نقولها عادة بأن «الحمدلله على نعمة الوطن»، فمن لا وطن له، كمن يعيش بجسد بلا روح. وعليه الدعوة دائماً للمولى عز وجل بأن يحفظ لنا أوطاننا، واليوم في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، لابد وأن نشكر الله على نعمة الوطن، نعمة «البحرين» التي تمضي وتستمر بجناح في «حمايتنا».

دائماً وأبداً أحمد الله على نعمة بلادي، هذا الوطن الذي عرفنا جميعاً قيمته بشكل كبير جداً، حينما كاد أن يختطف، وعندما هدد، بانت قيمته «الأثيرة» لدينا، حينما أحسسنا بأن نعمة «الأمن والأمان» تكادان تختفيان.

المسألة ببساطة على نفس السياق، فمن لا يمتلك الطعام يحس بالجوع، ومن يمتلكه بوفرة لا يدرك بأن الطعام «نعمة»، وكذلك قيسوا على كل شيء، نعم الله كثيرة جداً، في جسدك من خلال الحواس الخمس، وصحتك البدنية ستجد النعم، في عملك، في محيطك، وفي أبنائك ستجد النعم، في ممارساتك وهواياتك وكل شيء ستدرك هذه النعم، ستعرف قيمتها حينما تحس أنها قيدت، أو فقدت، فما بالكم بالوطن، هذا الوطن الذي إن راح فلن يعود لبقية الأشياء قيمة.

نعم أحسسنا بـ «نعمة البحرين» حينما رأينا كيف كادت أن تذهب، كيف سعوا لاختطافها وسرقتها من أهلها، واليوم في المقابل نحس بـ «نعمة البحرين» حينما نلتفت حولنا ونرى دولاً عديدة كانت في يوم ما «تنظر» علينا، وتمارس «الفلسفة المقيتة» بحق دولنا، كيف هي اليوم تعاني وفي أوضاع أشد وطأة مما نحن فيه.

في الإنسانية، والتعايش والبحث عن السلام، لا يوجد مكان للتشفي أو الشماتة، فالدنيا دوارة، وما يحصل لغيرك قد يحصل لك، وإن لم تتعلم من الدروس التي يمر فيها الآخرون بالإضافة إلى الدروس التي مررت فيها، فإنك لست بمأمن، وما يحصل اليوم خير شاهد.

البحرين بلدنا أنعم الله عليها من فضله، وألهم رموزها السداد والصلاح في حمايتها والحفاظ على أهلها ومن يقيم فيها، وما مررنا فيه ومازالنا من مواجهة مع فيروس كورونا (كوفيد19) وأخطاره، يكشف لنا حجم النعمة التي حظينا بها، من خلال قدرة البحرين كدولة وحكومة وفريق وطني يعمل وشعب واع متعاون، من خلال قدرتنا على التعامل مع هذا الوباء العالمي بطريقة قللت من تداعياته، وسيطرت على انتشاره، ومازالت تسعى للخلاص منه، هذه النعمة تتضح عند المقارنة بدول لربما يوماً كنا ننظر لها بانبهار وإعجاب، نظير تقدمها العلمي، وقوتها المالية والعسكرية، اليوم نرى وضعنا ونقول «مليون» الحمدلله على «نعمة البحرين».

نحمد الله أن الأمور بإذن الله تحت السيطرة، وأن المشاعر الإيجابية طاغية في البلد، وأن الجميع يعمل حفاظاً على هذا الوطن، عبر الالتزام واتباع الإجراءات والتوجيهات، بموازة عمل دؤوب مستمر لكل فريق يبذل جهده للحفاظ على الوطن.

في كل صباح احمدوا الله على نعمة هذا الوطن، وأن يحفظه بحفظه ويبعد الشر عنه، وفي كل مساء قبل أن تناموا آمنين مطمئنين، ادعوا بأن نصبح صباح يوم جديد على وطن آمن من فيه، وعزيز من يعيش على أرضه.

حفظ الله البحرين الغالية، حفظها لنا سالمة آمنة مطمئنة.