لا أعتقد أنني الشخص المؤهل أو المهيأ للتحدث من الناحية الطبية أو التوعوية عن فيروس العصر كورونا والذي دخل العالم من دون «احم او دستور» كما يقول إخواننا المصريون.

فالجهات الحكومية في البحرين منذ تفشي المرض في الصين تقوم بواجبها من دون تقصير. بالنسبة لنا فيروس كورونا نعلم مصدره فهذا صحيح وكيفية انتشاره فهذا أمر غير عصيب، أما الجديد أمور كُشفت إلينا وهذا أكيد.

بداية من «البحرين» فالدولة تسخر إمكانياتها للحد من المرض وتتخذ الإجراءات الاحترازية الكفيلة لعدم تفشيه، واللجنة التنسيقية التي يرأسها صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في حالة انعقاد مستمر وسموه يتابع عن كثب من خلال غرفة العمليات التابعة للفريق الوطني للتصدي لهذا الفيروس المميت في مركز ولي العهد للتدريب والبحوث الطبية بالمستشفى العسكري، والجهات الأمنية والصحية والإعلامية تقوم بأدوار متميزة وكبيرة، وقوة دفاع البحرين تتصدر المشهد من خلال كوادرها وكفاءاتها التي تعمل في زمن الحرب والسلم بتوجيهات من معالي القائد العام لقوة دفاع البحرين.

وجاء قرار الحكومة بتعليق الدراسة ليؤكد حكمة قادة البلاد في ضبط هكذا نوع من الأزمات الصحية، والحرص على عدم انتشاره بين الناس من غير حساب. ومن ثم القرارات المتتالية بشأن وقف رحلات الطيران من وإلى بعض المطارات في إجراء احترازي إضافي للتصدي لهذا الفيروس.

وفي المقابل فإن ما يحدث في لبنان مختلف تماماً عن البحرين فالقادمون من «طهران» دخلوا من المطار بسلام دون سؤال أو استجواب، وهناك حالات مصابة سيكشف عنها لاحقاً لا محال.

فيروس كورونا أكد لنا في الوقت نفسه جشع بعض التجار على مستوى العالم لزيادة أرباحهم المالية من خلال تلاعب بعض الصيدليات والمحال التجارية برفع سعر الكمامات وإخفاء المعقمات والقفازات الطبية وغيرها!!

فيروس كورونا عرض لنا المسؤولون الحقيقيون، فيروس كورونا أظهر لنا الأطباء الفعليين والممرضين المخلصين. فيروس كورونا كشف لنا مدى سذاجة بعض الناس في اعتراضهم على الحجر الصحي معتبرين أنه مع الأسف إهانة. في حين أن جانباً لطيفاً ومرحاً للبعض ظهر من خلال تأليفهم النكت والأخبار والوصفات الطبية الشعبية و«اليانسون» تصدر لائحة «المتذكرون». فيروس كورونا كشف لنا مدى وعي بعض الناس أما من خلال صنيعهم لكمامات من ثمرة البرتقال أو كمامات تساعدهم على شرب ما يريدون في الأزمات. فيروس كورونا نورنا عن الجانب الفلسفي السياسي للبعض معتبرين أنه «الفيروس الهدام» الذي سيخرب اقتصاد البلاد. فيروس كورونا تمكن من أن يبعد انتباهنا عما يحدث ويجري في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من دول الحروب والأزمات. فيروس كورونا قرّب بعض الناس لطريق الإيمان وسلكها باب نشر الأدعية والتعويذات من خلال جميع ما يملكون من قنوات.

وفي الختام نسأل الله أن يحفظ البلاد والعباد من شر العباد.