تداولت بعض الصحف المحلية خبراً إنسانياً عن يتيمين مصريين «شاب وشابة» تربيا في دار للأيتام بجمهورية مصر العربية، حيث نشأت علاقة حب بينهما فقررا الزواج لإكمال مشوارهما في الحياة معاً وتكوين أسرة صغيرة ليعوضا حرمانهما من العيش مع أسرتيهما مثل غالبية الأسر في كل مكان على الكرة الأرضية. اللحظة القاسية بالنسبة إليهما هي أنهما ليس لهما أقارب يمكن أن يشاركوهما الفرحة، فمحيط معارفهما يقتصر على زملاء ومسؤولي دار الأيتام فقط، لا أب ولا أم ولا إخوان أو أقارب، برغم إيماني بأنهما ليسا «مقطوعين من شجرة»، فعلياً ولكنها هي الظروف التي حكمت عليهما بأن يعيشا في دار للأيتام.

أحد أصدقاء العريس اقترح أن ينشر قصته على وسائل التواصل الاجتماعي ويدعو أهالي المنطقة لحضور حفل زواج اليتيمين، وتقاسم الفرحة معهما، ليكونوا جزءاً من الحدث في ليلة العمر، وبالفعل لاقت هذه الدعوة تفاعلاً كبيراً من أصحاب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حضر الحفل آلاف من أهالي المنطقة، ليشاركوا فرحتهما حاملين معهم الهدايا والورد للعريسين، لتكون ليلة الزفاف ليلة سعيدة وفرحة وأمل للعريسين، وهي رسالة لجميع الأيتام، بأن الدنيا لا تزال بخير يساند الناس بعضهم بعضاً بقلوب مليئة بالحب والإنسانية، فالأيتام في هذه الدور بحاجة إلى من يأخذ بيدهم ويمسح على قلوبهم ويساندهم لتعويض الحرمان الذي يعيشونه، فلا أب لهم ولا أم ولا سقف غير دار الأيتام، فجزى الله من يراعي هؤلاء الأطفال والشباب بحب، فاحتواؤهم مسؤولية صعبه قد لا يؤديها الكثير بحسن نية، فهناك من يمد لهم يد الإحسان وهناك من يسيء لهم.

* كلمة من القلب:

هناك أطفال ومراهقون يعيشون حياة اليتم أيضاً برغم وجود الأبوين على قيد الحياة، فالطفل أو المراهق أو الشاب يحتاج إلى أبويه كليهما، ولا يستغني عنهما، ولا يمكن لأحد الأبوين أن يأخذ دور الآخر، فكل الأدوار مطلوبة لتنشئة صالحة. فعندما ينسحب أحد الأبوين أو كلاهما من حياة أبنائهم يتولد لهؤلاء الأبناء شعور النقص والإهمال، فلا يراعون حقوق أبنائهم أو يهتمون بهم ولا يدركون أهمية وجودهم في حياتهم، ويصبح الأطفال ناقصين عاطفياً، فلا يؤخذ بخواطرهم أو يجبر كسرهم. لا أحد يتفاعل مع أفراحهم وأحزانهم، ولا يربونهم التربية السليمة، ولا يهدونهم لأساسيات الحياة ولا يسألون عنهم.

بمعني آخر لا وجود للأب أو الأم أو لكليهما في حياة الأبناء هم أبناء بالاسم فقط، فمثلما يحتاج الطفل للمال يحتاج إلى جانب معنوي يأخذ بيده ويرسم بسمته ويراعي احتياجاته المعنوية والعاطفية.

هؤلاء الأبناء في عداد اليتم فهم مكسورون من الداخل لا يعلم بمصابهم إلا الله، فهل يستحق الأبناء هذا الجفاء؟