فادي الشيخ

مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات الجديد في منطقة الصخير، مشروع طالت فترة رؤيته للنور لأكثر من عقد من الزمن، ها هو اليوم ينتظر انقضاء 24 شهراً حتى يكتمل ليصبح الأضخم على مستوى المنطقة، بفضل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وحرصه على جعل المملكة وجهة تفضيلية في صناعة المعارض وسياحة الأعمال.

تجيء أرض المعارض الجديدة في الصخير بعد مرور قرابة 30 عاماً على انطلاقة مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات في منطقة السنابس، والتي رعى افتتاحها آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه أواخر العام 1991 من القرن المنصرم، لتكون المملكة على موعد قريب مع طفرة نوعية في استقطاب كبرى المعارض والمؤتمرات على مستوى مختلف الأقاليم والقارات.



مشروع الصخير الجديد سيكون 10 أضعاف أرض المعارض القديمة، ما يجعله مرشحاً للعب دور حيوي جداً في تعزيز سمعة البحرين على الخارطة العالمية لصناعة المعارض والمؤتمرات المتخصصة، جاذباً بذلك المزيد من الفعاليات والقمم والمنتديات التجارية والسياحية والصناعية والنفطية والتقنية والمصرفية التي سيكون لها أكبر الأثر في توسعة رقعة الزائرين والسواح إلى المملكة.

توفر 27 قاعة متنوعة الاستخدامات على مساحة 1700 متر مربع، و 10 قاعات للمعارض مجهّزة بأحدث الخدمات ووسائل العرض المتطورة بمساحة 95 ألف متر مربع، ومركز رئيسي للمؤتمرات على مساحة إجمالية للمشروع تبلغ 309 آلاف متر مربع.. أرقام تجعل البحرين بحلول منتصف العام 2022 أيقونة إقليمية بارزة في صناعة المعارض والمؤتمرات وسياحة الأعمال، مضاهية بذلك أكثر جاراتها تنافسية بحجم دبي وأبوظبي والرياض.

التطوير العقاري لن يكون استثناء عن باقي القطاعات الاقتصادية الحيوية في الاستفادة المثلى من هذا المشروع الضخم، لاسيما وانه سيكون قادراً بعد عامين من الآن على تنظيم أو احتضان معارض يضاهي حجمها سلسلة معارض "سيتي سكيب جلوبال" في دبي والتي تعتبر الأكبر على مستوى المنطقة، جاعلاً كبار المستثمرين ورجال الأعمال يمعنون النظر في سوق العقار البحريني المتخم بالكثير من الفرص الاستثمارية المربحة في المجالات السكنية والتجارية والصناعية.

أرض المعارض الجديدة، ستتحول كذلك إلى منصة عالمية الطراز لتناول ومناقشة أبرز التوجهات الرئيسة في جميع المجالات السكنية والتجارية والصناعية والفنادق والتجزئة وحتى الأراضي، مع سبر أغوار ثورة التقنيات العقارية وأهمية الاستدامة العقارية في المشاريع المستقبلية والترشيد في استهلاك الطاقة، إضافة إلى فهم أكثر لطريقة تفكير المستهلكين أو المشترين للعقارات على اختلاف تصنيفاتها.

لا شك أن مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات الجديد سينعش منطقة الصخير عقارياً وسياحياً وتجارياً، داعماً بذلك ما تقدمه حلبة البحرين الدولية من إسهامات اقتصادية جمّة للسوق المحلية، ومنح الدورة الاقتصادية مزيداً من التعافي، بفضل زخم العارضين والمؤتمرين المتوافدين بالآلاف إلى بلدهم الثاني البحرين، والتي لطالما عرفت عبر تاريخها العريق بحسن ضيافتها ودماثة شعبها مع جميع بني البشر.

كخبراء في العقار ننتظر بفارغ الصبر الانتهاء من أعمال أرض المعارض الجديدة في الصخير، والتي ستكون فاتحة خير لعقد جديد من الاستثمارات العقارية النوعية، مع تهيئة المزيد من فرص العمل المجزية للشباب البحريني وتلبية احتياجات المستهلكين وفق أعلى المعايير الدولية وأكثرها تقدماً في مجال التطوير العقاري.

[email protected]