الثلاثاء الماضي عقد رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الدكتور سنابرق زاهدی، مؤتمراً صحفياً عبر الانترنت استعرض خلاله أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في إيران من خلال استراتيجية نظام الملالي في التضليل وإخفاء الحقائق عن الشعب الإيراني والعالم.

زاهدي تحدث طويلاً وأجاب عن كل أسئلة الصحفيين الذين شاركوا في المؤتمر، واهتم بالتركيز على نقطتين، الأولى هي أن ادعاء النظام الإيراني بأن العقوبات هي المانع والعائق لفشله في مواجهة كرونا ومعالجته ادعاء غير صحيح، فالأموال الموجودة في المؤسسات التابعة لولي الفقيه - والتي وصفها بالهائلة - تكفي عشر مرات لتغطية حاجات الشعب لمواجهة الفيروس. والثانية هي أن النظام الإيراني يعتمد استراتيجية التضليل وإخفاء الحقائق في مواجهة كورونا بل يفرض هذه الاستراتيجية على بعض الدول الأخرى أيضاً.

زاهدي قال ساخراً إن الشعوب تتحد مع حكوماتها في مواجهة وباء كورونا لكن الملالي توحدوا مع الفيروس ضد الشعب الإيراني وأنهم يبحثون عبر ذلك عن فرصة للبقاء في الحكم، وأنه لا يهمهم أبناء الشعب وموتهم أو حياتهم. وزاد بأن «مشكلة الشعب الإيراني ليست في العقوبات وإنما في وجود نظام غارق في فساد منظم ونهب وسرقات»؛ لهذا عمد منذ بدء انتشار الفيروس إلى إخفاء الحقائق قبل أن يتبين له بأنه دون القدرة على السيطرة عليه والاستمرار في هذا النهج، لافتاً إلى أن التعتيم الذي لجأ إليه النظام عند تبينه أمر الفيروس أدى إلى تفشي المرض في العديد من المحافظات الإيرانية، وإلى تحول إيران إلى مركز لانتقال الوباء في الدول المجاورة، والمثير هو أن زعماء النظام لا يزالون ينفون هذا الأمر ويدعون بأنهم لا يخفون شيئاً عن الشعب وأنهم يعتمدون الشفافية.

سنابرق لفت أيضاً إلى أن النظام الإيراني استمر في علاقاته التجارية والاقتصادية مع الصين بعد تفشي الفيروس هناك، وأن شركة ماهان واصلت رحلاتها الجوية من وإلى الصين، حيث نقلت بضائع صينية ومعها فيروس كورونا إلى إيران، ومن إيران إلى الدول الأخرى مثل سوريا ولبنان. كما لفت إلى أن منظمة «مجاهدي خلق» قررت منذ اليوم الأول استقصاء الحقائق في هذا المجال واعتمدت في ذلك على التقارير الميدانية وشهود العيان والمسؤولين في الساحة. وظلت تعلن بشكل يومي الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس والمتوفين بسببه وهي تجزم بأن المتوفين حتى يوم واحد قبل هذا المؤتمر الصحفي وصلوا إلى 14200 مواطن إيراني. بل إنه توجد تقارير وإحصاءات وتحليلات علمية تفيد بأن العدد الحقيقي أكبر لكن المنظمة لم تعتمدها. وقال أيضاً إن النظام لم يتحدث عن أعداد المصابين والمتوفين إلا بعد أن وقع تحت الضغوط ولم يجد مفراً من التحدث في هذا الخصوص، لكنه صار يوفر أرقاماً لا تتطابق مع الواقع ولا يمكن لعاقل أن يصدقها، و«حتى اليوم يواصل روحاني استراتيجيته فيقول بأن الأمور تحت السيطرة وأن النظام تجاوز المرحلة الصعبة.. يقول ذلك غصباً عن آراء جميع الأطباء والمختصين وحتى المسؤولين في حكومته الذين يؤكدون ويحذرون من أن الحالة لا تزال مرشحة للتصعيد وأن الخطر لم يزل».

تفسير زاهدي لاعتماد النظام الإيراني استراتيجية التستر على المعلومات وإخفائها هو أنه «يشعر بتهديد جاد لكيانه ويعرف أن الغضب المشحون في أعماق الشعب ينذر بالانفجار، حيث يقول السياسيون والمحللون بأنه سيفوق ما جرى في شهر نوفمبر الماضي»، مؤكداً أن الانفجار الشعبي قادم لا محالة وأن النظام مشغول بالتفكير في كيفية وأد الغضبة الشعبية بدل التفكير في طريقة لوقف انتشار فيروس كورونا.

قد لا يخلو كلام زاهدي كونه معارضة من بعض المبالغات لكن ليس من عارف بعقلية النظام الإيراني إلا ويأخذ بأكثره.