يلعب الإعلام دوراً هاماً في الأزمات، ويعتبر أحد الأذرع الهامة لاحتواء الأزمة، ولكن دعونا نطرح هذا التساؤل وهو مَن المتحكم في الإعلام حالياً؟؟ الإجابة ببساطة هو «الجميع»، فكل من يمسك بجهازه الذكي، ولديه حساب نشط على وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر «رئيس تحرير» لحسابه وهو حارس البوابة على المحتوى الذي يضعه على حسابه ويتبادله مع باقي الحسابات.

البعض يعتبر ما يحدث حالياً على وسائل الإعلام الحديث هو نوع من أنواع الانفتاح الإعلامي، والبعض الآخر يصف ما يراه «الفوضى الإعلامية»، وأياً كان موقفنا مما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكننا تغيير فكرة واقعية هو أن هذه البرامج أو التطبيقات باتت وسيطاً إعلامياً جديداً، له دور فعال لربما يفوق قدرة الإعلام الرسمي من حيث الانتشار والتأثير.

فما هو دور الإعلام في الأزمات؟ لاسيما إذا ما تحدثنا عن وجود فضاء حر يساهم في نشر المعلومات بجميع أنواعها سواء كانت إيجابية أم سلبية، صحيحة أم مغلوطة، شائعات أم حقائق.

في أوقات الأزمات والكوارث، يشكل فريق لمواجهة هذه الأزمة، ويتغير شكل وحجم الفريق بحسب ما يراه القائد مناسباً، ويعمل هذا الفريق بجد واجتهاد من أجل السيطرة على الأزمة، وفي ظل عمله يواجه فوضى إعلامية تشتت انتباهه عن هدفه الأساسي وهو السيطرة على الأزمة واحتوائها.

إن الشائعات تحول الأزمة الواحدة إلى مجموعة أزمات متصاعدة، فلو كانت الأزمة صحية على سبيل المثال مثل ما يحدث حالياً مع انتشار فيروس كورونا، نجد أن الإعلام الإلكتروني غير المسؤول عبر الحسابات الشخصية والتعليقات التفاعلية يحولها لأزمات سياسية وإدارية واقتصادية، مما يعطل جهود فريق العمل القائم على احتواء الأزمة، ويشتت انتباههم.

أتمنى أن أرى دراسة مقارنة بين استخدام الإعلام الإلكتروني في أوقات الأزمات بين مملكة البحرين والدول الغربية؟؟ هل يتعاملون مع شبكات التواصل الاجتماعي بنفس الآلية التي نتعامل معها؟؟ أو أرى دراسة تشريعية تبين لنا القوانين المنظمة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي بين مملكة البحرين والدول الغربية؟؟

* رأيي المتواضع:

ما يحدث في وسائل الإعلام الإلكتروني هو أمر «غير منطقي» ففجأة أصبحت معظم الحسابات تتداول الأخبار دون التأكد من مصادرها، وهجرت الفاشنيستات المكياج والموضة وبدأن يتحدثن عن الأمور الطبية؟! وهجرت الحسابات الإعلانية الإعلانات التجارية وباتت تنشر دعايات وإشاعات وأقاويل دون مصدر.

في السابق كنا نقول إن وجود ثغرة في التعاطي المباشر والسريع من قبل الإعلام الرسمي هو أحد مصادر الشائعات، أما الآن فإن الإعلام الرسمي يقوم بدوره على أكمل وجه وبشفافية مطلقة، فها هي منصة وزارة الصحة تصرح بشكل فوري عن أعداد المصابين والمتعافين وغيرها.. فلِمَ كل هذه الفوضى؟؟

قيل في السابق «لو كل من جاء ونجر.. ما ظل في الوادي شجر».. وها نحن نرى الكل يتحول فجأة لخبير في مكافحة كورونا عبر حساباتهم الإلكترونية، مما يؤثر على أداء فريق العمل على مكافحة هذا الفيروس، فلنلتزم الهدوء، ونترك كل شخص يقوم بأداء مهامه، كلاً حسب اختصاصه.