أعجبني «برودكاست» منتشر عن دولة خليجية منحت إجازة رسمية لمواطنيها وطلابها لمنع انتشار فيروس كورونا جاء فيه «من فوائد الأزمة الحالية ظهور المعدن الحقيقي لشباب وبنات..... واختفاء الفاشينيستات والتافهين من مشاهير السوشل ميديا».

فعلاً رب ضارة نافعة ووقت الشدة تعرف صديقك من عدوك والأزمات هي من تكشف المعادن الوطنية الحقيقية وتكون المحك والكثير من الناس انتقدت عدداً من المشاهير الذين كانوا يروجون لمحلاتهم التجارية وصالوناتهم النسائية للحضور بزعم أن المكان معقم ويمنحون أسعاراً خاصة ومخفضة رغم توجيهات دولهم بالبقاء في المنزل حيث ظهر من يحب وطنه ويراعي المصلحة الوطنية قبل أي شيء وبين من لا تهمه إلا مصالحه الخاصة وانتفاعه المادي حتى لو على حساب الإضرار بالآخرين، الناس باتوا مهتمين بمتابعة تصريحات الفرق الطبية والناس التي تخدم من قلبها وميزوا الفرق الكبير بين من لديه حب الإيثار ويتفانى في عمله بصدق وضمير وأمانة لأجل خدمة الناس ومنفعتهم فعلاً ويقدم معلومات وحقائق توعي المجتمع وأخذوا يتجاهلون من لا يهمهم سوى استغلال الأزمات لصالح جيوبهم ومصالحهم الخاصة ولا يقدمون إلا المحتويات التافهة.

وهذا ما حصل لدينا في مملكة البحرين كذلك كثير من كوادرنا الطبية «فزعت» وتواجدت وحرصت على تسخير كل وقتها وجهودها حتى على حساب مسؤولياتها الشخصية لأجل مكافحة تفشي فيروس كورونا داخل المجتمع البحريني وأخذت تعمل ليل نهار لأجل البحرين أولاً وأخيراً ولا ننسى أنه عندما فتح الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا باب التطوع سجل أكثر من 12700 مواطن ومواطنة للتطوع في أولى ساعات فتح التسجيل وهذا رقم مشرف يكتب بماء الذهب ويعكس الهمم الوطنية لدينا وأن البحرينيين بطبعهم يحبون العمل التطوعي والتعاون وتحقيق الشراكة المجتمعية وتاريخ سنستشهد به دائماً عندما نؤكد على حقيقة أن مملكة البحرين ولادة وأن ابناءها الكرام وشعبها الوفي دائماً هم الصف الأول في التصدي لأي أزمة أو ظرف طارىء يمرون به.

أزمة كورونا لفتت أنظار العالم إلى تجربة مملكة البحرين الاستباقية في مكافحة الفيروس وكذلك لفتت الأنظار إلى ثرواتنا الوطنية والشبابية التي تزخر بها مملكتنا الغالية وحسن التعامل وإدارة المواقف الطارئة باحترافية وحنكة فليس كل مسؤول قيادي إنما كل قيادي مسؤول وفعلاً وقت التحديات الصعبة والظروف العالية الموج تكشف المعادن الوطنية ففي منعطفاتنا الأمنية الصعبة كنا نقول رجال الأمن هم الخط الأول في الدفاع وفي الأزمات الخارجية المحيطة بنا كحرب الخليج على سبيل المثال كنا نقول قواتنا الدفاعية هم خط الدفاع الأول واليوم أطباؤنا وطواقمنا الطبية هم الخط الأول في حفظ البحرين وشعبها عالمياً وليس محلياً والبحرين بأكملها فريق وطني واحد وشعبها جميعها جنود الأزمات والمواقف ولطالما أثبتت الأزمات والمواقف الصعبة أن البطولات والتضحيات ليست حكراً على مجال معين أو مهنة بل كلاً حسب موقعه ومجاله، الوطن ينتظر عطاءه وتضحيته وإخلاصه.

هناك من ذكر لنا أنه يرغب في التطوع لكن لظروف تمنعه من التواجد الميداني أو ارتباطه العائلي لا يستطيع التواجد للعمل مع الآخرين «كفئات ربات المنازل والحوامل والمرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يباشرون رعاية مرضى داخل منازلهم» ما نود قوله إن كل مواطن ومقيم بإمكانه التطوع حتى وهو داخل منزله وباستطاعته وهو أقل القليل أن يتعاون مع الجهات بالدولة في توعية الناس وعدم إثارة الخوف والهلع بينهم من خلال رصد الشائعات والأخبار المسيئة وتفنيدها أقله على الوتس آب أو مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز الإيجابية والتوعوية والالتزام بكافة التعليمات التي تصدرها الدولة وعدم مخالفتها والثقة بجهاتنا المعنية وعدم الإساءة لأي طرف فإن لم تكن يداً للبناء لا تكن معولاً للهدم والإساءة فالتحلي بروح المسؤولية الوطنية واجب شرعي في ديننا الحنيف قبل أن يكون واجباً وطنياً وفردياً وإعادة نشر الشائعات أو تهويل الأحداث ليست من التصرفات الحضارية وضد شيمنا وشعبنا البحريني شعب راقٍ ومتحضر ولطالما تفاخرنا أمام دول العالم بطيبتنا وسنعنا.

علينا أن نفخر وقد أثبتنا ونحن نتابع خبر منصة ستاتيستا العالمية وهي بوابة إلكترونية للإحصائيات العالمية الذي يذكر أن مملكة البحرين جاءت في المرتبة الأولى عالمياً بين سبع دول اتخذت إجراءات احترازية واستباقية للتصدي لفيروس كورونا مما جعلها كسبب رئيس لخفض الدولة لمعدلات الإصابة اليومية الجديدة من ناحية عدد الفحوصات التي أجرتها مقارنة بعدد السكان فالبحرين تفوقت على أغلب دول العالم من ناحية عدد الفحوصات الطبية للوقاية من كورونا فنحن وبشهادة كبار الدول الديمقراطية كبريطانيا على سبيل المثال قصة نجاح عالمية ونموذج مشرف يحتذى به فمدير الصحة العامة البريطانية الأسبق امتدح تجربة مملكة البحرين ودعا إلى الاحتذاء بها وهذا الاعتراف يجعلنا نفخر أكثر أننا بحرينيون وأن لدينا استراتيجيات استباقية تجعلنا قدوة للآخرين فلنحافظ على القيم الوطنية لدينا فهي محل إعجاب العالم بنا.