«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم».

الأوضاع الاستثنائية الراهنة التي يمر بها العالم أجمع من جراء جائحة فيروس «كورونا» - أجارنا الله وإياكم مخاطره ـ والتي أدت إلى توقف عجلة العديد من الأنشطة، والفعاليات حول العالم ومن بينها النشاط الرياضي، وما ترتب على ذلك من خسائر مادية كبيرة جداً في سبيل الحفاظ على صحة البشر التي لا تضاهيها أي قيمة مالية، هذه الأوضاع لابد وأنها ستجبر العالم على تغيير الكثير من المفاهيم والقيم والإجراءات الاحترازية تحسباً للمستقبل..

مملكة البحرين – يحفظها الله من كل مكروه – كانت في طليعة دول العالم في أخذ الإجراءات الاحترازية لمحاصرة انتشار هذا الوباء الخطير ومن بين هذه الإجراءات، وقف وتعليق جميع الأنشطة الرياضية والمسابقات المحلية الرسمية إلى حين يرفع الله عز وجل هذه الغمة وتعود الحياة إلى طبيعتها..

مع صدور بيانات تعليق المسابقات الرياضية المحلية الرسمية برزت عدة تساؤلات واستفسارات عن مصير التزامات الاتحادات والأندية الوطنية المالية واللوجستية تجاه الإداريين والمدربين والمعالجين واللاعبين أصحاب العقود الاحترافية الوطنيين منهم وغير الوطنيين وكيفية معاملتهم من حيث الرواتب الشهرية وفترة الإقامة والإعاشة في ظل تعليق رحلات الطيران حتى إشعار آخر..

هنا تبرز أهمية الاستشاريين القانونيين الذين نفتقدهم في جل اتحاداتنا وأنديتنا، وإن كان هناك قلة نادرة منهم من يتعامل مع مكاتب استشارية قانونية، وذلك بسبب شح الموارد المالية وبالذات لدى الأندية الوطنية، ولذلك أرى من الضروري أن تسارع اتحاداتنا وأنديتنا إلى تشكيل وتفعيل اللجان القانونية كلجان أساسية لا تقل أهمية عن اللجان الرياضية الأخرى سواء من خلال الاستفادة من منتسبي الأندية المتطوعين من حاملي المؤهلات الحقوقية – وهم متوفرون ولله الحمد – في أكثر من نادٍ وهذه فرصة متاحة لتقديم خدماتهم لأنديتهم، أو بالتعاقد مع مكاتب استشارية متخصصة في حال سمحت ظروف النادي المادية

بذلك..

المهم أن تتمكن أنديتنا واتحاداتنا من التغلب على كافة الإشكالات القانونية مع الأطراف والجهات التي تتعامل معها سواء كانوا أفراداً كالإداريين والمدربين والمعالجين واللاعبين أو كمؤسسات كالموردين والمستثمرين وغيرهم ممن سبق أن ساد بينهم وبين الأندية خلافات أغلبها مادية تطورت ووصلت إلى ساحة القضاء والبعض منها ما يزال يدور في أروقة المحاكم!

نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يزيح عنا وعن العالم أجمع الوباء والبلاء وأن يحفظ البحرين من كل سوء إنه سميع مجيب الدعاء.