صدفة مؤلمة! عقب إعلان الحكومة اللبنانية الجديدة أصبح يردد الشعب «راجل وست ستات يحكمون لبنان» وهذه التسمية مطابقة تماماً لاسم المسلسل المصري الاجتماعي والذي يتميز بكوميديا الموقف «راجل وست ستات»، ولكن بفارق بسيط أن الثاني نكون موعودين مسبقاً بضحك بوقت مليء بالضحك للمواقف الطريفة المتفرقة. وهذا للأسف يخالف تماماً الواقع المرير الذي يعيشه لبنان منذ تاريخ 17 أكتوبر2019 يوم انتفض شعب لبنان العظيم، وهنا وجب التعليل «أن لبنان عظيمٌ بالفعل ولكن شعبه الطيب يرزح تحت الفقر بسبب أفعال السياسيين والفساد الذي ينخر في الدولة والسياسات الاقتصادية الفاشلة التي جعلت من التعتير عنوانه العريض».

فلبنان انتفض، ولكن باستثناء زمرة الصامتين الفاسدين المستفيدين من جوقة الهرج والمرج، الفساد والطغيان، الغلاء والبلاء. انتفاضة شعب تشكّل ثورة كانت بدايتها سلمية علّ الشعب يصل لحلول مُرضية ولكن بفعل المندسين من قبل بعض الأحزاب التي ارتعبت من الثورة، تحولت إلى «ثورة لا سلمية» يتكسر بها البشر والحجر، وتحرق بها السيارات والشجر، وتقلعُ بها عيون، وتضرب بنات ويرمى في السجون شباب كالورود ذاقوا لوعة الشرور.

وعلى دخان حرق الإطارات تم إعلان حكومة تضم من بينها 6 ستات. ففي ظل هذه الأجواء، تفاجأت بتعليق شخص لا ينتمي إلى عالم السياسة من قريب أو بعيد، يقول لي: «أنتم في لبنان تتمتعون بدهاء يفوق صانعي أفلام الخيال، إذا لم يشارك في الحكومة رجال عليهم الشعب متفق، فتُنصّبون زوجاتهم. فالنساء عندكم تُنصَّب في الظاهر ورجالهم تسيّرهم من الداخل».

من باب العلم بالشيء، إن الشعب اللبناني الواعي يطالب «بحكومة تكنوقراط» أي حكومة اختصاصيين وغير حزبيين والوزير الذي يشغل منصباً وزارياً يكون لديه العلم والعمل الذي يطابق حقيبته الوزارية وذلك من باب «أعطِ الخباز خبزه ولو أكل نصفه». ولكنّ مسؤولي لبنان يتفننون في أكل خبز لم يخبزوه يوماً بأيديهم ويدفعون قيمته من جيوب شعب ائتمنهم على لقمة مغمسة بالدموع والذل والآهات.

والمضحك المبكي أن مخرج مسلسل «راجل وست ستات» لبناني من أصل إيراني يدعى أسد فولادكار. فلعل الحكومة الجديدة «حكومة اللون الواحد»، والتي هي صُنِعَ في إيران، استلهمت من التمثيل. والقادم غير معروف إن كان كوميدياً هزيلاً أم تراجيدياً أليماً؟! والشعب يا سادة في جميع الأحوال لم يعد يقبل أن ينتمي إلى فئة المشاهدين الصامتين على هذه الحكومة البعيدة عن العمق العربي وعن القومية العربية في بيروت العرب والعروبة، وهي للأسف لا تلبي الحد الأدنى من طلبات الثورة اللبنانية التي يمكن تسميتها «ثورة العوز والجوع».