيقية والغنائية، وتذوق المأكولات البحرينية التقليدية، وإقامة عدد من المؤتمرات والعروض التي تقدم مختلف أوجه الثقافة البحرينية إلى الجماهير الايطالية والدولية طيلة أيام المعرض الذي سيستمر لمدة ستة أشهر
هذا وسيفتتح معرض اكسبو ميلانو 2015 في 1 مايو 2015 تحت شعار " تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة " ويتمحور المعرض حول التغذية والاستدامة، ويسعى لتعزيز الوعي بأهمية حماية الموارد الطبيعية لكوكب الأرض، بينما تسلط الأجنحة الوطنية المختلفة المشاركة الضوء على الهويات الثقافية المتنوعة لبلدان العالم، ما يتيح للزوار فرصة تذوق الأطعمة التقليدية والتعرف على الخصائص الثقافية والتراث الزراعي لمختلف الدول.
يذكر أن اكسبو ميلانو 2015 هو معرض عالمي غير تجاري ذو ميزات مبتكرة وفريدة من نوعها. وهو يتعدى كونه مجرد معرض، وإنما هو في الحقيقة منظومة فاعلة وقائمة بحد ذاتها يشارك فيها عدد كبير من . يعتبر المعرض حدثاً مستداماً وتكنولوجياً استثنائياً، وهو مبني على مواضيع ومفاهيم محددة موجهة لزواره ومرتاديه. وسيحظى زوار الإكسبو بتجربة رحلة فريدة من نوعها تتمحور حول موضوع معقد هو التغذية، يجوبون فيها بلدان العالم يتذوقون فيها مختلف أنواع الأطعمة ويطلعون على التقاليد المطبخية لشعوب العالم. وسيكون "إكسبو ميلانو" 2015 أول معرض في التاريخ يتذكره الناس لأكثر من مجرد منتجاته، وإنما أيضاً لمساهمته القيمة والفاعلة في نشر الوعي والمعرفة حول الغذاء والموارد الثمينة لكوكب الأرض.