ليل السبت الماضي، تلقيت اتصالاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وكان على الطرف الآخر صديق وأخ عزيز من سلطنة عمان الشقيقة، هو هناك في مهمة رسمية، وكان سبب الاتصال حينما علم بوفاة المغفور له خالي، فاتصل عبر المحيط ليقدم واجب العزاء.

ومما دار من حديث، كان سؤالي عن وضع الإخوة العمانيين في الولايات المتحدة والجهود التي تبذل للحفاظ على سلامتهم وإعادتهم لوطنهم، ومن جانبه كان صديقي وأخي العماني العزيز يسألني عن البحرين في ظل أزمة كورونا، داعياً لنا بالسلامة والأمان، فالبحرين بالنسبة إليه وطن آخر، والبحرينيون بالنسبة إليه أشقاء لهم في قلبه مكانة أثيرة.

قال لي بعد ذلك: أخي العزيز فيصل، كلنا إعجاب بما تقوم به البحرين من جهود لمكافحة هذا الفيروس، بلادكم كانت سباقة جداً في الحصول على إشادات دولية وبالأخص من منظمة الصحة العالمية بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية التي طبقتها بشكل مبكر جداً، وما يقوم به ولي عهد البحرين أمر كبير جداً، فجهوده يتحدث عنها الكثيرون في الخليج والعالم، كنموذج مشرف يحتذى به.

أجبته بأن الأمور بالفعل طيبة في البحرين، فالأرقام ونسب الإصابات قليلة، ونسب الشفاء كبيرة، والسبب المعالجات التي تمت، والإجراءات التي طبقت، في مختلف الجوانب سواء الطبية والصحية، أو الوقائية لحماية المجتمع، والحمدلله هذا تحقق بفضل الجهود المخلصة لـ «فريق البحرين».

سألني: فريق البحرين؟! سمعت كثيراً هذا التوصيف، وقرأت أخباركم، وتابعت وسائل التواصل الاجتماعي وما ينشره إخواني البحرينيون، لكن أريدك أن تشرح لي سبب ظهور هذه التسمية «فريق البحرين»؟!

أجبته: قبل شهور، وفي ظل العمل الدؤوب الذي يقوم به سمو ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد حفظه الله لخدمة الوطن والمواطنين، وفي ظل رؤيته التي ترتكز على عمل المنظومات الجماعية، وتمكين الكوادر المؤهلة والقادرة، نشر صورة مع فريقه العامل وهو يرفع سبابتيه بالعلامة الرمزية الإيجابية الشهيرة وقرنها بالقول «إننا جميعنا فريق البحرين»، دلالة على عمل الجميع كل في منظومته وقطاعه لأجل هذا الوطن، وعليه توالت الصور من كل حدب وصوب في البحرين، الكل التصق بهذا الشعار، الكل عبر عن فخره وانتمائه وكونه جزءاً من هذا «الفريق الواحد»، وتحول بالتالي لشعار جميل نعتز به.

سألني: جميل جداً، لكن كيف استخدمتموه في مواجهتكم لخطر وباء كورونا؟!

أجبته: لأن هذا الشعار «امتداد» لعمل منظومات متداخلة ومتشعبة، تمثل كلها الحراك العملي لمملكة البحرين، كان هو «أساس» العمل والبذل والعطاء لكل فرد في «منظومة الوطن»، نعم عملنا كـ«فريق واحد»، قاده «عراب» هذا الشعار، والرجل الذي «خلع بشته» و«شمر» عن ساعديه منذ اليوم الأول، وحضر في غرف العمليات لوضع السياسات واتخاذ القرارات وتطبيق الإجراءات، الرجل الذي لم يهدأ، وتحرك في كل اتجاه، وجعل فريقه يعمل، بل وحفز كل شخص ليعمل، تحركت منظومات البلد لتعمل بـ«نفس واحد»، بل وتحرك المواطنون وكأنهم «شخص واحد»، نعم هذا ما قام به الأمير سلمان بن حمد ولي عهد البحرين الذي قلت لي يا صاحبي أنكم تابعتم ماذا فعل، وكيف برزت جهوده في الوقت العصيب.

سأل صديقي وأخي العماني العزيز المولى بأن يديم علينا السلامة، في البحرين وعمان وكل دول الخليج والعالم ويكفينا شر هذا الوباء، وقبل أن يغلق السماعة سألني سؤاله الأخير: هل ما قام به الأمير سلمان له تأثير كبير، ومردود ملموس لديكم كمواطنين، إذ كثير من الدول تقوم بإجراءات لمحاربة هذا المرض، لكن عدم الرضا الشعبي يمكن ملاحظته لأن هذه الدول لم تحكم السيطرة على الأمور، والناس مازالوا يحسون بالخطر؟!

أجبته: لا أحتاج إلى إعطائك إجابة مفصلة يا صديقي، فقط سأرسل لك صورة انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وضعها البحرينيون بطريقة يمكن أن تكشف لك حجم امتنانهم وتقديرهم لجهود الأمير سلمان بن حمد، ولفريق البحرين تحت قيادته، صورة تبين لك كيف أن الرضا يسود لدينا، والاطمئنان يغمرنا بعد جملة الإجراءات والقرارات لحماية الناس، اجتماعياً ومهنياً واقتصادياً، وكيف أن البحرين ممتنة لهذا الرجل الرائع.

أنهيت الاتصال، ودخلت تطبيق «الواتس آب» لأرسل لصاحبي تلك الصورة التي نشرها البحرينيون بكل فخر واعتزاز في حساباتهم، صورة لرسم معبر للأمير سلمان محتضناً خريطة البحرين ويحميها بإخفائها تحت «بشته» وهو ينظر للسماء، وكأنه يدعو الله بأن يحفظ بلادنا وأهلها وكل من يقيم فيها.

شكراً للأمير سلمان بن حمد، أنت وضعتنا جميعنا «في قلبك»، وأنت دائماً «في قلوبنا»، شكراً لك.