إن ما قدمته الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من تضحيات من صحتها وجهدها على حساب راحتها النفسية لا يستحق منا جميعاً إلا التقدير والعرفان، فهذه السيدة الفاضلة تبنت أولادنا وخلقت منهم المبدعين والمبدعات، تبنت الثقافة في البحرين فأعادت إعمار التراث والفن، وسيخلد التاريخ بأحرف من نور ما صنعته للثقافة فقد أحيت أسماء، وخلقت أسماء وتبنت أسماء أصبحت منيرة في عالم الفكر والأدب والشعر والموسيقى، حتى نحن الكبار أحيت فينا الإحساس والتذوق الذي كاد أن يندثر. حضرت أكثر من فعالية ثقافية كانت مثالاً للحياء، استمتعنا خلالها بعراقة ثقافتنا التي عادت إلينا من جديد على يدك.. ما حدث يا سيدتي هو مبالغة ليس مجالها الآن فالثقافة قضية عامة لا تخص فئة دون أخرى وإنما تخص المجتمع بأسره صغيراً وكبيراً، أفراداً وجماعات ونحن كمجتمع لا نميز الطيب من الخبيث ولا الأبيض من الأسود إلا إذا رأينا الفنون جميعها لننتقي ما يلائم أذواقنا إلى جانب أننا في أمس الحاجة لعلاج أزماتنا من أجل عيون البحرين الغالية علينا جميعاً، وليس اختلاقاً أو افتعال أزمة جديدة تضاف لأزماتنا تربينا منذ الصغر وعلمنا أهلونا وأهل الدين منهم أن علاج الأمور باللين والهوادة والمودة قال تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك). أهلي وناسي أنا مواطنة بحرينية أوافق وأرفع يدي مؤيدة للفعاليات الثقافية التي تبرز حضارتنا العربية وثقافتنا ولكن لابد أن تطعم بثقافات أخرى تتلاءم وذوقنا وميولنا.. كثرة الضغط تولد الانفعال.. والانفعال يوقع الإنسان فيما لا يرضى أن يفعله وهو هادئ.. التمسوا العذر فهي عزيز قوم ومحبوبة من الجميع مع العلم أني لم ألتقيها مباشرة بل عن بعد في بعض الفعاليات التي أثلجت صدري، لذا أدعو أهالينا وأولادنا وبناتنا في الشارع البحريني في جميع مناطقه بالتآزر والتلاحم الذي نحن بأمس الحاجة إليه وخاصة الآن وليس الانصياع خلف التفكك والقضايا...!؟ رحمكم الله ارحمونا.. ودعوا الجميع يعمل من أجل عيونها الجميلة، لأجل البحرين الغالية، وافتحوا قلوبكم وناقشوا بحب. أم محمد العمصي