دوراند: عملية التطوير والتعاون بين البنكين تستمر بين 12 - 24 شهراً

..

توقع الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الوطني جان كريستوف دوراند، استكمال كافة إجراءات عرض الاستحواذ على بنك البحرين الإسلامي، في نهاية يناير الجاري، طبقاً لمتطلبات وشروط لوائح الاستحواذ، وسنبدأ بعد ذلك عملية التطوير والتعاون بين البنكين، حيث نتوقع أن تستمر هذه العملية ما بين 12 إلى 24 شهراً.



وأعلن بنك البحرين الوطني مؤخراً عن تحقيق إنجاز تاريخي جديد يتمثل في نجاحه بزيادة إجمالي ملكيته لأسهم بنك البحرين الإسلامي بنسبة تصل إلى 78.81%.

وأضاف دوراند، أن هذا الاستحواذ سيسهم في تضافر الأصول والإيرادات وتخفيض التكاليف والالتزامات بما يسهم في زيادة عوائد المساهمين مقارنة بمرحلة ما قبل الاستحواذ حين كان يعمل كل بنك على حدة.. وفيما يلي نص اللقاء:

حدِّثنا عن العرض المقدم من قبل بنك البحرين الوطني، وما الذي سينتج عنه في المستقبل؟

تقدم بنك البحرين الوطني في نوفمبر 2019 بعرض للاستحواذ على ما يصل إلى 100% من الأسهم العادية الصادرة والمدفوعة لبنك البحرين الإسلامي، بشرط الاستحواذ على ما لا يقل عن 40.94% من رأس المال الصادر لبنك البحرين الإسلامي، لتصل نسبة ملكية "البحرين الوطني" في "البحرين الإسلامي" إلى 70% على الأقل. وتم تقديم العرض لكافة المساهمين وفقاً للشروط ذاتها، على أن تكون التسوية إما نقدية أو على شكل أسهم.

تكلل هذا العرض بالنجاح، ومن المقرر أن تتم التسوية في 22 يناير. وسيمتلك بذلك بنك البحرين الوطني حصة السيطرة على بنك البحرين الإسلامي بواقع 78.81%، ما يشكل زيادة في حصته السابقة للاستحواذ والتي كانت تبلغ 29.06%.

وسيتم تسليم مساهمي بنك البحرين الإسلامي الذين اختاروا العرض النقدي مستحقاتهم إما عن طريق التحويل البنكي أو الشيك، في حين سيتسلم المساهمون الذين قبلوا عرض تبادل الأسهم أشعار تحويل الأسهم من شركة البحرين للمقاصة.

ومن المتوقع أن تستكمل كافة إجراءات العرض في نهاية يناير الجاري، طبقاً لمتطلبات وشروط لوائح الاستحواذ، وسنبدأ بعد ذلك عملية التطوير والتعاون بين البنكين، حيث نتوقع أن تستمر هذه العملية ما بين 12 إلى 24 شهر.

إن هذه الفترة تعتبر إيجابية لكلتي المؤسستين، وسيسهم هذا الاستحواذ في تضافر الأصول والإيرادات وتخفيض التكاليف والالتزامات بما يسهم في زيادة عوائد المساهمين مقارنة بمرحلة ما قبل الاستحواذ حين كان يعمل كل بنك على حدة.

وفي هذا الصدد، يسرنا أن نقدم الشكر لمصرف البحرين المركزي ولجميع الشركاء والمساهمين على دعمهم المستمر الذي لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق من دونه .

ما الذي يجعل "البحرين الإسلامي" مناسباً لنموذج أعمالكم المصرفية؟

جاء قرارنا بالاستثمار في بنك البحرين الإسلامي نتيجة جهودنا المتواصلة في البحث عن الفرص الاستثمارية، والتي انتهت إلى أن بنك البحرين الإسلامي هو الأنسب لأعمالنا التجارية.

وبعد أن قمنا بدراسات دقيقة على بنك البحرين الإسلامي في العام 2018، قررنا الاستثمار في البنك الذي نعتقد أنه الأكثر ملاءمة لمجموعتنا والذي سيمكننا من تعزيز موقعنا في القطاع المصرفي.

لعب بنك البحرين الإسلامي دوراً محورياً في تطوير القطاع المصرفي الإسلامي في مملكة البحرين، باعتباره أول بنك إسلامي في المملكة ورابع بنك على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

هل تعتقد أن هذا هو الوقت الأمثل للاستثمار في القطاع المصرفي الإسلامي؟

إن لبنك البحرين الوطني رؤية استراتيجية فيما يتعلق بأعماله التجارية و ما يتعلق بحضور مجموعة البنك في سوق الصيرفة الإسلامية؛ وإن الاستثمار في بنك إسلامي يعتبر خطوة مدروسة لتمكيننا من أن نصبح أقرب إلى مجال الأعمال التجارية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في المناطق الجغرافية ذات الصلة.

