لا أعلم إن كانت هناك جهة معنية بتوحيد الرسالة الموجهة للمواطن والتي من شأنها تحديد الصورة والإطار لخطة الدولة وتشكيل الرأي العام بها أو حتى تحديد النهج الذي يجب أن تتوحد من خلاله تصريحات المسؤولين مع اختلاف درجاتهم ومناصبهم الوظيفية.

بدأت بتلك المقدمة بسبب ما ألحظه من تناقض منذ أعوام عديدة، فتصريح يأتي من مسؤول يتحدث عن موضوع ما وفق رؤيته التي تتناقض مع مسؤول آخر بالدولة، وهذا ما يضع القارئ بشكل عام والمواطن بشكل خاص في حيرة من أمره. يقرأ وكأن التصريحين لمسؤولين في بلدين مختلفين عن قضية واحدة، هذا من جانب، ومن جانب آخر أتساءل ما الهدف من نشر الرسائل السلبية في بعض الأحيان والعزف على وتر المواضيع التي من الممكن أن تخلق حالة من التذمر كموضوع العجز الإكتواري وغيره.

المتتبع للشأن العام والقارئ لتوجهات الرأي العام سيلحظ سطوة مواقع التواصل الاجتماعي على المزاج العام ومدى تأثيره على حياة المواطن وخاصة الشباب منهم، ففي الوقت الذي نطالب مشاهير تلك المواقع تحسين محتواهم الإلكتروني وما يقدمونه من رسائل متنوعة يفترض بأن تكون هادفة نراهم هم أيضاً مصابون بحالة من التنمر الإلكتروني، هذا المرض الذي بدأ يتسع في الانتشار ويصيب بعدواه جميع الفئات دون استثناء، وتساعدهم في ذلك ببعض الأحيان الرسائل السلبية آنفة الذكر، مما يهدد بحملات شعبية على تلك المواقع والحسابات أساسها تصريح من هناك أو هناك دون أدنى مسؤولية.

وفي التناقض موضوع آخر ليس ببعيد عن تناقض البعض، فهناك حسابات ومواقع إلكترونية تتصدر المشهد تحمل محتوى سلبياً من خلال نشر الشائعات وتقديم معلومات مغلوطة الهدف من ورائها زيادة عدد المتابعين، الأدهى من ذلك أن هناك حسابات تتعمد الكذب والافتراء لهدف معين ووفق أجندة مدمرة، وهناك أيضاً من يلحق بالركب دون أي إدراك منه بخطورة الكلمة وسطوتها وتأثيرها على المجتمع.

رسالتي لمثل هؤلاء من نشطاء الـ»سوشل ميديا» هي قل خيراً، فكم من كلمة وحدت القلوب وأوصلت الأرحام وساهمت في البناء، وكم من كلمة شقت الصف وهدمت بيوتاً كانت عامرة وفرقت الجماعات وأوصدت الأبواب.

نصيحتي هي قل خيراً...