هناك أوقات وأزمان وظروف وأحداث تجبر من خلالها أي ناقد ومراقب للتوقف عن ممارسة مهنته ووظيفته، ويبعد عن قلمه حروف وجمل الاستنكار والتعجب والاستغراب، كما يجب على الناقد أن يتناسى بعض الأحداث أو يغض الطرف عنها أو يركنها مؤقتاً بسبب حدث جلل أو هم عام أو حرب ضروس يقودها الوطن في وقت عصيب تتشنف فيه الآذان لمن يقدم نصيحة أو فكرة ما، لا أن ينتقد خطوة أو قراراً أو حتى تصرفاً من هنا أو هناك.

من المؤسف أن تجد أشخاصاً لا هم لهم سوى البحث عن السلبيات والرمي بالتهم جزافاً ولا تعنيهم الظروف الراهنة والأوضاع الاستثنائية بل لهم أهداف يعملون على تحقيقها ولا يهمهم الوطن ولا يرون إنجازاته بل يمتعضون حين يرون النجاحات التي تتحقق ويعملون على إثارة الشائعات ونشر الأكاذيب.

الوقت الراهن لا يسمح لنا بأن نتفرق أو نلقي باللائمة على بعضنا البعض، بل هو زمن الوحدة والتكاتف والوقوف مع من يقود الوطن إلى بر الأمان، لذا علينا التغاضي أحياناً ومراعاة الاجتهاد وحسن الظن أحياناً أخرى، وهو ندائي لزملائي الإعلاميين أن ما تكتبونه اليوم سيكون بمثابة المراجع بعد انتهاء الأزمة وانقشاع غيومها، ما تكتبونه اليوم يحدد مدى نضجكم ووعيكم أثناء الأزمات.

أقول ما قلت والسبب أن هناك من يدس عبر كلماته السم في الجمل والعبارات، ويزرع بذور الفرقة من خلال كتاباته الرعناء وخطه المستمر الذي لا يملك تغييره، فلا وقت للوم ولا مجال للاختلاف، ولا مكان بيننا لمن يشق الصف، فمن يتهم من كان خارج الوطن أقول له احتفظ باتهاماتك لنفسك، ومن ينتقد قراراً ما نقول له اصمت، فسكوتك من ذهب.

حتى بعض التوافه من مشاهير التواصل الاجتماعي أقول لهم دعوا الوطن يعمل فهذا ليس بوقت أمثالكم ولا بوقت سماع تفاهاتكم، فالكلمة اليوم للعقل والعقلاء، والدور اليوم للعلم والعلماء، أما أنتم فعودوا إلى حظائركم واستكنوا.

ومع توافه السوشل ميديا لنا وقفة، فالبعض منهم لا يقل انحطاطاً عن أعداء الوطن ولا يعون حجم الأحداث والبعض الآخر يحاول التكسب من الموقف، ومنهم من يطلق النكات والسخرية وحدث ولا حرج عن الباقي.

باختصار إنه ليس بوقت الانتقاد، وليس بوقت التافهين من مشاهير السوشل ميديا، إنه وقت التكاتف والتلاحم واحترام وتنفيذ قرارات الدولة وتقديم الشكر لكل من يعمل بإخلاص في هذا الوقت العصيب.