كثير من النعم نغرق فيها لدرجة تجعل انغماسنا فيها يعمينا عن التأمل والامتنان لها بالطريقة المثلى، أقول هذا الشيء وأنا أتابع برنامج وثائقي خاص بمؤسسة بيل وميلدا غيتس الخيرية حول مساعدة مؤسسته الخيرية لإيجاد حلول للصرف الصحي في بعض الدول الفقيرة في أفريقيا.

حمدت الله مليارات المرات وأنا أشاهد هذا الفيلم الوثائقي، والذي وضح لي وللمشاهدين الوضع المأساوي الذي يعيشه عدد كبير من البشر حول العالم نتيجة عدم وجود مصارف صحية، وكيف يؤثر ذلك على حياتهم وعلى صحتهم العامة. وبت ممتنة جداً لأنني أعيش في بلد يوفر لي خدمة «الصرف الصحي» وأن لدينا محطة للتخلص من الصرف الصحي بطرق سليمة، وبت أكثر حمداً وشكراً لله على الحياة التي نعيشها في مملكة البحرين وعلى هذه الخدمات التي نحظى بها ونعتبرها من بديهيات الحياة اليومية ولا نعي أهمية وجودها وتأثيرها في حياتنا.

والآن وأنا أكتب هذا المقال في زمن فيروس «كورونا»، أشعر بامتنان شديد لنعمة الرعاية الصحية في البحرين، وبت أكثر امتناناً للطواقم الطبية التي تحارب الفيروس وتواجهه يومياً، ولا تخشى أن تدنو منه للقضاء عليه، بينما نهرب نحن لنحمي أنفسنا من الإصابة به.. تلك الطواقم الطبية تقوم في هذا الوقت بعمل جبار من أجل تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمصابين بفيروس كورونا، حيث يقوم أعضاء تلك الطواقم بفحص كل الرحلات عبر مختلف المنافذ، مضحين بصحتهم من أجل الصحة العامة، ويقومون بتقديم الرعاية الصحية للمصابين بالمرض، وأيضاً يقدمون الإشراف والرعاية للأشخاص الموجودين في الفحص الطبي..

قسم يؤدونه مفاده التضحية بأرواحهم من أجل خدمة الإنسانية من خلال تقديم الرعاية الطبية المناسبة، اتضح جلياً خلال هذه الأزمة الصحية التي اجتاحت العالم.

كأم، بت لا أحتضن أبنائي فور عودتي من العمل، كنوع من الإجراءات الاحترازية.. فما بالكم بطبيب أو طبيبة.. ممرض أو ممرضة.. أو أي أحد من العاملين ضمن الكوادر المساعدة لتقديم الرعاية الصحية للمصابين.. كيف لهم احتمال فكرة نقلهم للعدوى لأبنائهم وعوائلهم!! وعلى الرغم من المخاطرة فهم يقومون بعملهم على أكمل وجه، هؤلاء هم جنود هذه المرحلة.. وهم من يستحقون منا كل تقدير واحترام.

* رأيي المتواضع:

يقوم كل فرد منا بدور في خدمة المجتمع، وتتفاوت هذه الخدمات من حيث درجة المخاطر فالعامل في الإطفاء ليس كما العامل في وظيفة إدارية في مكتب مكيف؟؟ والعامل في مكافحة الأوبئة وتقديم الخدمات الصحية في هذه الأوقات ليس كأي موظف عادي، فلكم منا جزيل الشكر والتقدير على ما تقومون به من واجب وطني مميز يستحق أن يسطر بماء الذهب.

نسأل الله أن يحفظكم ويعينكم على أداء مهامكم الإنسانية لنصل بفضل الله وبفضلكم إلى بر الأمان إن شاء الله.