محمد الدرويش

أصبحَ ثاني أكبر أندية كتالونيا يعيشُ شبح الهبوط من منافسات الدوري الإسباني رسمياً، حيث لم يحقق إسبانيول سوى 15 نقطة من أصل 21 مباراة لعبها منها ثلاث نقاط فقط كسبها على أرضه وهو نفس عدد المدربين الذين استلموا زمام الأمور الفنية في الفريق منذ بداية الموسم وآخرهم أبيلاردو فرنانديز الذي تعول عليه الجماهير كثيراً لبناء فريق وتشكيلةٍ فعالة ومحاولة إنقاذِ ما يمكن إنقاذه فيما تبقى من مباريات الموسم .

لدى إسبانيول هذا الموسم سجلاً يُعتبر من أسوء سجلاته على مدار تاريخه العريق إن لم يكن الأسوأ ، إذ يمتلك أحد الأندية الملكية أو ما يعرف بـ " الابن العاق " 17 هدفاً فقط ودخل مرماه 38 هدفاً ، وخسر من فرقٍ كانت دائماً تتنافس فيما بينها على النجاة من الهبوط مثل بلد الوليد وريال مايوركا وآخرها أمام ليغانيس الهزيل والتي جعلته متذيلاً للترتيب .



من خلال استعراض نتائج إسبانيول، يظهرُ لنا نقصٌ حاد في جودة تشكيل الفريق وغياب التنظيم الفني والإداري وحتى معنويات اللاعبين ورغبتهم بالعطاء داخل الملعب تبدو موضع شك، والتي تعد كلها أسباباً رئيسية واضحة لما يعانيه النادي الكتالوني هذا الموسم واقترابه جولةً بعد الجولة من الهبوط أكثر وأكثر .

***

سوء التخطيط

بدأت مشاكل النادي تظهر للعيان في الصيف الماضي وذلك بعد أن فشل في القيام بسوق انتقالات تعوض خسائره فيها ، إضافة إلى ضعف التخطيط في الميركاتو الصيفي، عاش الفريق انطلاقة سيئة في الدوري الإسباني وفشل في تحقيق الفوز بأول ثلاث مباريات (خسر 2 ، تعادل 1) ويعود ذلك إلى استنزاف الفريق وضعفه بدنياً وانعدام اللياقة كونَ النادي بدأ منافساته الكروية لموسم 2019/2020 مبكراً من خلال مشاركته في التصفيات التأهيلية لبطولة الدوري الأوروبي لاحتلاله المركز السابع الموسم الماضي وهو ما يوضح ضعف الإدارة الرياضية والفنية في التخطيط للفريق وتجهيزه لضغطِ عددٍ كبير من المباريات.

***

محاولة الإنقاذ

يبدو أن إدارة الفريق أدركت جيداً المشاكل التي واجهتها ، فبعد مرحلة أولى سيئة جداً ، أظهرت إدارة النادي في النصف الثاني من الموسم ردة فعلٍ قوية ، تمثلت أولاً بالتعاقد مع أبيلاردو فرنانديز الذي استطاع نوعاً ما من قيادة الفريق نحو صحوةٍ تبشر خيراً في أولى مبارياتهم معهم إلا إن السقوط الأخير في الدوري أمام ليغانيس والخروج على يد ريال سوسيداد من دور الـ 32 لكأس الملك أعادت إحياء الشكوك من جديد .

ثاني ردة فعل للنادي الإسباني، تمثلت بعدد من التعاقدات لمحاولة محو آثار السوق الصيفية السيئة، ولعل أبرز تعاقداتهم هي التعاقد مع راؤول دي توماس صاحب الـ 14 هدفاً الموسم الماضي مع رايو فاليكانو قادماً من بنفيكا البرتغالي، وكذلك مع المدافع الأوروغواياني لياندرو كابريرا قادماً من خيتافي، كما يضع النادي نصب عينيه إقناع ريال بيتيس بالتخلي عن المهاجم كريستيان تيلو قبل إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية .

النادي الكتالوني يعيشُ في وضعٍ حساس للغاية، 4 نقاط تفصل بينهم وبين بر الأمان، النادي الذي لم يغب عن منافسات الليغا منذ عام 1994 لديهم أمل للخروج من أخطر موقف وجدوا أنفسهم فيه منذ عقود.