يعد إخفاء ايران لمسألة انتشار فيروس كورونا على أراضيها من أعظم الجرائم الإنسانية التي ترتكبها تجاه شعبها وشعوب العالم بأسره، فهذا الوباء ليس بمزحة وليس بشأن داخلي تعتقد إيران أن لها الحق في التستر عليه وتعريض شعوب العالم للموت والهلاك ظناً منها بأنها قادرة على احتواء الوباء.

إيران كعادتها، لا تهتم بالإنسانية وهذا واضح في التعامل مع رعاياها فيما يتعلق بالحقوق والسلامة والصحة العامة فكل ما تهتم به هو إشاعة بأنها الدولة التي لا تقهر والدولة القادرة على مواجهة التحديات بمكابرة واضحة تحط من قدر شعبها المسكين الذي تاه في غياهب ديكتاتورية الحكم الظالم وإرهابه وعنصريته.

إيران لم ترتكب جريمة إنسانية بحق رعاياها فقط وإنما في حق الشعوب الأخرى ومنها دول الخليج العربي عندما تسترت على فيروس كورونا وانتشاره بشكل مخيف داخل إيران وبخاصة في المناطق التي تشهد إقبالاً دينياً كبيراً للمزارات والأضرحة، فإيران بؤرة للوباء راح ضحيتها الكثيرون ومثلما تصدر لدولنا التطرف والإرهاب أصبحت تصدر لنا الوباء في خطة واضحة لانتشار المرض بيننا والضحية هم الفئة التي سافرت من أجل الزيارات الدينية في إيران، وكان من واجب السلطات الإيرانية في ظل الأزمة العالمية وبداية تفشي المرض في المجمعات الدينية أن توقف السياحة الدينية وأن تعلن للعالم بمصابها في تفشي المرض ولكن كما قلت سياستها كانت احتضان الفيروس وتصديره تحت سياسة «علي وعلى أعدائي». إيران ترتكب جريمة شنعاء، وفشل ذريع في احتواء الوباء وعدم شفافية واستهتار بسلامة وصحة الشعوب وعدم إعطاء الشعب حقه الإنساني في الرعاية الصحية فما تهتم به هو خلق الفوضى وفوضى الوباء يحسب في قائمتها والقائمة تطول والضحية هو الشعب والطائفة التي تؤمن بان إيران هي الملاذ الآمن لهم.

مقارنة سريعة بين ما قامت به السلطات السعودية في حماية المسلمين من فيروس كورونا، وإخلاء الحرم وعدم استقبال المعتمرين والمصلين كوقاية واجبة وإنسانية للمسلمين، حيث لم تكترث للخسائر المادية ولم تلتفت للشائعات فواجبها هو حماية بيت الله والمسلمين – رعاياها وكافة المسلمين – من هذا الخطر الذي اجتاح العالم من دون استئذان، و«يا ليت» السلطات الإيرانية اهتمت بالمسلمين كما فعلت السلطات السعودية لكان الخطر أقل ولسلمت الدول المجاورة لها من الفوضى التي خلفتها لسوء تقديرها في مواجهة الأزمات.

* كلمة من القلب:

إيران ارتكبت جريمة أخرى بحق الشعب البحريني عندما تعمدت عدم ختم جوازات سفر الزائرين من البحرين للأراضي الإيرانية فذلك له دلالات واضحة في استقبال الإرهابيين لدولة الإرهاب عن طريق منافذ دول أخرى كوسيلة تستر وتمويه للسلطات البحرينية، وتفشي وباء كورونا كشف هذا الجرم، وكذلك تعمدها لانتشار المرض عن طريق رعايا البحرين ودول الخليج القادمين من بؤرة الوباء في إيران كتصدير آخر كما ذكرت لشعوبنا الآمنة، فإلى متى تنتهك إيران حقوقنا؟ ولماذا لا ترفع جرائمها إلى المنظمات الدولية لتشهد على ما تقوم به في حق الإنسانية؟ فالعالم أجمع ينتفض ضد الوباء ولكن لا يصدره لدول أخرى كما تفعل إيران فإلى متى هذا الاستهتار بسلامتنا؟ وإلى متى سيستمر حقدها علينا؟!