غازي العمري

كرة القدم في إيطاليا ليست مجرد رياضة عادية فحسب، بل هي أسلوب حياة وإرث حضاري يعشقه الطليان ويعيشونه بكل أحاسيسهم.

ضَرب فيروس كورونا الكالشيو، فتحولت ملاعب إيطاليا الصاخبة بالشغف والحب أسبوعياً إلى بيوت أشباح خالية، بل أن بعضها تحول لمراكز مؤقتة لاستقبال من يحتاجون للعزل الصحي، بما في ذلك مركز كوفرتشيانو الخاص بالمنتخب الإيطالي. أصبحت أيام نهاية عطلة الأسبوع أياماً عادية هادئة، مثلها مثل باقي أيام الأسبوع.



كورونا شلّ الحياة في إيطاليا و حرم مشجعي الكالشيو من الأوكسجين الذي يتنفسونه بشكل يومي. في كل مرة كنت أتواجد فيها في ملاعب إيطاليا كنت أشعر بذلك الشغف الخاص الذي يميز عشاق الكرة هنا عن غيرهم في العالم. هم ليسوا مشجعين فحسب يرتادون الملاعب للترفيه عن أنفسهم، بل أن بينهم محللين مخضرمين و نقّاداً رياضيين وخبراء تحكيم. و رغم اختلاف تقاليد التشجيع في البلاد بين الشمال والجنوب بين المدن الغنية والأخرى الفقيرة إلا أن الجميع يتقاسم ذلك الشغف الذي يجعل ركلة جزاء مثيرة للجدل حديث أسبوعي حتى بعد مرور أكثر من 20 عاماً على احتسابها.

عندما أتحدث مع أصدقائي رواد الملاعب هنا في إيطاليا، أو عشاق الكالشيو في الخارج أشعر دائماً بالشوق الذي يجتاح قلوبهم المتعلقة ببطولة أحبّوها منذ الصغر، بمتعة أسبوعية ليس لها مثيل بالنسبة لهم. نعم، قد لا تكون كرة القدم الإيطالية هي الأمتع على الإطلاق داخل المستطيل الأخضر، لكن بكل تأكيد فإن كل ما يحيط بالكالشيو من جدل وتحاليل وأخبار على مدار الأسبوع لا يضاهيه أي مثيل في العالم.

عشاق الكالشيو وفي أزمة فيروس كورونا الحالية دخلوا إلى غرف إنعاش خاصة بهم، بانتظار عودة الأمور إلى مجاريها وعودة الأوكسجين الخاص بهم إلى التدفق من جديد.