عادة ما يشعر المرضى الذين يعرفون أنهم يعانون من قصور في وظائف القلب بالأسى الشديد، لكنّ بحثا جديدا أشار إلى أن تقبلهم لحقيقة مرضهم قد يجعل الحياة أسهل بالنسبة لهم.
ووجد باحثون في بولندا أن المرضى القادرين على التكيف مع مرضهم، يتمتعون بنشاط أكبر ويشعرون بالألم بدرجة أقل، كما يشعرون بإقبال أكبر على الحياة وبقدرة أفضل على النوم مقارنة بمن لا يتقبلون حقيقة مرضهم.
وقالت مونيكا أوبيجلو التي قادت فريق البحث وتعمل ممرضة في جامعة فروتسواف الطبية إن "الرضا بالمرض والتعامل معه بإيجابية قد يساعد المريض في التغلب على مشاعره السلبية، والتعامل بشكل أفضل مع العلاج".
وأضافت أن "مرضى قصور وظائف القلب عادة ما يشعرون بالعجز واليأس، الأمر الذي قد يجعل التعايش مع المرض أصعب".
وكتبت أوبيجلو وزملاؤها في الدورية الأوروبية للتمريض لمرضى القلب والأوعية الدموية أن "أكثر من 23 مليون بالغ في العالم يعانون من قصور في وظائف القلب بينهم 5.8 مليون في الولايات المتحدة ونحو مليون في بولندا".
والقلب المصاب بالقصور لا يمكنه ضخ ما يكفي من الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، ونتيجة لذلك قد يشعر المرضى بضيق التنفس والإرهاق والوهن، وربما يجدون صعوبة في التركيز فضلا عن أعراض أخرى.
ويعيش 50 في المئة من المرضى فقط أكثر من خمس سنوات بعد تشخيص إصابتهم بقصور في وظائف القلب.
وتتبعت الدراسة حالة 100 مريض (68 رجلا و32 امرأة)، كانوا يخضعون للعلاج في قسم القلب في جامعة فروتسواف بين 2012 و2013.
وكان متوسط أعمار المرضى 63 عاما، إذ تم تشخيص إصابتهم بالمرض منذ ستة أشهر على الأقل، وخضعوا لاستبيانات حول مستويات النشاط والألم وردود الفعل العاطفية، والنوم والعزلة الاجتماعية. كما أجابوا عن أسئلة حول كيفية تأثير المرض على عملهم وحياتهم الاجتماعية والجنسية.
وعندما قارن الباحثون بين مستويات قبول المرضى لمرضهم وبين نوعية الحياة التي يعيشونها، وجدوا أن الأشخاص الذين كشفت إجاباتهم عن رضاهم بحقيقة مرضهم كانوا يعيشون حياة أفضل من المرضى غير المتقبلين للمرض.