بالأمس كتبت هنا بأننا يجب أن نحمد الله على «نعمة البحرين»، وأوضحت أن ما يندرج تفصيلاً تحت هذه الدعوة وعنوانها أمور عديدة جداً، أهمها ما تبذله الدولة والحكومة من جهود لديمومة نعم الأمن والأمان والصحة، خاصة في ظل التفشي السريع لهذا الوباء.

واليوم نؤكد على «نعمة» هذا الوطن من خلال جهود وتحركات رموزه، وحرصهم علينا كمواطنين وأيضاً كمقيمين، إذ أمامنا فيروس متطور وإن لم يتم التعامل معه بصرامة وحزم من خلال تطبيق الاحترازات، فإن نسبة التخوف من انتشاره بشكل تصعب معه عملية الاحتواء ستزيد.

ولذلك فإننا شهدنا يوم أمس تحديداً تحركات في اتجاهات عديدة، كلها تصب جهودها في اتجاه التعامل مع هذه الظاهرة، وتحرص في نفس الوقت على حماية الناس، وتأمينهم، والسهر على راحتهم وسلامتهم.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الحكومة حفظه الله أصدر عدة توجيهات هامة يوم أمس، على رأسها ما حرص فيه سموه لرفع معنويات كوادرنا الطبية العاملة، وتقديم التحية والشكر والتقدير لوقفتهم المشرفة، موجهاً لدراسة آلية مناسبة لتقديرهم ومكافأتهم، وهو توجه رائع نشد عليه وندعمه بكل قوة، فهؤلاء الأبطال يقدمون تضحية كبيرة لأجل حماية الوطن والناس فيه.

كما وجه الأمير خليفة بن سلمان وزارة التربية والتعليم للعمل مع المدارس الخاصة لإيجاد حلول مناسبة تراعي التخفيف عن كاهل أولياء الأمور بما يضمن للمدارس الخاصة عدم تأثر جهودها، وإضافة لذلك إيجاد الآلية الملائمة لعدد من الفئات التي تأثرت أعمالهم بسبب الظروف الراهنة، ومن بينهم العاملون في رياض الأطفال ودور الحضانة.

وحتى في جانب الإيجارات وجه سموه وزارة الأشغال لإيقاف تحصيل الإيجارات من المستأجرين للأملاك التابعة للبلديات لمدة ثلاثة أشهر وخاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود وأصحاب المهن الحرة المتضررين.

وفي اتجاه متواز يواصل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، جهوده الكبيرة في قيادة فريق البحرين لمحاربة هذا الوباء، وأصدر قرارات من خلال رئاسته للجنة التنسيقية، تعزز القرارات الاحترازية والوقائية السابقة لحماية الناس، منها استمرار غلق السينمات والمراكز الرياضية والألعاب الترفيهية وبرك السباحة، والمقاهي والصالونات واقتصار المطاعم والمرافق السياحية على الطلبات الخارجية، إضافة لمنع التجمعات التي تزيد عن 5 أشخاص في الأماكن العامة، والالتزام بالبقاء في المنزل، وارتداء الكمامات، وغيرها من إجراءات وقائية شملت القطاع الخاص أيضاً.

كل هذه الجهود، وهذه التحركات، والتي تتم في عديد من الاتجاهات، ما هو هدفها؟! هدفها هو أمن الوطن، والحفاظ على سلامة أهله ومن يقيم على أرضه، هدفها توحيدنا جميعاً ضمن فريق واحد، فريق وطني يعمل كل فرد فيه بإخلاص من موقعه، وهنا لا أحد يجب عليه التقليل من الدور الذي يقوم به، فأنت محسوب على منظومة هذا الوطن، والتي تدار العمليات فيه بحرص رفيع المستوى يمتد من جلالة الملك حفظه الله، مروراً بصاحبي السمو الملكي الأمير خليفة والأمير سلمان حفظهما الله، والحكومة وفرق العمل تحتهما، وصولاً لآخر فرد في المجتمع، إذ كلنا مؤثرون في منظومة هذا الوطن، كلنا نعمل لأجله، ونسمو بسموه، ونأمن بأمنه.

حفظ الله البحرين من كل مكروه.