الصحافة وما يكتبه كتاب الرأي جزء أصيل من فريق البحرين المتشعب بأفرعه، والعامل بجد لأجل مجابهة تفشي فيروس كورونا. وعليه فإن الإيجابي دائماً هو ما نلقاه من ردود فعل من قبل الحكومة الموقرة، من خلال التفاعل مع ما يثار لإيصال نبض الشارع، وكشف الأمور التي تحتاج إلى تحركات جادة لمعالجتها.

أثرنا مسألة عودة البحرينيين من الخارج وكيف أن البحرين تقوم بجهود جبارة لضمان سلامة كل بحريني، هو في مقام أول مواطن غالٍ عليها، وأثرنا مسألة غلاء الأسعار، وهي من الأمور التي ظهرت بقوة بعد قرار إغلاق المحلات والمطاعم والمجمعات لمنع التجمعات فيها.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله، وكعادته في متابعته الدائمة لكافة الأمور صرح بالأمس بما يثلج صدور الجميع، خاصة العوائل التي تنتظر عودة أبنائها من الخارج، فقال الأمير خليفة: «لا يرضي الحكومة أبداً أن يواجه أبناؤها أية ظروف صعبة أو مخاطر، وعين الحكومة تسهر على راحة وسلامة كل مواطن أينما حل، ولن يهدأ لنا بال حتى إجلاء آخر مواطن بحريني في الخارج وعودته إلى أحضان وطنه وأسرته سالماً معافى».

وشهدنا بالأمس امتداداً لتحركات الحكومة وفريق البحرين في هذا الجانب، من خلال لقاء وفد الحكومة بوفد من السلطة التشريعية، حيث تم الإعلان عن خطة الإجلاء، وأن 18 طائرة سيتم تسييرها لعودة البحرينيين الراغبين في العودة.

هذا الملف نعرف تفاصيله تماماً في البحرين، نعرف كيف أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق عودة مواطنيها وضمان سلامتهم وسلامة الأطقم العاملة على هذا الأمر، وضمان الاستعدادية والجاهزية لاحتوائهم، وهي مسألة تتميز فيها جهود البحرين من خلال التعامل مع التداعيات المختلفة لملف تفشي الفيروس، بحيث يكون تعاملاً مسؤولاً يحفظ سلامة المجتمع وأهله.

في مقابل ذلك، من سيتأثر بما ينعق به كارهو الوطن فهو يضيع وقته، فهؤلاء التاريخ وثق عليهم مساعي مستميتة لاستهداف البحرين ونظامها، ولضرب وحدة أهلها، ويعلم كثيرون من وراءهم وما هي أجنداتهم ومن «يصرف» عليهم وعلى معيشتهم في الخارج.

في ملف الغذاء، وما تم الإشارة إليه من رفع للأسعار، فقد وجه الأمير خليفة بتكثيف حملات التفتيش والرقابة ومحاربة الاحتكار، وإلى زيادة المخزون الغذائي واستقرار الأسعار، بما لا يضر الناس، ويوفر لهم الأمن الغذائي.

فالشكر بالتالي موصول لحكومة رئيسها يتابع أمورها بحرص، ويتتبع رؤى الناس وآهاتهم ويسعى لحلها، فلا أغلى من المواطن البحريني عند حكومته، والتاريخ يشهد، ويكفي القول بأن البحرين ضمنت لشعبها الأمن والاستقرار، هذا العامل الذي رأينا تداعياته الخطيرة حينما ضاع من بلدان عديدة.

هذه الجهود المباركة تسير بخطى واثقة، ووصلنا لمرحلة متقدمة جداً من التعامل الواعي الجاد مع ظاهرة الفيروس الوبائي هذا، فجهود فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد منذ أسابيع أوصلتنا لمرحلة نقف فيها على أرضية صلبة، قوامها الثقة بإجراءات الحكومة، وما تقوم به من تدابير، وما تمضي فيه من جهود في إطار التصدي للمرض وحماية الناس، والقيام بمعالجتهم.

نجحت حكومة البحرين في إبراز «الوعي المتقدم» الموجود لدى الشعب البحريني، وهذا ملاحظ تماماً من خلال الممارسات التي يتمثل بها غالبية أفراد المجتمع، وكيف أننا لا نحتاج اليوم لحملات تركز على دعوة الناس للبقاء في المنزل، بقدر ما نحتاج لإبراز الممارسات الجميلة التي يشهدها من مجتمعنا، من التزام وانتظام، من احترام للقوانين، وتطبيق للإرشادات، ولا ينتقص من ذلك أية إخلالات ضئيلة الحجم من عناصر قليلة مازالت لم تستوعب خطورة الوضع.

المجتمع البحريني «واع» ولله الحمد، وجهود الحكومة تكشف عن حجم تحملها المسؤولية بشكل يفرض الاحترام والتقدير والشكر والامتنان لصاحبي السمو الأمير خليفة بن سلمان والأمير سلمان بن حمد، وكل من يعمل تحتهما وينفذ خطوات خطتنا الوطنية لمواجهة هذا الخطر.

نفخر بالبحرين بلادنا، وندعو المجتمع بشكل دائم ليكون الرقم الصعب في معادلة مواجهة أي خطر يحيق بأرضنا الغالية، من خلال إيجابيته في التعامل مع إجراءات الحكومة، ومن خلال الالتصاق أكثر ببلاده، ففي وقت الأزمات يظهر بجلاء «معدن الوطنيين المخلصين».

دعواتنا للمولى عز وجل بأن يحفظ البحرين، ويجنبها شرّ الكارهين وكيدهم.