من الأمور التي تجعل العالم يستمر في حالة عدم الثقة في النظام الإيراني وعدم تصديقه في كل الأحوال وتجعله يسخر منه هو أن مسؤولي النظام لا يترددون عن التصريح بأنهم قد «تمكنوا» من فيروس كورونا (كوفيد 19). يصرحون بذلك رغم الإعلان الرسمي عن أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه يومياً، حيث يتم في كل يوم الإعلان عن إصابة ما يقرب من 3 آلاف إيراني ووفاة نحو 140 شخصاً أو أكثر في كل 24 ساعة.

تناقض غير مفهوم وتوجه مفضوح، لهذا تقل ثقة العالم في النظام الإيراني، ذلك أنه من غير المعقول أن يتمكن النظام من السيطرة على الفيروس بينما يقتل الفيروس ويصيب ذلك العدد من الإيرانيين يومياً.

كمثال على هذه القصة إعلان مستشار خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، عن إنتاج عقار لعلاج المصابين بالفيروس، حيث قال أخيراً «إن عقار «فافوبيرافير» تم إنتاجه في كلية الصيدلة بجامعة الشهيد بهشتي للمرة الأولى في إيران، وقد تم وضعه تحت تصرف مستشفى مسيح دانشوري، مع مراعاة المعايير القانونية، لعلاج مرضى كورونا». حسب وكالة إيرنا الإخبارية. وليس معلوماً بعد ما إذا كان ولايتي قد تعافى من الإصابة بالفيروس بواسطة ذلك العقار أم نتيجة الرعاية الخاصة التي حصل عليها كونه مستشار خامنئي ورئيس مستشفى مسيح دانشوري بطهران.

حسب الأرقام الرسمية فإن عدد المصابين بالفيروس في إيران زاد حتى الآن عن 70 ألف إصابة، وحسبها أيضاً يقترب عدد المتوفين بسببه من 4 آلاف إيراني «المعارضة الإيرانية تتحدث عن أعداد تفوق هذه الأعداد بنحو 10 مرات».

السؤال المنطقي في مثل هذه الحالات هو لماذا لم يتمكن النظام الايراني من وقف تفشي الفيروس ومنعه من إصابة وقتل الإيرانيين يومياً وبتلك الأعداد رغم إنتاجه العقار الذي تفاخر به ولايتي؟! أما الجواب فلا يخرج عن اثنين، إما أن العقار غير نافع ولا قيمة له، أو أن النظام يكذب لأسباب سياسية، كما هو ديدنه.

مثال التناقض غير المفهوم والمفضوح أيضاً أن النظام يطالب الولايات المتحدة برفع العقوبات عن إيران ليتمكن من شراء الأجهزة والأدوية ويطلب من العديد من الدول الضغط والتدخل كي يتحقق هذ الأمر بحجة أنه من غير الممكن إنقاذ الناس في إيران من كورونا من دون ذلك، ولكن مسؤوليه يرددون في كل يوم بأن النظام قادر على السيطرة على الفيروس والخروج من هذه الأزمة من دون الحاجة إلى منة أمريكا ورفعها للعقوبات... فإيران قادرة على فعل كل ما تريد!

يريد العالم والناس في إيران أن يروا تناقصاً في أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين بسببه كي يراجعوا أنفسهم ويصدقوا ما يدعيه هذ النظام ويؤمنوا بأنه قد تم بالفعل التوصل إلى عقار لعلاج هذا المرض أو تمكن النظام من إخراج الإيرانيين من محنتهم من دون الحاجة إلى رفع العقوبات الأمريكية، لكن هذا لا يحدث، ولا يمكن أن يحدث، لسببين، الأول هو أن تصريحات مسؤولي النظام كافة سياسية ولا تعبر عن واقع الأوضاع الصحية في إيران، والثاني هو أنه لا يوجد دليل على أن أعداد المصابين والمتوفين التي يتم الإعلان عنها في كل يوم كلها تخص اليوم السابق للإعلان، وهذا يدفع إلى الاعتقاد بأن الأعداد التي تتحدث عنها المعارضة الإيرانية هي الأقرب للصحة والواقع وبأن النظام لم يقل الحقيقة فور معرفته بتمكن الفيروس من بعض مناطق إيران في يناير الماضي.

إعلان مستشار خامنئي عن التوصل لعقار يعالج من كورونا يناقضه زيادة أعداد المصابين والمتوفين بسبب الفيروس في كل يوم.