^   كل يوم هناك انتهاكات جديدة في كل شوارع البحرين تقريباً لا فرق بين “دواعيس” القرى والطرق السريعة.. عندما يقرر أتباع “اسحقوه” أن يحرقوا شارعاً أو داراً أو بشراً -على اعتبار أن رجال الأمن بشر- فهم يفعلون بدم بارد.. بلا أدنى رادع أو وازع من دين أو ضمير.. بل يجدون كل تشجيع وتحفيز من المعممين وأصحاب الفكر التنويري الحقوقي على حد سواء.. العنف محبذ ومستحسن وكلما زاد العنف والتصعيد زادت نبرة الاستحسان والقبول.. لم نسمع أبداً بمن ينكر العنف إلا لسواد عيون الصحافة والفضائيات.. عندما يخرج على الطرف الآخر حشد من الناس ليعبروا ببساطة عنا.. عما نشعر به كلنا.. الحنق والغضب والضيق والتذمر مما نراه ونسمعه ونشهده من أمور تفوق طاقة البشر.. فأول من يهاجمهم حين يخرجون على القواعد ويخربون “برادة” هو نحن.. نحن من يقول لهم عيب وكفى.. ونملك الشجاعة الكاملة لنقول الخطأ ليس الاعتصام طالما كان ضمن الحدود المقبولة.. الخطأ ليس التعبير عن الرأي فهو حق يكفله القانون وتقر به الدولة حين تسمح بالكثير منه.. لكن بحيث لا يتعدى على الآخرين ولا يمس الممتلكات.. لا نتفق مع مبدأ العنف أياً كان مصدره.. ولا نتفق مع الاحتكاك بين مكونات الشارع خاصة حتى والوضع لو أردنا وصفه بلفظ رقيق مهذب فهو مزري للغاية.. لا نتفق إطلاقاً مع تخريب ممتلكات خاصة أو عامة ولا نتفق مع إطلاق صيحات الحرب.. فوفقاً لمبادئنا التي لا تنازل عنها فنحن لسنا في حالة حرب مع أي طرف.. نحن ندافع عن بلدنا ومستقبله وسيادته.. نحن نسعى لاسترداد الأمن الذي كان لنا والحياة الطبيعية التي يستحقها كل البشر.. وفي هذه الأثناء لا نريد أن نخسر أخلاقنا وإنسانيتنا مهما كان الضغط بالغاً والهم مثقلاً على أعصابنا.. إذن نتفق على أن ضبط الأعصاب ضروري ولا مفر منه عندما تنادى الناس للتجمع الأخير رفضاً للإجرام الممنهج ضد رجال الأمن لم يكن هذا خروجاً على عرف فهذا واقع البلد.. لا يسمعك أحد إن لم تلجأ للشارع ونوابنا عافاهم الله قلما يخرجون من مبناهم العريق أو يكلفون أنفسهم عناء القيام بدور إيجابي إزاء ما يستشعره الناس من حنق وغضب.. نوابنا لديهم أوامر إن أمضوا بالحياة وكأن شيئاً لم يكن.. لا رجال أمن أصيبوا ولا أحد منهم يصارع الموت أو صرعه.. ولا تحترق الطرقات ولا يرمى المولوتوف.. نوابنا هم في الواقع نواب بلد آخر لا يعاني من أي مشكلة سوى عروض المسرح والغناء.. وليتهم أصلاً يتمون مشوار المسرح والغناء.. حتى هذا فشل ذريع.. حاجة الناس للخروج والتعبير عن غضب كامن ليس أمراً يؤخذ ببساطة.. أو يتم التعامي عنه.. ولو حقاً هذا الحشد هو من خرب وكسر فهو يرى مبررات وينفس عن معاناة عمرها أكثر من عام.. بل عمرها أكثر من عقد مع حالة عصيبة من الانفلات وخطوات متعثرة في الضبط والمحاسبة والتصحيح.. لو كان شخص واحد ممن احتشدوا عند دوار ألبا بلطجياً كما ادعت الوفاق فأين آثار بلطجته؟ الشوارع كلها تشهد من البلطجي ومن المخرب المنتحل لاسم الحرية والمبادئ الإنسانية.. حتى لو سلمنا بأن حشد ألبا هم من خربوا “البرادة” فهل من العدل أن نقارن بين رد الفعل اليتيم هذا بما تفعله ميليشيات مدربة على حرب شوارع طويلة الأمد وتصنيع مولوتوف وأسلحة وقنابل.. حتماً نحن لا نبرر الخطأ لكن ما الصواب؟ هل الصواب أن في الوقت نفسه الذي يخرب فيه متجر واحد هناك إطارات تشتعل ورجال أمن يحرقون ومولوتوف يرمى عشوائياً في كل القرى وعلى الشوارع الرئيسة؟.. ندين كل صنوف العنف والخروج على القانون أياً كان مصدرها لكننا نطرح تساؤلنا للتأمل.