اعتدنا بين فينة وأخرى أن نسمع بعض التفسيرات المغايرة والجديدة للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، واعتاد أغلب علمائنا في الدين على إنكارها والتمسك بالتفسيرات القديمة التي قد لا تكون نتاج تواتر وتناقل عبر الأجيال بل نتاج نظام سياسي معين في زمن معين وانتقل إلينا بطريقة أو بأخرى، بل ووجدنا أن المراجع التي تؤصل لتلك المراحل من التاريخ وعلمائها هم المرجع الذي يمكننا أن نركن إليه في تفسير النصوص الشرعية. مهلاً.. فإني رغم ذلك، أيضاً أود أن أشير إلى دور كثير من الملاحدة والكفار في التشكيك بالنصوص الشرعية وبينهم من يعيشون بيننا، وقد دفع أغلب الناس في المجتمعات الإسلامية إلى تأييد التفسيرات القديمة المسيسة لأنها تبقيهم في منطقة الراحة أو عملاً بالمثل القائل «قطها في رقبة عالم واطلع سالم»، ما يدعوهم لرفض حتى التساؤلات المنطقية التي قد يطرحها بعض الخارجين عن الدين، بل وربما يطرحها بعض الملتزمين من أصحاب الفكر واتساع الأفق، فيجد هؤلاء وهؤلاء نصيبهم الوافر من التقريع والتجريم.

اليوم، أردت أن أتعرض لطرح صادم لي في البداية، وأعتقد أنه سيكون كذلك بالنسبة إليكم، ولكنه جدير بالتفكير والمناقشة أيضاً، فقد يكون فيه وجه من المنطق، ولنا أن نقبل ما جاء فيه بعضه أو كله، أو نرفض بعضه أو كله. ولكنه طرح عصري لتفسير موضوع تكرر طرحه في القرآن وتداوله الناس على مدى قرون، وهو أمر هام يتعلق بمصير المؤمنين في الجنة وما عساها تكون حياتهم عليه، ولعل الحقيقة الكبرى الصادمة فيه أن لا جنس في الجنة..!!! كيف ذلك؟ أدعوك عزيزي القارئ لمشاهدة فيديو للعالم المصري الشاب أمين صبري على الرابط https://youtu.be/LGG1Jy1yw3M، لكن الفكرة التي أود الوقوف عليها حقيقةً ليست موضوع الجنس، بل موضوع الحور العين الذي تسوق التفسيرات الدينية إلى أنهن من نساء الجنة أو من الملائكة أو صنف آخر، خلقهن الله للرجال دوناً عن النساء في الجنة، وقد تناولت التفسيرات أشكال المتع التي سيحظى بها المؤمنون في الجنة بالتأكيد على المتعة الجسدية/الجنسية، ولكن الفكرة التي أوردها صبري في تسجيله ذاك مغايرة لذلك تماماً ونسفت كل التفسيرات السابقة.

* اختلاج النبض:

ما هي تلك الرؤية المعاصرة للحور العين في الجنة؟ ذاك سؤال لا يمكن اختصاره في مقال مقتضب واحد، ولذلك أدعوكم لمشاهدة الرابط، ولنفند الفكرة وإياكم غداً إن شاء الله في مقال آخر. قد يتفق البعض على هذا الطرح وقد يختلف معه آخرون، ولكن هذا التفسير يحمل آفاقاً واسعة للتأمل في الحالتين، قد تعودنا لمراجعة كثير من النصوص الشرعية من جديد.