^ ما حصل مؤخراً لرجال الأمن من محاولات استهداف مباشرة وبأسلوب العمليات الإرهابية التي تقام بهدف القتل الصريح، يوصلنا لمرحلة بالكاد يمكننا فيها مسك الأعصاب أو مسايرة الجهات المسؤولة في الدولة في سياستها التي تتبعها، والتي بحسب النتائج على الأرض تدفعنا للقول بأنها سياسة غير مجدية تماماً. وصلنا لمرحلة تستهدف فيها أرواح رجال الأمن بشكل صريح. هنا ممكن لو سمحتم أن تفيدوا الشعب بإجابة صريحة، إذ إلى متى سيظل هذا الانفلات الأمني مستمراً؟! السفارة البريطانية تخرج ببيان وتدين هذا الاستهداف، ونحن نقول لهم “صباح الخير”، هذا الذي تدينونه اليوم وقبل أيام تزور نائب السفير الأمريكي ضحاياه من رجال الأمن في المستشفى، كل هذا يحصل منذ شهور في البحرين وأنتم صامتون في جهة، و«تلعلعون” في جهة أخرى من أجل تعطيل القانون، بل كل هذا يحصل بسببكم أنتم. أي مهزلة أكبر حينما تتدخل دولة في شؤون دولة أخرى وتطلب منها تعطيل القانون فقط لأن “الإرهابي” أضرب عن الطعام؟! اليوم لدينا كارثة حقيقية، وكلها بسبب هذه التدخلات الخارجية من الدول الكبرى التي من الاستحالة أن تواجه الإرهاب بنفس الطريقة التي تواجهها البحرين اليوم. رأينا بريطانيا ماذا فعلت مع المحتجين، ورأينا الولايات المتحدة ماذا فعلت بمتظاهري “وول ستريت”، ولم تكترثا على الإطلاق بما تقوله “دكاكين حقوق الإنسان”. كل ما يحصل في البحرين بسببكم، بسبب الضغط الذي تمارسونه من أجل ضمان معاملة إنسانية بحق إرهابيين يحرقون البحرين يومياً، بسبب جمعيات ومؤسسات خارجية باتت تصدر البيانات المجانية وتكثفها لأنها باتت تدرك بأنها تؤثر على سير الأمور في البحرين. جئنا بلجنة تقصٍ للحقائق لتبين للعالم بأن البحرين لا تملك شيئاً تخفيه، وأن الدولة أشجع من كل الأطراف حينما تعترف بوجود أخطاء وتعمل على تصليحها. طيب وماذا بعد؟! أليست البحرين دولة لها الحق في الدفاع عن أمنها واستقرارها؟! أليس مواطنوها أصحاب حق عليها بأن تدرأ عنهم الخطر وتحميهم من الإرهاب؟! هناك أبجديات في كل شيء، هناك أولويات، وهناك منطق يفرض نفسه. وهنا نقول لدولتنا بأننا فهمنا ما حصل في السابق وكيف أن إدارة الأزمة تمت بطريقة مغايرة لما يفرضه المنطق من أجل بيان زيف ادعاءات الإرهابيين والانقلابيين للخارج، لكننا وصلنا اليوم لمرحلة نقول فيها للدولة كفاية اهتماماً وتركيزاً على ما يراه الخارج، التفتوا للداخل، شعبكم أولى، فهنا شعب يعاني من هذا الإرهاب الممنهج، وهنا رجال أمن يُستهدفون يومياً، وهنا إرهابيون يقومون بممارسات تدان في كل دساتير وقوانين الدول الأخرى يواصلون في غيهم لأن القانون مازال يتعامل معهم بـ«روح القانون”. ما هو المهم بالنسبة لكم، شكل البحرين الخارجي أمام الغرب، أم أمنها الداخلي الذي يلبي مطالبات الناس؟! تخيلوا أنه قبل عام ونيف كانت مطالبات شعب البحرين تتركز على حل مشكلة الإسكان ورفع الرواتب وإسقاط الديون، لكن اليوم هذه المطالب ماضية “للانقراض” إذ حلت محلها مطالب بالنسبة للشعب المخلص هي ذات الأولوية لأنه بدون تحققها فإن المطالب السابقة لا محل لها من الإعراب، باتت مطالب الشعب المخلص تتلخص في تطبيق القانون وفرض الأمن وبسط سيادة الدولة وحماية رجال الأمن. في أي مجتمع يا سادة تكون مطالبات الناس للدولة مقصورة على تطبيق القانون وحماية رجال الشرطة؟! أجيبونا يا غرب يا من سببتم لدولتنا “شتاتاً” في تحديد أولوياتها، أجيبونا في أي دولة يحصل هذا؟! هل تقبل واشنطن أن ترى رجال الشرطة فيها يتعرضون لعمليات تستهدف حياتهم، فتقف متفرجة دون أن يأخذ القانون مجراه؟! نقول للدولة، إن كان المظهر الخارجي يهم أكثر من الأمن الداخلي، فإن هذا رهان خاسر تماماً، لأن الإجراءات كلها ستمثل دعوات صريحة لكل من هب ودب للتدخل في شؤون البحرين، وهو ما سيدفع الدولة للاستمرار في الاهتمام بما يقوله الغرب والخارج بدلاً من الاستماع لشعبها الذي وقف معها وثبت دعائمها أمام مخطط انقلابي كان يهدف لإلغاء كيان اسمه مملكة البحرين. التفتوا لما يحصل بالداخل، يكفينا بيانات صادرة من أجهزة الدولة المختلفة كلها لا تحل المشكلة بقدر ما تزيد غضب المواطنين على دولة لا تريد تطبيق القانون بصرامة في مواجهة الإرهاب الذي لا اسم آخر له، يزيد استغراب الناس من دولة ترى رجال الأمن يُستهدفون بهذه الطريقة الإرهابية فلا تتمثل ردة الفعل إلا بإصدار بيانات تعقبها بيانات. لو كانت الإجراءات نافعة لوقفت وتيرة الإرهاب، وفكر الإرهابيون ألف مرة قبل أن يعاودوا أفعالهم، لكن كما قلناها ألف مرة، من أمن العقوبة أساء الأدب. إلى متى ستنتظرون، حتى تتطور العملية من إصابات بليغة في صفوف رجال الأمن إلى عمليات قتل وإزهاق أرواح، هل عندها ستتحركون؟! اتجاه معاكس ما يحصل اليوم من استهداف لرجال الأمن هو تطبيق واضح لفتوى ممثل الولي الفقيه عندما قال “اسحقوهم”. الدولة تدرك ذلك لكن للأسف لا إجراء يتخذ، فقط الإجراء نقرأه على الورق وفي التصريحات الحماسية. بالتالي من يريد أن يبحث عن التطبيق فسيتعب نفسه في البحث، سيعرض نفسه لصدمة حينما يكتشف أن القانون في هذا البلد يطبق على “ناس وناس”.