بعد أن تنجلي الأزمة العالمية الحالية بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، سيخلد التاريخ أشخاصأ ودول، حققوا ما لم يحققه الآخرون، وبدؤوا بالمستقبل مبكراً، وحولوا المحنة إلى منحة، واستطاعوا إنجاز المستحيل، ولو قررت أن أقوم بعمل فيلم وثائقي عن نموذج البحرين الأفضل عالمياً في مواجهة الأزمات، بكل تأكيد، سيكون الفيلم كاملاً عن سمو ولي العهد.

فكرت كثيراً، من أين أبدأ، هل أبدأ بنظرة سمو ولي العهد ورؤية البحرين 2030، التي تحققت غالبية أهدافها قبل 10 أعوام من موعدها؟ أم أنطلق من فريق البحرين بقيادة ولي العهد، القادر على تحقيق المعجزات بشهادات دولية؟ أم أبدأ بإنسانية البحرين واحتواءها لكافة المواطنين والمقيمين، وعدم تفرقتها بينهم على أي أساس ديني أو عرقي أو طائفي، بل وحتى المقيمين بشكل مخالف؟

ولو انتقلت إلى مسار الفيلم الوثائقي، فهل سيكون عن استعداد البحرين مبكراً وقبل دخول الفيروس بشهر إلى أرض المملكة؟ أم بالبنية التحتية القادرة على مواجهة كافة التحديات؟ أم باجتماعات اللجنة التنسيقية المتتالية لكبار المسؤولين بالبحرين وعلى رأسهم سمو ولي العهد، والتي تتابع كل صغيرة وكبيرة؟ أم أتحدث عن التوجيهات والقرارات الصارمة التي تم اتخاذها لحماية المواطنين والمقيمين ومنع انتشار الفيروس، والتي مع صرامتها، راعت الحفاظ على الإنسان والبيئة والعادات والتقاليد، ووعي المجتمع، والاقتصاد قدر الإمكان؟

وأثناء الفيلم الوثائقي أيضاً، هل سأذكر أن سمو ولي العهد، كان المتابع الأول لكل صغيرة وكبيرة، واستشعر كل من يعمل بالميدان، أو حتى من التزم منزله، أن سمو ولي العهد وفريق البحرين إلى جانبه؟ أم سأذكر أن المسؤولين حول العالم، أشبعوا الصحافة ووسائل الإعلام بتصريحات «لها أول مالها آخر»، وشهدت بلدانهم عشرات الآلاف من الموتى، في حين انشغل سمو ولي العهد بالإنجاز، وتقديم الغالي والنفيس للبحرين؟

لحظة، أساساً هل سأتحدث عن الإنجاز بتخطي فيروس كورونا من بلد صغير، ضرب أروع الأمثلة للعالم؟ أم سأسرد كيف استطاعت البحرين وسط أزمة كورونا، أن تخرج بلداً أقوى، وأكثر تماسكاً؟ بلد، قاد فيه سمو ولي العهد التطوير، لتخرج المملكة بعد الأزمة العالمية بشكل أفضل، وتنتقل من كون 60% من الخدمات الحكومية إلكترونية، إلى أكثر من 90% منها مؤتمتة خلال فترة وجيزة، ونظام تعليمي إلكتروني الأسرع في المنطقة، وغيرها وغيرها من الإنجازات؟

ولكن، ربما اكتفي بعبارات تلخص كل هذه الإنجازات، بأن سمو ولي العهد، هو ابن جلالة الملك المفدى، الذي آمن بشعبه وقاد التغيير سابقاً، ووثق بكل منهم، وعلى نهجه سار سموه، ووثق بكل شخص في البحرين سواء مواطن أو مقيم، وهم، وثقوا به، وعملوا تطوعاً وحباً جنباً إلى جانب تحت رايته، والتزموا دون تهديد أو وعيد أو حظر تجول، بكافة القوانين والتعليمات الصادرة، وكانوا يد واحدة، تحدت الفيروس، وتحدت حاضرها، وانطلقت إلى المستقبل.

* لمحة أخيرة:

بعد كل ما سردته، وهو جزء لا يتعدى نقطة في بحر ما أنجزته البحرين، بكل تأكيد أن الفيلم الوثائقي سيكون عن سمو ولي العهد، ولكن فلتعذرني شركة الإنتاج، ربما احتاج إلى سلاسل من الأفلام الوثائقية، لعلي استطيع أن أذكر إنجازات قائد ملهم، أحب شعبه فأحبوه، وتقدم بهم إلى المستقبل.