بقلم - جاستين سيبيريل:

لقد عمل الأمريكيون والبحرينيون معًا لمكافحة الأوبئة منذ أكثر من 100 عام، حيث كان أحد أول الأنشطة التي عمل عليها الأطباء والممرضات، لما أصبح لاحقاً مستشفى الإرسالية الأمريكية الذي تأسس في بداية القرن العشرين، هو تقديم الرعاية الطبية لمواجهة تفشي الكوليرا والجدري والديسنطاريا. ثم تعززت الثقة والتعاون بين البحرينيين والأمريكيين أكثر في السنوات اللاحقة، وهو ما سيساعدنا على تخطي التحديات الحالية لـ (كوفيد 19) معًا.

اليوم، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تهديدًا غير مسبوق للصحة الوطنية في البلاد، فإننا لسنا أقل التزاماً ببناء قدرة صحية عالمية لمكافحة (كوفيد 19) وغيرها من الأوبئة. إننا ننسق بشكل وثيق مع الحكومة البحرينية، وخاصة الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) تحت إشراف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ووزارة الصحة، وكذلك القطاع الخاص وعموم المواطنين. ويُقدر الأمريكيون في البحرين عالياً الاستجابة الحاسمة والاستباقية التي واجهت بها قيادة البحرين التحدي الحالي سواء كان ذلك في النسبة العالية لإجراء اختبار (كوفيد 19)، أوإنشاء مرافق الرعاية للحالات الحرجة، أو الإجراءات المبكرة بشأن التباعد الاجتماعي. لذا فقد حصلت البحرين على إشادة عالمية من قبل منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات تستحقها بجدارة على سرعة استجابتها. لقد كانت رغبة المواطنين البحرينيين في الإلتقاء معا للمساعدة مثيرة للإعجاب بحق، خاصة الثلاثين ألف بحريني الذين تطوعوا في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد 19) التي أطلقها الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19).



كذلك تقوم الشركات والمنظمات الأمريكية في البحرين بدورها، حيث قامت شركة ويست بوينت هوم، وهي شركة تصنيع منسوجات مقرها الولايات المتحدة ولها مصنع في المنطقة الصناعية في البحرين، بتحويل قسم كبير من أرضية المصنع لإنتاج أقنعة للوجه استجابة للنقص العالمي في هذه المواد الهامة. كما أن آلاف الأقنعة يتم التبرع بها لوزارة الصحة. كما قام مطعم بيغ تاكسس الأمريكي في البحرين بالتبرع بالطعام لدعم العمال و الأفراد الآخرين ممن ليس لديهم مطابخ.

وفي غضون ذلك، تُواصل الولايات المتحدة دورها القيادي في الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد 19. منذ عام 2009، استثمرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي ذراع الحكومة الأمريكية للمساعدات الأجنبية، أكثر من مليار دولار للمساعدة في منع واكتشاف والاستجابة للتهديدات الصحية المستوطنة والناشئة مثل (كوفيد 19)، بما في ذلك فيروس نقص المناعة "الإيدز" ومرض السل وغيرها من الأمراض. وقد عزز هذا التمويل قدرات الاستجابة الصحية العامة في بعض من أفقر مناطق العالم.

وبمجرد معرفة الولايات المتحدة عن انتشار الفيروس في الصين بداية يناير، قدمنا مساعدتنا فورا. ومنذ ذلك الحين، قدم الشعب الأمريكي بالفعل 17.8 طنًا من إمدادات الإغاثة المتبرع بها لمقاطعة هوبي في الصين. ويأتي هذا التمويل الحكومي الأمريكي إضافة إلى مئات الملايين من الدولارات التي التزمت بها المنظمات الأمريكية الخاصة والخيرية لوقف انتشار (كوفيد 19).

إن التنسيق والتعاون الثنائي القوي مثل ذلك الذي نتمتع به مع البحرين لهو أمر محوري في مكافحة هذا الفيروس. يعمل المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، والمعهد الوطني للصحة ومنظمات أمريكية أخرى من القطاعين العام والخاص مع منظمة الصحة العالمية، من بين منظمات أخرى، لتوفير إرشادات مُحدثة للبلدان حول العالم، بما في ذلك البحرين، حول أحدث خيارات التشخيص للاستجابة لوباء (كوفيد 19).

كما يعمل علماءنا مع نظرائهم في العالم لدفع العمل على اللقاحات خلال المراحل الأولى من التطوير بسرعة قياسية. ومن أجل تسريع هذه العملية، تدعو الولايات المتحدة الباحثين في جميع أنحاء العالم لاستخدام أجهزة الكمبيوتر الفائقة الدقة التي لدينا، وهي الأقوى في العالم، بموجب اتحاد الحوسبة عالية الأداء لفيروس (كوفيد 19) مما سيساعدهم على فهم الفيروس بشكل أسرع ويُسرع التشخيص والعلاج بشكل أفضل.

لقد عمل الأمريكيون والبحرينيون معًا لأكثر من 120 عامًا للتغلب على مجموعة واسعة من التحديات، بما في ذلك الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا والجدري. معاً، سننتصرعلى تلك الأمراض مرة أخرى.

* سفير الولايات المتحدة لدى مملكة البحرين