قبل خمسة أعوام فقط ، بهر المنتخب الغاني لكرة القدم عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم بالعروض القوية والرائعة التي قدمها في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وذلك في ثاني مشاركة له بالبطولة.
وشق المنتخب الغاني (النجوم السوداء) طريقه بجدارة إلى دور الثمانية في المونديال ليصبح بذلك ثالث منتخب أفريقي يبلغ دور الثمانية في البطولة العالمية بعد منتخبي الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 .
وتضافرت العديد من العوامل والظروف ومنها أخطاء الحكام في حرمان النجوم السوداء من بلوغ المربع الذهبي للمونديال حيث سقط الفريق أمام منتخب أوروجواي بعد مباراة مثيرة للغاية في دور الثمانية.
وقبلها بشهور قليلة ، بلغ المنتخب الغاني بفريق يعتمد كثيرا على العناصر الشابة المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا.
وتوقع كثيرون أن يفرض هذا الفريق هيمنته على الساحة الأفريقية لسنوات طويلة تالية وأن يحتكر اللقب القاري لعدة نسخ.
ولكن الفريق اكتفى في النسختين الماضيتين عامي 2012 و2013 بالمركز الرابع كما خرج صفر اليدين من الدور الأول لمونديال 2014 بالبرازيل.
ولهذا ، سيكون الفريق بحاجة ماسة إلى إثبات وجوده مجددا في بطولات كأس الأمم الأفريقية من خلال البطولة الثلاثين التي تستضيفها غينيا الاستوائية من 17 كانون ثان/يناير الحالي حتى الثامن من شباط/فبراير المقبل.
وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود متتالية ، فشل النجوم السوداء في الفوز بلقب البطولة الأفريقية فيما يمثل إخفاقا كبيرا لا يليق بتاريخ الفريق أو إمكانياته العالية.
ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الغاني كان ولا يزال "برازيل القارة السمراء" ليس لجمال الأداء فحسب وإنما لأنه كان دائما وما زال حتى الآن ضمن المرشحين بقوة لإحراز لقب البطولة القارية التي شارك فيها 20 مرة سابقة وأحرز لقبها أربع مرات.
وكان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات حيث توج باللقب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاما قبل أن يحرز المنتخب الكاميروني أول ألقابه الأربعة وقبل أن يحرز المنتخب المصري لقبه الثالث من بين الألقاب السبعة التي يستحوذ عليها حاليا.
ورغم ذلك ، غاب النجوم السوداء عن منصة التتويج على مدار أكثر من 30 عاما متواصلة رغم استضافة غانا لنهائيات البطولة عام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا ولنهائيات بطولة 2008 .
وشارك المنتخب الغاني في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى عام 1963 حيث استضافت بلاده البطولة للمرة الأولى ونجح الفريق في إحراز لقب البطولة بالتغلب على نظيره السوداني في المباراة النهائية.
وكرر الفريق نفس الإنجاز في البطولة التالية التي استضافتها تونس عام 1965 حيث أحرز النجوم السوداء لقب البطولة بالتغلب على تونس في المباراة النهائية ليعادل المنتخب الغاني بذلك إنجاز الفريق المصري ويفوز باللقب للمرة الثانية وهي الثانية على التوالي أيضا.
وكان المنتخب الغاني على أعتاب إنجاز فريد من نوعه بعدما تأهل لنهائي البطولة التالية التي استضافتها إثيوبيا عام 1968 ولكنه خسر النهائي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية ليفشل في الفوز باللقب الثالث على التوالي.
وانتظر المنتخب الغاني حتى عام 1978 ليحرز اللقب الثالث له في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية وبعدها بأربع سنوات فقط توج باللقب الرابع بالفوز على ليبيا صاحبة الأرض في المباراة النهائية.
ولكن النجوم السوداء فشلوا في الصعود إلى منصة التتويج لسنوات طويلة حتى جاءت إليهم الفرصة أخيرا باستضافة غانا لبطولة عام 2008 ليجد الفريق دعما جديدا من جماهيره ولكن ذلك لم يساعده في الفوز باللقب الخامس في تاريخه ومعادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب والذي كان مسجلا باسم نظيره المصري الذي عزز رقمه القياسي بإحراز اللقب للمرة السادسة بينما انتزع المنتخب الغاني المركز الثالث بالبطولة.
وسنحت الفرصة مجددا أمام النجوم السوداء لتقليص الفارق مع أحفاد الفراعنة ببلوغ المباراة النهائية لبطولة 2010 بأنجولا ولكن خبرة الفراعنة حسمت اللقب بالتغلب 1/صفر في النهائي على المنتخب الغاني المفعم بالعناصر الشابة.
ومع اعتزال نجوم جيل التسعينيات بقيادة عبيدي بيليه وأنتوني يبواه دون إحراز أي لقب في بطولات كأس الأمم الافريقية رغم أنه كان أكثر أجيال النجوم السوداء قدرة على تحقيق ذلك ، أصبحت مهمة الجيل الحالي للنجوم السوداء، بقيادة آندري آيو وأسامواه جيان، في غاية الصعوبة حيث يحمل على كاهله مهمة استعادة الألقاب الأفريقية.
ورغم النتائج المتذبذبة للفريق في التصفيات، تصدر النجوم السوداء المجموعة الخامسة في التصفيات.
ولكن القرعة لم تكن رحيمة بالفريق حيث أوقعته في أصعب مجموعة ممكنة بالنهائيات حيث يخوض الدور الأول بالنهائيات المرتقبة ضمن المجموعة الثالثة التي تضم معه منتخبات السنغال وجنوب أفريقيا والجزائر.
ولكن المدرب أفرام جرانت الذي يقود المنتخب الغاني في هذه النسخة يعول كثيرا على الخبرة التي اكتسبها اللاعبون خلال السنوات الأخيرة سواء من مشاركاتهم في بطولات أفريقيا أو كأس العالم أو من احتراف بعضهم في أندية أوروبية كبيرة.
وإذا كان الفريق قادرا على عبور هذه المجموعة والمنافسة بقوة على اللقب الأفريقي ، سيعتمد هذا كثيرا على ما يقدمه لاعبون بارزون مثل مباراك واكاسو وأسامواه جيان وأندري آيو.
ويستهل المنتخب الغاني مسيرته في البطولة بملاقاة نظيره السنغالي في 19 كانون ثان/يناير الحالي ثم يلتقي نظيريه الجزائري والجنوب أفريقي على الترتيب يومي 23 و27 من الشهر نفسه.
منتخب غانا في سطور :
لقب الفريق : النجوم السوداء
تأسيس اتحاد كرة القدم : عام 1957 .
الانضمام للفيفا : عام 1958 .
التصنيف الحالي : المركز الخامس أفريقيا و37 عالميا.
أفضل تصنيف سابق : 14 في شباط/فبراير 2008 .
أسوأ تصنيف سابق : 89 في تموز/يوليو 2004 .
مشاركاته السابقة في بطولات كأس أفريقيا : 19 مرة في أعوام 1963 و1965 و1968 و1970 و1978 و1980 و1982 و1984 و1992 و1994 و1996 و1998 و2000 و2002 و2006 و2008 و2010 و2012 و2013 .
أفضل نتيجة سابقة في كؤوس أفريقيا : الفوز باللقب أربع مرات في أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 .
الطريق للنهائيات : تصدر المجموعة الخامسة بالتصفيات.
المدير الفني : الإسرائيلي أفرام جرانت.
قائد الفريق : أسامواه جيان.