ها قد مر عام منذ تدشين الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة.. هذه الخطة التي كانت تهدف إلى الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لأبناء البحرين وتجسيد روح الأخوة لتعكس أروع صور التكاتف بين أبناء الوطن الواحد. والعمل بروح وطنية من أجل تنمية الجهود الوطنية من أجل المحافظة على أمن الوطن واستقراره. وذلك من خلال تعزيز شعور المواطن بالانتماء وجعله سلوكاً إيجابياً ومسؤولاً يساعد على تماسك الجبهة الداخلية بين جميع أطياف المجتمع بالإضافة إلى ترسيخ قيم الولاء والانتماء والتسامح والاعتدال والالتزام بالوحدة الوطنية.

لطالما تساءلت ما هي مؤشرات قياس المواطنة؟؟ كيف أحكم على من حولي وأقول بأن هذا الشخص يتمتع بقيم المواطنة بنسبة أكبر من الآخر.

كنت أؤمن إيماناً مطلقاً بأن «المواطنة أفعال» كما اختصرها حضرة صاحب الجلالة ملكينا المفدى المعظم حفظه الله، فكلما كانت أفعالك تجاه وطنك إيجابية وتسعى من خلال ما تقوم به إلى رفعة ونماء هذا الوطن فإنك تتحلى بقيم المواطنة الحقة.

وأعتقد بأن القائمين على الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني قد نجحوا بما قاموا به، وحان لهم قطف أول ثمار نجاح الخطة، فمن يرى العدد الهائل للمتطوعين على منصة التطوع لمكافحة فيروس كورونا سيأخذه كمؤشر قياس على أن المواطن البحريني يتمتع بأعلى معايير قيم المواطنة.

* رأيي المتواضع:

وصل عدد المتطوعين لمكافحة فيروس كورونا إلى ما يفوق 30 ألف متطوع، هؤلاء يرغبون بأن يقفوا مع وطنهم ويقوموا بأي مهام تسند لهم من أجل البحرين.

نرى جميع البحرينيين استنفروا وشمروا عن سواعدهم من أجل أن يساعدوا الوطن في حملته الوطنية للتصدي لفيروس كورونا.

يصلني عدد كبير من الرسائل بشكل شبه يومي من عدد من الشباب، يسألون بحماس متى سيتم التواصل معهم لكي يلبوا نداء الوطن ويقوموا بدورهم لمساعدة فريق البحرين في مهامه، حماس جعل بعضهم يقوم شخصياً بمهمة تعقيم أسطح المحلات التجارية والبيوت، حماس ووطنية لمسها الجميع في هذه الأزمة. فالكل يريد أن يرد الجميل لـ«بحريننا».

في رأيي المتواضع أن ما يحدث الآن من التحام وطني لمواجهة فيروس كورونا هو مؤشر قياس فعلي وكمي لما يتمتع به البحرينيون من قيم وطنية، وهو مؤشر لنجاح الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة.