نعم فهذا المليك الذي وضع شعبه في قلبه وبين جفنيه ولم يدع بادرة إنسانية إلا وتبناها ووجه أبناءه لمتابعتها وكانوا رهن إشارته وعلى قدر المسؤولية المتوخاة منهم، تؤكد أننا جميعاً نقف صفاً واحداً تحت راية بوسلمان.

فخلال أربعة أيام تحقق ما كنا نتمناه بتوجيه نداء للالتفات والنظر (للضعوف) من الأسر البحرينية التي توقف دخلها نتيجة الإجراءات، والأسر التي كانت تعيش على المعونات نتيجة لعدم وجود عائل بينها في مقال «عدم وجود محتاج بيننا وراسنا يشم (الهوا)» فهؤلاء بحاجة لدعم مادي (عيني أو كاش) لتلبية احتياجاتهم المعيشية اليومية في الظرف الراهن من غذاء ودواء، إذ أصدر جلالته أمراً ملكياً للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتبني هذه المبادرة.

إذ إن حزمة المبادرات الممتازة التي رصدت لها المبالغ كانت لفئات أخرى، سواء التي أعلن عنها وزير المالية لدفع رواتب القطاع الخاص ودعم المشاريع بإيقاف قروضها ودفع فاتورة الكهرباء وغيره، أو الحملة التي أطلقها المجلس الأعلى للمرأة لتقديم الخدمات اللوجستية لمساعدة المرأة للعمل عن بعد لاستمرار دخلها، مبادرات ممتازة ولكنها لا تغطي احتياجات هذه الفئة المادية والعينية وتخص قوت يومها ودواءها وبشكل فوري، وهي أسر غير مسجلة في التأمينات الاجتماعية وليس لها راتب ثابت كانت تعيش على ما تقدمه من خدمات (بيع منتجات وضيافة ومواصلات إلخ..).

وكان الملبي للنداء كما هو دوماً جلالة الملك حفظه الله تعالى ورعاه، وكلف سليله راعي الفزعات الشيخ ناصر بن حمد رئيس المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية لأداء هذه المهمة الإنسانية وبناءً على هذه المكرمة الكريمة وبتوجيه من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فإن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ستقوم بالتنسيق مع الفريق الوطني لمكافحة فيروس كورونا ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية لإيصال المواد الأساسية للأسر المحتاجة المسجلة لدى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية المتضررة من فايروس كورونا في مختلف مناطق المملكة من خلال 500 متطوع ضمن فريق التطوع بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.

والله هذا هو العشم فيكم وهذا ما نتوقعه منكم ونحن على ثقة بأن تلك المهمة ستتم على أكمل وجه خاصة ومن يتصدر لها معروف عنه الإنجاز.

لذلك نرجو التواصل مع المؤسسة الملكية للإبلاغ عن أي أسرة غير مسجلة في المؤسستين (الملكية ووزارة الشؤون) وعاجزة عن الحصول على المؤنة أو ما يعينها على تلبية احتياجاتها الأساسية، حتى لا ننسى أحداً.

وبدورنا ندعو تجارنا الأفاضل والمؤسسات الوطنية للمساهمة في دعم هذه المبادرة بما تجود به أنفسهم الكريمة وبما يمليه عليهم حسهم الإنساني والوطني، كما نرجو أن تساهم شركات الاتصال ووزارة الإعلام بدعم هذه المباردة لجمع التبرعات وجعلها مشاركة شعبية، والباب مفتوح لصندوق الزكاة ولجامعي الخمس وللصناديق والجمعيات الخيرية.

دعونا نرَ وجه البحرين الجميل من خلال هذه اللحمة الوطنية ومن خلال وقوفنا سوياً لندشن مبادرة #كلنا_معاكم دعماً لهذه الأسر المتعففة.

وحفظ الله البحرين من كل سوء.