المطامع الاقتصادية والهيمنة على الأسواق العالمية جعلت بعض الدول الكبرى غير مكترثة لاسيما مع بداية انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) ظناً منها أنها حالات بسيطة وتنتهي، ولم تأخذ الأمر على محمل الجد وهذا ما حدث.

الصين على سبيل المثال لم تنصت ولم تبادر بالاهتمام للتحذيرات المبكرة التي أعلن عنها الطبيب الصيني «لي وين ليانج» عن اكتشاف فيروس كورونا(كوفيد19) لبعض الحالات التي وردته تحديداً في مدينة ووهان، ربما لو أخذت الجهات المعنية في الصين الموضوع بجدية تامة لما انتشر الفيروس في كل دول العالم ولما تحملت مسؤولية هذه الأعداد الخيالية المصابة ومنها من لاقت حتفها بأعداد مخيفة وبصورة يومية.

الطبيب الصيني «لي وين ليانج» كتب عن الفيروس في مدونته ودعا زملاءه والناس لأخذ الحيطة والحذر والتدابير من انتشاره، إلا أن الشرطة الصينة هددته ليصمت فصمت.

هي واحدة من اثنتين: ربما كان من واجب الطبيب أن يمهد عن المرض بصورة قانونية قبل نشر الخبر المفزع في مدونته، أو أن يشارك الطبيب قلقه من الحالات التي اكتشفها مع المسؤولين في الصين ولكن لم يجد من يصغي له ففضل مدونته لينبه الناس، ولكن في كلتا الحالتين وجب على الجهات المعنية في الصين أن تتحقق من الأمر وأن تضع الملف على طاولة التباحث والتيقن مع الطبيب مكتشف الفيروس وما توصل إليه جراء الحالات المتزايدة من الإصابة بدلاً من اعتقاله أو إجباره على السكوت أو التكتم عن الموضوع. للأسف لم يتم اتخاذ الأمر بجدية فكانت المصيبة والفاجعة في الأعداد المصابة في كل الدول و«المتكتم» عن الفيروس في الصين هو من يتحمل هذه المسؤولية، فالتعتيم وعدم التحقق بما أثاره الطبيب الصيني هي جريمة وهذا يدعو للتساؤل، باعتبار أن الصين من الدول المتقدمة والمتطورة ولديها خيرة الأطباء، أما كان عليها الوثوق بأطبائها وبالجامعات التي تخرجوا منها وأقل تقدير «كشف الحقيقة» بدلاً من التعنت إلى حل سريع في التوقيف والاستجواب بسبب نشر أخبار كاذبة عبر الإنترنت كما ادعت السلطات الصينية.

ما حدث بعد التكتم كارثة عالمية ولمكتشف المرض الذي أصيب بفيروس كورونا (كوفيد19) والذي أدى إلى وفاته، «مسكين» هذا الطبيب لم تعترف دولته بقدر اكتشافه ثم دفع حياته ثمناً من أجل ما آمن به لخدمة الناس ورسالته الصادقة من أجل الإنسانية، فقد واجه اعتراض ومحاسبة بدلاً من محاسبة من تكتم على الأمر وجعل الشعوب تعاني من هذا التكتم والتعسف، فما كانت تخشاه بعض الدول الكبرى حدث، تأثر اقتصادهم وتكدست الحالات المرضية وتزعزعت الثقة بهم كل ذلك سببه عدم مبالاة دول لطالما تنادت بحقوق الإنسان، عجبي.

* كلمة من القلب:

كل الشكر والتقدير للكوادر الطبية في مملكة البحرين على حسهم الوطني من أجلنا جميعاً من مواطنين ومقيمين والقادمين من دول أخرى «ترانزيت» ولرعايتهم للجميع للحد من انتشار هذا الوباء في المملكة، عمل جبار يقومون به ليل نهار لهم منا كل الشكر والتقدير حفظهم الله وبارك الله في جهودهم وجعل ذلك في ميزان حسناتهم فهم السور المنيع والحصن الذي نثق به أينما نكون.