جاء قرار الاستحواذ على بنك البحرين الإسلامي من أجل تعزيز حضور مجموعتنا وتسريع نمونا في الصيرفة الإسلامية جنبًا لجنب مع أقراننا من كبرى المجموعات المصرفية في دول مجلس التعاون الخليجي، مما يفتح لنا أيضاً أبواب أوسع من فرص الاستثمار في المستقبل.

وارتأينا أن تتم عملية الاستحواذ في الوقت الراهن ليتمكن بنك البحرين الوطني من الإستفادة من معدل النمو المرتفع لقطاع الصيرفة الإسلامية، حيث يتوقع أن يحقق قطاع الصيرفة الإسلامية في الشرق الأوسط نمواً بواقع 5% سنوياً، وذلك يفوق معدل النمو في قطاع الصيرفة التقليدية.

علاوة على ذلك، فإنه من المتوقع أن تصل الأصول المصرفية الإسلامية العالمية إلى 2.4 تريليون دولار خلال عام 2020، وأن تكون مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت من اللاعبين الرئيسيين في حصص السوق لهذا العام. وعليه، تبين لنا أن هذا هو الوقت الأمثل للمضي قدماً في عملية الاستحواذ.

وستتيح لنا هذه الخطوة زيادة حجم الاستثمارات المستقبلية اللازمة للتكيف مع متغيرات القطاع المصرفي سواءً كانت من الجانب التكنولوجي أو التنظيمي، أو غيرها من الأمور أخرى.

هل يعني ذلك أن المصرفين سيعملان كمصرف واحد؟ وما تأثير ذلك على أعمال "البحرين الإسلامي" وموظفيه؟

من المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تقوية العلامتين التجاريتين لكُلٍ من بنك البحرين الوطني وبنك البحرين الإسلامي، ولن يكون للاستحواذ أي تأثير سلبي سواءً على موظفي بنك البحرين الوطني أو بنك البحرين الإسلامي، إذ سيستمر كلا البنكين بالعمل ككيان منفصل على الصعيد المحلي والإقليمي.

وينوي بنك البحرين الوطني إبقاء السجل التجاري لبنك البحرين الإسلامي بالإضافة إلى إبقاء مجال العمل كمصرف قطاع تجزئة إسلامي، حيث سيستمر العمل في بنك البحرين الإسلامي بشكل اعتيادي مع المحافظة على عملياته ككيان تابع لبنك البحرين الوطني. وسيعاود بنك البحرين الإسلامي التداول في بورصة البحرين في 23 يناير 2020.

من جانب آخر، ستتم توسعة نموذج الأعمال التجارية لبنك البحرين الإسلامي من خلال هذا الإستحواذ بما يمكّنه من تعزيز خطوط أعماله التجارية بشكل أفضل، بالإضافة إلى توسيع عروض المنتجات لتشمل المنتجات التي تتماشى مع متطلبات تطور السوق. وسنعمل على تعزيز رؤية بنك البحرين الإسلامي كبنك إسلامي رائد من خلال الموارد الإضافية المتاحة للمساهم الأكبر في بنك البحرين الإسلامي.

كيف تؤثر هذه الصفقة على الوضع المالي لبنك البحرين الوطني ومساهميه؟

سيستمر بنك البحرين الوطني بالتمتع برأس مال يفوق متطلبات ومعايير رأس المال المقررة بموجب القواعد الصادرة عن مصرف البحرين المركزي.

وفيما يتعلق بمساهمي البنك، سيكون تأثير الصفقة محدوداً جداً عليهم نظراً للعدد المحدود من مساهمي بنك البحرين الإسلامي الذين فضلوا خيار تبادل الأسهم. وتقدر عدد الأسهم الجديدة لبنك البحرين الوطني بـ 3 ملايين سهم، وهو ما يعني حوالي 0.2% من عدد الأسهم الحالية للبنك.

هل لديكم خطط مستقبلية للتوسع في سوق الصيرفة الإسلامية؟

سنستمر بكل تأكيد بتقييم كافة الفرص المتاحة في السوق استناداً إلى استراتيجيتنا الطموحة للنمو، والتي تتضمن عدداً من الطرق الاستراتيجية لضمان استمرار البنك في دفع أعماله للأمام وزيادة ربحيته مع مواكبة التطور السريع في القطاع المصرفي.