كان من النادر أن نرى فريق وليامس بهذا التراجع المخيف في السنوات السابقة، فلو نظرنا إلى عدد النقاط التي جمعها الفريق نهاية موسم 2011 لكان من الطبيعي أن نشعر بأنه في غاية السوء فخمس نقاط طوال الموسم تعتبر مأساوية بحق الفريق الذي لم يحقق هذا التراجع منذ أكثر من 15 عاماً عندما حقق آنذاك بطولة العالم، ولكن الآن اعتمد الفريق على نهج جديد لكي يدخل بقوة لموسم 2012. أسّس فريق وليامس السير فرانك وليامس والمصمم باتريك هيد في عام 1977 وقد استطاعا الخروج بسيارة رائعة هي الـ أف، دبليو صفر 7 عام 1979 عندما حقق الفريق الفوز الأول ذلك الموسم خلال مجريات جائزة بريطانيا الكبرى كما أكّد الفريق عن عزيمته وقدرته على المنافسة عندما أحرز بطولة العالم الأولى له بقيادة الأسترالي آلن جونز في عام 1980. وحقق الفريق البريطاني بطولة العالم الثانية له للسائقين عبر النجم الفنلندي كيكي روزبيرغ عام 1982، وساهمت شراكتهم مع الصانع الياباني هوندا في تحقيق اللقب عامي 1986-1987. وفي الشراكة التي عقدوها مع الرينو منذ عام 1989 ومع كبير المهندسين باتريك هيد الذي كان جنباً إلى جنب مع خبير الانسيابية الهوائية المصمم أدريان نيوي تحول وليامس إلى الفريق الأكثر نجاحاً في تسعينيات القرن الماضي عبر تحقيقه بطولة العالم للصانعين خمس مرات بواسطة أربعة سائقين كانوا قد حققوا بطولة العالم للسائقين مع الفريق وهم نايجل مانسيل، آلان بروست، دايمون هيل، وجاك فيلنوف. بعد رحيل رينو في عام 1998، أخذت وليامس سلسلة جديدة من التحدي عبر قيادتها بمحركات داعمة من المصنع الألماني «بي.أم.دبليو» الذي كان يعطي سيارات سريعة في مطلع الألفية الجديدة، بالرغم من ذلك كان فريق فيراري ومايكل شوماخر يبديان تناغماً وتضامناً كبيرين فيما بينهما أنتج قوة لا يمكن إيقافها وأبرزت نقص وليامس حينها، وفي عام 2005 قررت «بي, ام, دبليو» فض شراكتها مع الفريق البريطاني، وأن تصبح مصنعاً بحد ذاتها. من دون التوصل إلى اتفاق حول محركها الداعم وبدون سائق من عيار الإسباني فرناندو ألونسو أو الفنلندي كيمي رايكونين يظهر لدينا جلياً أن وليامس ستكون بمستوى منخفض. يبدأ فريق ويليامس الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد بشكل مختلف عن السنوات السابقة مع تغييرات شاملة على المستوى التقني وعلى صعيد الكادر الإداري فقد عزم الفريق الدخول لبورصة فرانكفورت، وكسب استثمارات جديدة قادمة من أمريكا اللاتينية وقطر، بالإضافة لتوزع جميع أعماله بعيداً عن دائرة الفورمولا واحد. ونتيجة لذلك تراهن ويليامس عبر تقديمها اثنين من السائقين اللاتينيين وإن كانا عديمي الخبرة إلى حد كبير لكنهما أظهرا مستويات ملفتة للنظر ومشجعة في خلال تجارب هذا العام.